اعتبر أدباء وكتاب ما حدث فى إمبابة، الأحد، «لحظة ضعف فى تاريخ مصر» تعطى إشارة إنذار لإنقاذ الدولة، ووصفوا الأحداث بأنها «أحد المشاهد المحيرة والمفزعة»، وطالبوا بضرورة مواجهة ما حدث بكل قوة عن طريق تطبيق القانون بكل حزم، ووضع استراتيجية عامة للدولة تبحث فيها وضع حلول للقضاء على «الخلل فى العلاقة بين المسلمين والأقباط».
اعتبر الكاتب الكبير خيرى شلبى ما حدث فى إمبابة ورقة أخيرة للنظام القديم، مطالباً القوات المسلحة بالتصدى لهذه الفتنة التى تسير بالبلد إلى «الضياع» – على حد قوله.
وأشار «شلبى» إلى أن ما حدث «تخطيط من مباحث أمن الدولة» باعتبارها الوحيدة القادرة على الوصول للعناصر التى قامت بإشعال الأحداث، وتحريكها فى الوقت المناسب.
وتطرق مؤلف رواية «إسطاسية» التى ناقشت فكرة الطائفية بين المسلمين والأقباط، إلى من قال إنهم «أطلقوا على أنفسهم سلفيين دون أن يستحقوا هذا الاسم»، واصفاً إياهم بأنهم «أشخاص بلا عقل ويقتلون بقلب بارد»..
ووصف صلاح عيسى، الكاتب الصحفى، ما حدث فى إمبابة بــ«الأمر الخطير والمفزع»، محذراً من خطورة كون ذلك «إشارة الإنذار قبل الأخيرة» لإنقاذ مصر التى لم يستبعد «عيسى» أن تكون على «شفا حرب أهلية».
وطالب «عيسى» بأسلوب جديد لمواجهة أحداث بدأت تتكرر خلال الأربعين عاماً الماضية، لافتاً إلى ضرورة تنفيذ القوانين «بحذافيرها وبشدة» على الفور، فى مواجهة كل من يثير معارك طائفية، على أن يتم بعد ذلك وضع استراتيجية عامة ترسمها الدولة عبر حوار وطنى مفتوح ومناقشة الملفات التى يمكن أن تؤدى لمثل هذه الأحداث.
واقترح «عيسى» حل ملف دور العبادة، وإجراء تشريعات تكفل حرية العقيدة وممارسة العبادات، منبهاً إلى ضرورة الوصول إلى صيغة مفادها أن مصر دولة مدنية تفصل بين ما هو دينى وما هو سياسى.
واعتبر الروائى إبراهيم أصلان ما شهدته منطقة إمبابة «أحد المشاهد المحيرة» التى يصعب تفسيرها فى إطار سبب واحد، مشيرا إلى أنه يحمل فى الوقت ذاته «دلالة على درجة من درجات الاحتقان الناتج عن أسباب اقتصادية فى الأساس ليست دينية». وعدد «أصلان» أسباباً يرى أنها أدت إلى ما حدث، منها وجود أياد خفية «مضارة من الثورة» تعتمد بشكل أساسى على ورقة الفتنة، مفسراً اختيار منطقة إمبابة بأنها «بيئة مهيأة لانتشار الحرائق سريعاً».
بينما فضل الكاتب الصحفى فهمى هويدى عدم التعليق على ما شهدته إمبابة، الاحد ، قبل تحديد الفاعل الذى وقف وراء الأحداث، معتبراً أن معرفة إن كانوا بلطجية سعوا لإثارة الفوضى من خلال تأليب المسلمين على الأقباط، أو سلفيين وقفوا وراءها، تحدد ما يمكن وصف الأحداث به إن كانت «فتنة طائفية» أو «إجراماً».
وتعجب الكاتب الروائى يوسف القعيد من اختفاء عقلاء المكان ورموزه فى منطقة الحدث، متسائلاً: «كيف لشائعة أن تقتل عشرات الأفراد وتصيب المئات وتحرق كنيسة؟». وتطرق «القعيد» إلى الغياب الأمنى الذى اعتبره «غير مقبول بالمرة» مطالباً بوضع حل له.