رغم كل تلك التغييرات الهائلة والتحولات الكثيرة التى طرأت على كرة القدم فى مصر خلال سنين طويلة ماضية.. إلا أن هناك أمورا لا تزال كما هى ولم تشهد أى تغيير حقيقى، سواء فى الفكر أو الممارسة أو حتى الوسائل والأهداف.. أحد هذه الأمور هو اختبارات الناشئين فى مختلف أنديتنا بلا استثناء.. من الأهلى والزمالك مرورا ببقية الأندية مختلفة الهوية والتكوين مثل الجيش والداخلية والمقاولون ووادى دجلة حتى نجوم المستقبل الصاعد هذا الموسم للدورى الممتاز.. ففى كل هذه الأندية تجرى اختيارات الناشئين بنفس الشكل التقليدى كأنه واجب روتينى سنوى أو مهمة ثقيلة الظل.. فيتم بيع استمارات الاختبارات داخل الأندية ويجرى تقسيم الأيام حسب سنة الميلاد، ثم يأتى مدربون كثيرون رغم كفاءة بعضهم وصدق وإخلاص واجتهاد بعض آخر إلا أنهم جميعا يبدون فى النهاية كمن يقومون بمهمة هم أول من يدرك عدم جدواها أو حتى ضرورتها.. وبسرعة تتوالى تلك الأيام المحددة وتنتهى كل هذه الاختبارات وينال المدربون إجازة قصيرة يستريحون فيها من ضغوط الاختبارات والتوصيات والوساطات والمجاملات والشكاوى والاحتجاجات.. ومن بين آلاف الصغار الذين وقفوا أمام أبواب مختلف الأندية بأحلامهم الكبيرة.. ينجح عدد قليل للغاية نصفهم على الأغلب لا يستحق هذه الفرصة والنصف الآخر لن يكمل الطريق إلا ربعهم أو أقل..
.