بالصور.. 5 معالم أثرية دمرتها الحرب في سوريا بينها مسجد وكنيسة ومعبد

كتب: ليث الزعبي الأربعاء 18-07-2018 20:36

جاءت الحرب إلى سوريا فحصدت آلاف الأرواح، وخلفت ورائها جراحًا لن تنساها البشرية بسهولة. حصيلة الضحايا بعد 7 سنوات بلغت 350 ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

المواقع الأثرية كانت أيضا ضمن دائرة الاستهداف حتى أن المعارك بين قوات الحكومة السورية ومسلحي المعارضة حولت عدة مبان أثرية إلى أثر بعد عين.
نستعرض في هذا التقرير أبرز خمسة معالم أثرية دمرتها الحرب في سوريا.

الجامع العمري في درعا:

يقع الجامع العمري في الجزء القديم من مدينة درعا – مهد الثورة السورية- التي تبعد حوالي 100 كيلومتر عن العاصمة دمشق، ويعرف المسجد بالعُمَري نسبة إلى الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب, فهو مَنْ أمر ببناءه عام 635م خلال زيارته لمنطقة «حوران», وهو من أقدم المساجد في العالم.

انطلقت أولى التظاهرات ضد نظام بشار الأسد من الجامع العمري، كما تحول إلى مستشفى ميداني حتى بات رمزًا للثورة السورية. وتقول المعارضة المسلحة، إن قوات الحكومة السورية «اقتحمت ساحة الجامع، وقتلت عددًا من الجرحى داخله»، لكن الحكومة تنفي ذلك.

المسجد العمري في درعا

خسر المسجد مذئنته في إبريل 2013 عندما قصفت القوات الحكومية عناصر المعارضة التي كانت تسيطر على المسجد. كما تعرضت أجزاء منه أيضاً للتدمير لاحقاً بسبب الغارات الجوية الروسية.

عادت سيطرة قوات الحكومة السورية على الجامع العمري في مطلع يوليو الجاري، وحينها تساءل النائب السوري ورئيس غرفة حلب فارس الشهابي، على صفحته بموقع «فيسبوك»: «هل يجوز تحويل الجامع العمري إلى مدرسة أو مستوصف؟!».

مئذنة الجامع الأموي المهدمة:

بني الجامع الأموي الكبير بعصر الخفاء الراشدين عام 637م، وتم تجديده بزمن الخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك في 716م, ويقع الجامع في حي الجلوم بالجزء القديم من مدينة حلب شمالي سوريا، ويشبه بطراز بنائه المسجد الأموي بالعاصمة دمشق.

أدرجت منظمة اليونسكو المسجد ضمن قائمة «مواقع التراث العالمي»، وهو يعتبر من أكبر وأقدم مساجد حلب.

المسجد العمري في درعا

سيطرت قوات المعارضة السورية على المسجد في مارس 2013، واحترق متحف الجامع خلال الاشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة، وتهدمت المئذنة بنفس العام, ذلك وسط اتهامات متبادلة بين المعارضة والقوات الحكومية.

وقال نشطاء معارضون إن الدبابات الحكومية المتمركزة في منطقة السبع بحرات في حلب «استهدفت مئذنة المسجد بشكل متعمّد»، فيما اتهمت القوات النظامية تنظيم «جبهة النصرة» بتدمير المئذنة.

المسجد الأموي

وقال رامي عبيد مسؤول بوزارة الأوقاف السورية في مدينة حلب في 2015، إن المديرية قررت إعادة ترميم المسجد الأموي، وأضاف أن تكلفة الترميم ستبلغ 7 مليارات و300 ألف ليرة سورية (حوالي 16 مليون دولار).

المسجد الأموي

واتفقت وزارة الأوقاف الشيشانية مع نظيرتها السورية لتمويل ترميم الجامع، وبدأ عملية إعادة الترميم في فبراير 2018.

تدمر وقوس النصر المدمّر:

تقع مدينة تدمر الأثرية المعروفة «بعروس الصحراء» السورية وسط البلاد ضمن محافظة حمص، وكانت المدينة مركزاً للعديد من الحضارات وعاصمة لامبراطورية تدمر وملكتها الشهيرة زنوبيا.

الآثار التدمرية مدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتحوي المدينة آثاراً كثيرة أبرزها المسرح الروماني ومعبدنبو ومعبدبل ومعبدبعلشمين, وكذلك يعتبر «قوس النصر» معلماً من معالم تدمر.

قوس النصر في تدمر قبل وبعد التدمير

بني «قوس النصر» على مراحل في العهد الروماني أواخر القرن الثاني الميلادي، والقوس عبارة عن بوابة لها 3 مداخل مزينة بالنقوش الهندسية, وتم ترميم القوس أكثر من مرة كان آخرها القرن العشرين.

اقتحم تنظيم داعش الإرهابي مدينة تدمر في أكتوبر 2015، وقال مأمون عبدالكريم, المدير العام للآثار والمتاحف بسوريا وقتها, «إن مقاتلي داعش نسفوا قوس النصر».
أدانت «اليونسكو» تفجير القوس، وقالت إن ما حدث «جريمة حرب جديدة»، كما ذبح التنظيم الإرهابي أيضاً عالم الآثار السوري خالد الأسعد, المدير العام لآثار ومتاحف تدمر مُنذ عام 1963, ثم مثّلوا بجثته في ساحة عامّة بتدمر.

استعادت القوات الحكومية السيطرة على مدينة تدمر في مايو 2016، وعلى الرغم من الدمار قال المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبدالكريم: «إن 80% من آثار المدينة بخير», ولكنه أضاف أنّ عملية ترميم الآثار بتدمر بحاجة «لخمس سنوات».

«أم الزنار».. الكنيسة المحروقة:

بنيت الكنيسة عام 59 ميلادي بحي «بستان الديوان» في مدينة حمص وسط سوريا، وتعتبر من أقدم الكنائس في سوريا, وسميّت بأم الزنار لأن ضمن مقتنياتها زنار السيدة العذراء (حزامٌ يَشُدّ على الوسط).

كنيسة ام الزنار قبل التدمير


استولت المعارضة المسلحة على حي بستان الديوان مع أغلب أحياء مدينة حمص في فبراير 2012، وتم إخراج زنار السيدة العذراء للحفاظ عليه بعيداً عن التوتّرات والمعارك, وبدأت القوات الحكومية قصفاً مكثّفاً على الحي أوقع قتلى مدنيين كثر, وطال الكنيسة جزء من القصف والتهمتها النيران بالكامل في يونيو 2012 .

كنيسة أم الزنار ي حمص بعد تدميرها


استعادت القوات الحكومية السيطرة على الحي الذي تقع به الكنيسة، وفي أغسطس 2014 بدأت عمليات ترميم للكنيسة، وإعادة «زنّار العذراء» باحتفالية قيل أنها أعادت الأمل لسكان الحي.

كنيس إلياهو.. قصف للتاريخ وسرقة للتراث:

يقع كنيس إلياهو اليهودي في حي جوبر شرقي العاصمة دمشق، وكان ثاني أكبر حي بسوريا تسكنه الجالية اليهوديّة, ويعتبرمن أقدم المعابد اليهودية بسوريا والمنطقة، وبني قبل أكثر من ألفي عام, وفيه نسخة من أقدم توراة في العالم، وكذلك مقام النبي إلياهو.

كنيس إلياهو بحي جوبر قرب دمشق

تعرض الكنيس لقصف من القوات الحكومية بعدما تمكنت المعارضة المسلحة من الاستيلاء على حي جوبر مع نهاية العام 2013، وتمكنت قوات المعارضة السورية من الاستيلاء على حي جوبر بالكامل مع نهاية العام, وتعرّض الكنيس للسرقة أكثر من مرّة خلال سيطرة المعارضة عليه.

كنيس إلياهو بحي جوبر قرب دمشق


ودُمر الكنيس بشكل كامل إثر المعارك، ولم يستطع مسؤولو الطائفة اليهودية بدمشق زيارته, لكنهم أدانوا انتهاك حرمته, ولم يرد أي تصريح رسمي حول ترميمه حتى الآن.


وفي مايو 2018 قبضت السلطات التركية على مهربي آثار بحوزتهم نسخ من التوراة كانت ضمن مقتنيات كنيس إلياهو. وقالت وسائل إعلام تركية، إن المقبوض عليهم، كانوا يحاولون بيع نسخ التوراة بـ8 ملايين ليرة تركية (قرابة مليوني دولار).

*تنويه

تم نشر هذا الموضوع للكاتب ضمن برنامج تدريب المصري اليوم