اقتربت السلطات السعودية من الانتهاء من مشروع قطار الحرمين السريع الذى يهدف إلى تسهيل وتسريع حركة الحجاج والمعتمرين، وتخفيف الضغط والازدحام بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة.
وقدم المسؤولون فى وزارة النقل السعودية معلومات عن تطور العمل فى مشروع القطار، لمجموعة من الصحفيين من دول العالم الإسلامى، تمت دعوتهم للمملكة، لإطلاعهم على التحضيرات لاستقبال موسم الحج. وقال مشرف التشغيل والصيانة فى محطة قطار مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، سليم محمد أمين بخش، إن مشروع القطار يشمل 4 محطات، هى مكة والمدينة وجدة ومدينة الملك عبد الله، وستتم إضافة محطة مطار الملك عبدالعزيز للمشروع، وأوضح أن مشروع قطار الحرمين السريع من أكبر المشاريع فى الشرق الأوسط، وأن طول مسار القطار يبلغ 460 كيلومترًا، وسيخدم 60 مليون راكب سنويًا، موضحا أن آخر محطتين فى مشروع القطار هما محطتا مكة والمدينة، وأشار إلى أن تكلفة المشروع تصل إلى 2 مليار دولار، وقال إن محطة مدينة الملك عبدالله ستضم 6 أرصفة ركاب، ومحطة جدة 8، ومحطة مكة 10، ومحطة المدينة 6.
وعن تصميم المحطات، قال إنه مستوحى من الثقافة والتراث المحليين، حيث استوحى تصميم المحطات من الخيمة التقليدية، ويغلب على كل محطة من محطات القطار لون معين، إذ اختير اللون الأصفر لمحطة مكة، والأخضر للمدينة، والرمادى لجدة.
من جانبه، قال مهند باشين، أحد المسؤولين فى المشروع، إن محطات القطار مزودة بمواقف تتسع لعدد كبير من السيارات، حيث تتسع مواقف محطة قطار مكة لنحو 5 آلاف آلاف سيارة، بينما تتسع محطة جدة لـ6 آلاف سيارة، ومحطة مدينة الملك عبدالله لألف و400 سيارة، ومحطة قطار المدينة المنورة لألف سيارة.
وأوضح أن الركاب سينتقلون من الساحة الخارجية إلى داخل المحطة، عبر جسر مخصوص لهذا الغرض. وأضاف أنه تم توظيف آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا فى المشروع، وفى تصميماته، واستخدام أحدث التقنيات والمعدات فى جميع أقسامه، وتتم إضاءة جميع المحطات باستخدام الطاقة الشمسية. وأشار إلى أن محطات القطار تضم متاجر ومطاعم، تمد الركاب بجميع احتياجاتهم. وبخصوص موعد الانتهاء بشكل كامل من المشروع، وتدشين حركة القطارات فى جميع محطاته، قال باشين إنه سيتم بعد موسم الحج دون أن يذكر تاريخًا محددًا.
وبدأت رحلات تجريبية لقطار الحرمين بين مكة والمدينة فى فبراير الماضى، وأضيفت محطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية للمحطات فى 28 يونيو الماضى، حيث تنطلق رحلات تجريبية من تلك المحطة إلى مكة والمدينة، يومى الخميس والجمعة من كل أسبوع.
ويقطع القطار، الذى يعمل بالكهرباء، مسافة 460 كيلومترا بين مكة والمدينة، فى ساعة و20 دقيقة، حيث تبلغ سرعته 300 كيلو متر فى الساعة، وتستغرق تلك المسافة حوالى 4 ساعات بالسيارة، وسيختصر القطار المسافة بين مكة المكرمة وجدة لأقل من نصف الساعة، مقارنة مع ساعة والنصف عبر الحافلات، ونقلت صحيفة «الاقتصادية» السعودية عن مصادر مطلعة قولها إن رسوم قطار الحرمين السريع والمتوقع إقرارها والموافقة عليها من الجهات العليا، تعادل نحو 20 ريالا للتذكرة بين مكة المكرمة وجدة فى الاتجاه الواحد، ونحو 110 ريالات للرحلة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة فى الاتجاه الواحد. وتتزايد أعداد المسافرين عبر مطار جدة القريب من الأماكن المقدسة نظرًا لقدوم الحجاج والمعتمرين إليه، إذ بلغ عدد الحجاج العام الماضى 2.35 مليون حاج فيما بلغ عدد المعتمرين 6.75 مليون معتمر.