صحف عربية: «الفتنة الطائفية» صناعة محلية.. وأعوان مبارك أول المستفيدين

كتب: ملكة بدر الثلاثاء 10-05-2011 12:50

مازالت «أحداث إمبابة» وتداعياتها، تلقي بظلالها على عناوين الصحف العربية الصادرة الثلاثاء، إذ تبارت الصحف في نشر تحليلات الأوضاع، وأسباب الصراع ونتائجه على مصر بعد ثورة 25 يناير، فيما أشارت صحف أخرى إلى أن الفتنة في مصر ربما كانت صناعة محلية بالأساس، وكشفت أخرى عن تقاعس دوائر القرار في تفشي الأزمة، والحرب الأهلية التي توشك على الاندلاع في مصر بسبب الطائفية.


 الفتنة صناعة محلية


 رأى أمين قمورية، في صحيفة «النهار» اللبنانية، أن الفتنة الطائفية في مصر «كامنة» وليست نائمة، كما أنها ليست من صنع «فلول النظام السابق» وليس لها علاقة بإسرائيل، رغم أن هذه الأطراف تبتهج وتتشفى بسماع أخبار الفتن في مصر، لكن هذه الفتن صناعة محلية.

وأكد أن سبب الأزمة هي المادة الثانية من الدستور المصري التي قسمت مصر دينيا، وحولت المسيحيين من مكون مصري وطني يتساوى مع المكون الآخر في الحقوق والواجبات إلى «جماعة دينية»، وأبدى خوفه من أن تتحول مصر إلى مركزاً للانفلات والعصبية والطائفية بدلاً من أن تكون مدخل الديمقراطية في العالم العربي.


جمهورية إمبابة الإسلامية


من جانبها، وصفت صحيفة «الشرق الأوسط»، حي إمبابة بأنه تحول إلى «جمهورية إمبابة الإسلامية الطائفية»، بعد أن أصبح أكبر الأحياء كثافة سكانية في العالم، بمليون ومائة ألف نسمة على الأقل، وتسكن أغلبه عائلات جاءت من الصعيد، وسكانه يحذرون من أنه إذا لم تعود الأمور والأمن إلى نصابها الصحيح، فسوف يشهد الحي الواقع شمال الجيزة أحداث أعنف بكثير.

فيما أوضحت صحيفة «الحياة» اللندنية، أن البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية يتابع الموقف عن كثب، رغم عدم صدور بيان رسمي من الكنيسة، كما أنه يعقد اجتماعات مستمرة، والكنيسة نفسها في حالة طوارئ منذ مساء السبت، و تم تشديد الإجراءات الأمنية حولها تخوفاً من أي أعمال تخريبية.

أما محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين، فقد نقلت عنه صحيفة «الحياة» اللندنية أيضاً،  أنه  ندد في مؤتمر، الاثنين، بما حدث في إمبابة، مؤكداً أنها «ضد مبادئ الإسلام»، و قالت الصحيفة أن الأزهر عقد اجتماعاً طارئاً لمناقشة الاشتباكات ووجه مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة دعوة إلى عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية.

وقالت صحيفة «القدس العربي»، إن حزب التجمع اليساري، اتهم السلفيين صراحة في بيان نشره الاثنين، بالوقوف وراء أحداث إمبابة، وحذر البيان مما وصفه بـ «التعامل بطريقة الجلسات العرفية التي أغرقتنا في بحر الطائفية»، وقال «نطالب بدولة القانون القادر على ردع المخالف، أما استعانة الدولة بعدد من المشايخ من أجل الحل المؤقت لهذه الأزمات فهو الخطأ بعينه».


 

سياسة رد الفعل المطاطة


وفي صحيفة «القبس» الكويتية، قال جمال عبده، إنه من الملاحظ أنه كلما اقتربت ساعة حساب أحد رموز النظام السابق، تشهد مصر موقعة جديدة، منتقدا استمرار دوائر صنع القرار في استخدام سياسة «رد الفعل» التي فشلت على مدى سنوات طويلة.


وأوضح أن هناك ملايين المواطنين المصريين على وشك الانفجار في أي لحظة، ولهذا يجب اتخاذ خطوات استباقية حاسمة وقرارات واضحة بدلاً من البطء في اتخاذ الإجراءات اللازمة، والتوقف عن إصدار بيانات عائمة تثير التساؤل والريبة، ومنع استخدام الكلمات المطاطة كالبلطجة مثلاً، مؤكدا أن هذه المرة لن تنجح طريقة تبادل كلمات وشعارات «الوحدة الوطنية» بين الكنائس والمساجد على شاشات التلفزيون.


تهريب الأسلحة إلى مصر


صحيفة «الجريدة» الكويتية، كشفت عن أن السلطات المصرية تمكنت خلال الأيام الأولى من شهر مايو الجاري، من ضبط 24 محاولة تهريب أسلحة من الخارج إلى مصر عبر الموانئ والمنافذ المختلفة، من بينها إحباط عمليات تهريب يومي الجمعة والسبت الماضيين من مطار القاهرة الدولي على يد مصريين وأجانب.

 

وأوضح مصدر أن المحاولات الـ24 تمت عبر منافذ مختلفة منها 6 محاولات على الحدود مع السودان، و4 محاولات على الحدود (المصرية – الفلسطينية)، ونحو 10 وقائع تهريب عبر الحدود مع ليبيا، بالإضافة إلى 3 محاولات في مطار القاهرة، ومحاولة واحدة بمطار الإسكندرية،  وأشارالمصدر، بحسب الصحيفة،  إلى أن الأسلحة التي ضُبطت متطورة وغالية الثمن ومعظمها صناعات أمريكية وألمانية وإيطالية وروسية، وأن أغلبية المتهمين من دول أوروبية وعربية على الحدود مع مصر.


جيش من النساء والأطفال


صحيفة «الشرق الأوسط»، قالت في عنوانها الرئيسي الثلاثاء، إن الزعيم الليبي معمر القذافي، بدأ في تجهيز المدنيين بالأسلحة وتجنيد النساء والأطفال، كما بدأ الجيش الموالي للقذافي في عمليات تجنيد إجباري واسعة للشباب، في طرابلس على وجه الخصوص، إذ يتوقع أن تشن قوات الحلف الأطلنطي «الناتو» عملية عسكرية برية كبيرة».

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الناتو أدرك أخيراً أن القصف لا يؤتي بأهدافه في إجبار القذافي على التنحي أو الاستسلام، لذلك ستكون الخطوة القادمة بالتأكيد هي الغزو البري.