الجيش السوري «عاشر أقوى جيش» في سوريا

كتب: ليث الزعبي السبت 14-07-2018 16:52

تعوّد المصريون على تسمية سوريا «بالإقليم الشمالي»، وقد جاءت التسمية عقب الوحدة السورية-المصرية في خمسينيات القرن الماضي، ولكن «الإقليم الشمالي» يعيش حرباً طاحنة منذ 8 سنوات تدمرت بها البنى التحتية ومدن وحواضر بأكملها، وتحولت سوريا لساحة إقليمية- دولية تتنازعها الجيوش الأجنبيّة بقواعدها العسكرية.
تدير إيران ما يزيد على 50 ميليشيا عسكرية متعددة الجنسيات في سوريا منذ 2012، ذلك على امتداد الجغرافيا السورية، ويعتبر البيت الزجاجي قرب مطار دمشق الدولي أهم قاعدة لها، وتعمل كلها تحت إمرة الجنرال قاسم سليماني القيادي البارز بالحرس الثوري الإيراني، وارتكبت كثيراً من الفظائع وجرائم الحرب خصوصاً في منطقة الغوطة شرقي العاصمة دمشق، واندماج بعضها كميليشيا «أبوالفضل العبّاس» في صفوف الحرس الجمهوري السوري.

القوات الأجنبية في سوريا
وبالمقابل اقتحمت تركيا الشمال السوري لتضع نقاط مراقبة وقواعد عسكرية في 2016، ودعمت كتائب من المعارضة المسلحة ارتكبت «فظائع» ضد الأقلية الكردية شمال البلاد، كل ما سبق تحت شعار «يحيا أردوغان» الذي رُفع خلال تخريج دورات عسكرية لتلك الجماعات.

القوات الأجنبية في سوريا

الساحل السوري مكان ملائم لروسيا للوصول للمياه الدافئة، وكذلك لاستعراض فعالية أحدث أنواع الأسلحة الروسية، فالقوات الروسية تتوزع على قاعدة «حميميم» وقاعدة «طرطوس»، و«حميميم» ليست مكاناً تبدأ منه الطائرات الروسية غاراتها على أهدافها فحسب، بل مكان للتفاوض وعقد «التسويات» المحلية بين النظام والمعارضة السورية.

القوات الأجنبية في سوريا

الاحتلال الإسرائيلي عزز وجوده في هضبة الجولان السورية المحتلة منذ العام 1967، وتنفذ القوات الإسرائلية مناورات بالهضبة باستمرار تحسباً لأي طارئ على الحدود، وكذلك اجتمعت الحكومة هناك سابقاً، وتستمر إسرائيل ببناء مستوطناتها، ولم تقف إسرائيل عند الجولان فقط، بل قصفت مواقع للجيش السوري وللقوات الإيرانية داخل البلاد بشكل دوري.

القوات الأجنبية في سوريا

شرقي نهر الفرات كان مكاناً ملائماً للقواعد العسكرية الغربية بسوريا، حيث تتواجد قوات الفرنسية في بلدة عين عيسى بمحافظة الرقة، وأمريكا تتموضع قواعدها بالقرب من «حقل الرميلان» النفطي شمالي شرق سوريا، وكذلك على امتداد الحدود السورية التركية، وتدخلت إيطاليا لتنشر قواعدها قرب «حقل عمر» النفطي في محافظة ديرالزور، حيث يتدرب داخل تلك القواعد قوات كردية عاملة ضمن «قوات سوريا الديمقراطية» التي اصطدمت بتنظيم داعش والجيش التركي في أكثر من معركة.

القوات الأجنبية في سوريا

القوات الأجنبية في سوريا

القوات الأجنبية في سوريا
بريطانيا ليست خارج المشهد المعقد، ولكن قوّاتها تتمركز في جنوبي شرق سوريا قرب الحدود الأردنية العراقية السورية، وتتواجد هذه القوات لدعم جماعات من المعارضة المسلحة كلواء «شهداء القريتين» في قاعدة «التنف» ضمن مواجهة تنظيم داعش الإرهابي بحسب البريطانيين.

القوات الأجنبية في سوريا

وتوجد قوات واستشاريون عسكريون ألمان إلى جانب القوات الغربية في شمالي شرق سوريا، بهدف تدريب جماعات داخل «قوات سوريا الديمقراطية»، وشاركت ألمانيا بالغارات الجوية التي قادها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي منذ استيلاء التنظيم على مدينة الرقة في عام 2014.

القوات الأجنبية في سوريا

الجيش السوري يعتبر وفق ما سبق «عاشر أقوى جيش» في سوريا، حيث كان يحتل الجيش السوري المرتبة 49 عالميًا والسابعة على الشرق الأوسط من ناحية القوة العسكرية بحسب موقع Global Fire Power، المعني يتصنيف قوة الجيوش عالميا، وذلك قبل أن تحدث به عدة حركات انشقاق، بدأت منذ عام 2011، وأبرزها انشقاق العميد بالحرس الجمهوري مناف طلاس، الصديق السابق لبشار الأسد، وابن مصطفى طلاس صاحب أطول ولاية في وزارة الدفاع السورية، ودخول الجيش السوري في النزاع الداخلي وخوضه الحرب الأهلية ضد جماعات المعارضة المسلحة التي أسهمت أيضاً بتفككه، وتعرّض الجيش السوري لغارات جويّة أمريكية وإسرائيلية طوال مدة الحرب السورية، واضطر الجيش السوري أخيرًا للاعتماد على قوات «رديفة» كقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث وميليشات جمعية البستان وقوات محلية وأجنبية أخرى كحزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية.

*تنويه

تم نشر هذا الموضوع للكاتب ضمن برنامج تدريب المصري اليوم