الأمل.. فى الصحراء!

عباس الطرابيلي الثلاثاء 24-07-2018 05:54

قامت خطة وزير البترول الحالى ــ المهندس طارق الملا ــ على التقليل ما أمكن من استيراد زيت البترول ــ وصولاً إلى منع استيراده ــ على كيفية «إنعاش» الآبار المنتجة للزيت من ناحية.. وزيادة معدلات البحث عن حقول جديدة ــ على أمل ألا نفقد معامل التكرير المصرية وما أكثرها عندنا ــ من ناحية أخرى.. وتقليل فاتورة استيراد الزيت الخام من الخارج.. ولما كانت حقولنا فى سيناء وحول خليج السويس قد وصلت إلى مرحلة الاستنزاف الكلى.. اتجه وزير البترول إلى حقولنا فى الصحراء الغربية.. وقام تحركه هنا فى اتجاهين: الأول زيادة الإنتاج منها ولو باستخدام تكنولوجيا أكثر تقدماً.. والثانى طرح مساحات كبيرة من هذه المنطقة على الشركات العالمية للبحث.. ثم الإنتاج.. وربما يشجع على ذلك وصول سعر البترول عالمياً إلى ٧٠ دولاراً للبرميل.

ولكن هناك مزايا عديدة ــ فى هذه السياسة شديدة الذكاء ــ هى استغلال الإمكانات المتاحة فى هذه المناطق من تسهيلات للتجميع.. ثم الإمكانيات من خطوط أنابيب، بل وتسهيلات شحن إلى مناطق التكرير.. وتوفرها هناك يقلل كثيراً من تكاليف استخراج هذا الزيت وأعباء وصوله إلى معامل التكرير حتى من أرصفة الشحن، بعد مراحل التجميع.

ومع قناعتى باحتمال تزايد إنتاج حقول الصحراء الغربية، حتى ولو لجأنا إلى حقن الآبار المنتجة بالمياه، أو بالغاز، لزيادة الضغط فى الآبار، وبالتالى زيادة الاستخلاص والإنتاج.. إلا أن الشق الآخر ــ الذى يحوى كثيراً من الآمال ــ هو طرح مساحات كبيرة عالمياً أمام الشركات الكبرى للبحث فيها عن البترول، وأكاد أقول إن الأمل كبير للغاية ــ بالذات ــ بعد تطور وسائل البحث السيزمى.. أو الحفر الأكثر عمقاً للوصول إلى مناطق منتجة.. وإذا كان انخفاض سعر البترول زمان وراء إغلاق هذه الآبار عندما تجاوزت التكاليف وقفزات الأعباء ثمن ما يمكن إنتاجه أيامها من هذه الآبار، ولكن الوضع الآن مع وصول سعر البرميل إلى ٧٠ دولاراً، والأهم شدة حاجتنا إلى هذا البترول الآن تشجعنا على المضى قدماً فى إعادة إحياء البحث عن مكامن جديدة للبترول فى المناطق الجديدة.. أو زيادة معدلات الاستخلاص من الآبار الموجودة.. وفى كل الأحوال: هذا مكسب كبير لمصر.. وليس كما يقول المثل إن التاجر عندما تتأزم أموره يبحث فى دفاتره القديمة.. أى أننا هنا نبحث فى دفاترنا البترولية القديمة!!

■ ■ وليس سراً أن مصر اهتمت، ومنذ الستينيات، بالصحراء الغربية، وشجع على ذلك اكتشاف البترول فى حقل العلمين أواخر الستينيات، وما صاحب ذلك من إنشاء شركة بترول الصحراء الغربية «ويبكو» عام ١٩٦٨.. وليس سرا أن خطة المهندس الملا، وزير البترول الحالى، تقوم على تطوير هذا الميناء حتى يستطيع استقبال شحنات البترول الجديدة.

والأمل كبير، ربما لأن شركة إينى، صاحبة اكتشاف حقل ظهر للغاز، هى نفس الشركة التى اكتشفت البترول فى جنوب غرب منطقة مليحة فى هذه الصحراء بالذات شمال واحة سيوة.. فما هى تفاصيل هذا الكشف الذى تم منذ أيام؟!