صحف عربية: مؤيدو النظام السابق أشعلوا «الفتنة الطائفية».. والجماعات الإسلامية تنفى صلتها

كتب: ملكة بدر الإثنين 09-05-2011 13:21

أبرزت عناوين الصحف العربية الصادرة الاثنين, الأحداث الطائفية المؤسفة التى شهدتها القاهرة، وتصريحات الجماعات السلفية الإسلامية التى نفت ضلوعها فى الحادث، وأشارت بعض تلك الصحف إلى تعاون المخابرات الباكستانية مع واشنطن للإيقاع بأسامة بن لادن، وأخيراً منع دخول الليبيين إلى مصر دون تأشيرات مسبقة.

 

«الفتنة الطائفية» ورموز النظام السابق

اهتمت معظم الصحف العربية الصادرة الاثنين، بأحداث الاشتباكات الطائفية فى حى إمبابة مساء السبت، التى راح ضحيتها حتى الآن نحو 12 قتيلاً وأكثر من 240 جريحاً، وقالت صحيفة «النهار» اللبنانية إن شهادات أهالى الحى أكدت أن التجمعات كانت مدفوعة من أشخاص دأبوا على تنظيم مظاهرات موالية للنظام السابق، فيما ألمح المجلس العسكرى فى بيان له إلى تورط مؤيدى النظام السابق فى الأحداث، رغم وجود مئات السلفيين الذين كانوا يطالبون باستعادة «مسلمة أسيرة» من إحدى كنائس المنطقة.

فيما أوضحت صحيفة «السفير» اللبنانية أن ما حدث يعد «ثورة مضادة» من خلال الفتنة الطائفية، مشيرة إلى الاشتباكات التى وقعت بين عشرات الشبان المسيحيين والمسلمين مساء الأحد، فى ميدان عبدالمنعم رياض فى وسط القاهرة، وقال شهود عيان إن عشرات المسيحيين تجمعوا أمام مكتب النائب العام فى وسط العاصمة المصرية، ثم قاموا بمسيرة فى اتجاه مبنى التلفزيون، إلا أن العشرات من الشباب المسلمين المقيمين فى حى بولاق أبوالعلا الشعبى المجاور اعترضوا المسيرة ووقع تراشق بالحجارة بين الطرفين، واستغرق هذا التراشق نصف ساعة ثم تفرق الشبان المسلمون، فيما توجه المتظاهرون المسيحيون ناحية مبنى التلفزيون حيث انضموا إلى مئات آخرين من المعتصمين هناك احتجاجاً على ما حدث فى إمبابة، وقام الأقباط بإغلاق الطريق أمام مبنى ماسبيرو فى الاتجاهين ما تسبب بوقف حركة المرور بشكل كامل.

أما أميرة هويدى، فروت على لسان المحامى محمود قنديل، أحد سكان إمبابة، إنه كانت هناك مجموعة أعلنت أمام الجميع، (وكانت قوات الجيش وصلت إلى هناك بالفعل وسمعت هذه الكلام)، أنها ستمضى فى مسيرة إلى كنيسة العذراء لتدمرها هى الأخرى، وهذا ما حدث.

وأضافت أميرة للصحيفة، «رأيت بنفسى هذه المجموعة أمام كنيسة العذراء وقد انقسمت نصفين، نصف دمر باب الكنيسة الحديدى وصعد إلى أعلى المبنى من الداخل، وبدأ فى حرقها، أما النصف الثانى فكان يؤمن لهم المكان من الخارج»، وبحسب شهود العيان للصحيفة، «استمرت النيران لمدة ثلاث ساعات متصلة لأن إطفاءها كان شديد الصعوبة».

 

الزمر: لا علاقة لنا بأحداث إمبابة

ونقلت «الجريدة» الكويتية، نفياً  لقيادات «الجماعة الإسلامية»، لضلوع أى من عناصرها فى الأحداث الطائفية، وقال طارق الزمر, عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إنه لا علاقة للسلفيين أو لأعضاء الجماعات الإسلامية بالأحداث التى شهدتها منطقة إمبابة مساء السبت، موضحا أن قيادات الجماعة الإسلامية تدخلت لاستيعاب الموقف، واتصلت بالمجلس العسكرى.

وأشار الزمر إلى أن هذه الأحداث كانت فى بدايتها عبارة عن مشاحنات عادية بين مسلمين, لا ينتمون إلى تيارات دينية, وأقباط، موضحاً «الحل الأمثل فى حال وجود شائعات عن اختطاف أو احتجاز أحد من قبل أى جهة هو التوجه إلى الجهات المسؤولة، وهذه ضرورة ليست على الإسلاميين فقط بل على المسلمين بشكل عام».

 

المتحدث باسم الدعوة السلفية: كاميليا مسلمة

أجرت صحيفة «الحياة» اللندنية حواراً مع عبدالمنعم شحاتة، الناطق باسم جماعة «الدعوة السلفية»، قال فيه، إن «الإسلام شرّع لنا التعايش السلمى مع الأقباط»، مؤكدا أن «السلفيين براء من اتهامهم بإشعال أحداث إمبابة».

واتهمت «الدعوة السلفية» فى بيان لها، الكنيسة القبطية بـ«محاولة حرق البلاد وإدخالها فى صراع طائفى»، وقالت إن الكنيسة «فخخت العلاقة بين المسلمين وجيرانهم من النصارى، كأن شعب الكنيسة عبيد شنودة، وهو يوشك أن يورثهم لخليفته الذى قدم أوراق اعتماده بوصف المسلمين بأنهم ضيوف» فى إشارة إلى الأنبا بيشوى.

ورأى أن «قضية كاميليا شحاتة ليست قضية طبيعية، فهى مسلمة إلى الآن، ويمارس عليها إكراه بشتى الطرق، فالكنيسة تلهو وتعبث بمشاعرنا، وتتلذذ بحرق الوطن»، وطالب بـ«نزع السلاح الذى بات وجوده فى الكنائس حقيقة لا يمكن إنكارها، وتحرير المحتجزين فى الكنائس والأديرة».

 

باكستان: قدمنا بن لادن للمخابرات الأمريكية

عالمياً، وفى إطار الجدل الذى مازال دائراً حول عملية قتل «أسامة بن لادن» زعيم تنظيم القاعدة، أجرت صحيفة «عكاظ» السعودية حواراً مع وزير الداخلية الباكستانى رحمان ملك، قال فيه إنه لم يعرف بعملية مقتل أسامة بن لادن سوى بعدها بأكثر من 15 دقيقة، كما أن «المخابرات الباكستانية كانت أول من قدم معلومات لنظيرتها الأمريكية، غير أن الأخيرة استأثرت بالأمر ونفذت العملية فجراً دون التشاور» مع السلطات الباكستانية.

وأضاف الوزير الباكستانى: «نحن نحقق الآن فى كيفية دخول القوات والطائرات الأمريكية للموقع وتنفيذ المهمة دون علم أجهزتنا المخابراتية، نحن نعترف بأننا تعرضنا لاختراق أمنى وسنسد كل الثغرات»، ونفى وزير الداخلية أن يكون بن لادن «باكستانى أو طفل باكستان المدلل»، لافتا إلى أن السلطات الباكستانية متأكدة من مقتل بن لادن، لكن لا تعرف حقيقة إلقاء جثته فى البحر.

 

محاكمة مبارك وأخلاق شعب مصر

الكاتب أحمد عثمان، طالب فى صحيفة «الشرق الأوسط»،المصريين، بعدم محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك لأن مبارك «لم يهرب مثل زين العابدين بن على، أو يدخل بلاده فى حرب أهلية كما فعل معمر القذافى»، «بل تنازل عن الحكم لحماية مصر من الخطر»، على حد قوله.

واستنكر عثمان أن يصدر قرار بالتحفظ على أموال مبارك وأسرته ومنعهم من السفر ومحاكمتهم قائلا: «هل يليق بشعب مصر أن يحاكم رئيسه جنائيا ويلقى به خلف قضبان السجون؟»، معتبرا أن نظام الحكم الشمولى «ممثلا فى الحزب الوطنى» هو الذى يجب أن يحاكم لأنه هو الذى أتى بمبارك إلى الحكم وزور الانتخابات واختار الوزراء الفاسدين واستأجر البلطجية لقتل المتظاهرين ويضع سياسات الحكومة ويسيطر على الأمن وثروات البلاد!

واختتم أحمد عثمان، مقاله، قائلاً: «محاكمة مبارك لن تجدى فى شىء، كما أن إلقائه فى السجن لا يتماشى مع أخلاق شعب مصر العظيم الذى لم يحاسب الملك فاروق على الفساد، ولم يحاكم جمال عبدالناصر على تسببه فى احتلال إسرائيل لسيناء».

 

لا دخول لليبيين دون تأشيرات

ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» أن السلطات المصرية بدأت فى تطبيق قرار منع دخول الليبيين إلى مصر دون تأشيرات مسبقة، بعد أن لجأ إليها أكثر من 100 ألف ليبى منذ تفجر الثورة فى ليبيا فى 17 فبراير الماضى.

وأكدت المصادر فى مطار القاهرة، للصحيفة، أن أى مواطن ليبى ينبغى أن تكون معه تأشيرة دخول مسبقة إلى مصر من السفارة المصرية بطرابلس، فيما تقول الصحيفة إن أعضاء فى المجلس الانتقالى الليبى المناهض للقذافى حاولوا إثناء السلطات المصرية عن القرار المفاجئ، كما كشفت أن القرار لم يصدر من وزارة الخارجية وإنما من المجلس العسكرى «لأسباب أمنية».