أجرى الحوار: فولكهارد فيندفور
أكد المدرب الألمانى ثيو بوكير، المُلقب بـ «الثعلب»، أن تجربته داخل مصر كانت مفيدة له على الإطلاق للاستمرار فى عالم التدريب، مشددا على أن تدريبه لأندية المصرى والإسماعيلى والزمالك أضاف إلى سجله التدريبى للعمل بعد ذلك فى الدول العربية، ومن ثم عرفته الأندية والجماهير فى الشرق الأوسط من خلال بلد الفراعنة، مشيرًا إلى أن محمد صلاح نجم كبير فى عالم كرة القدم ويتميز بالمهارة الفنية والسرعة الكبيرة.
■ كيف تقيم خبراتك السابقة فى مصر من الناحية المهنية والإنسانية؟
- عملت فى أربع مدن مصرية، هى: الإسكندرية والقاهرة وبورسعيد والإسماعيلية، فالمدن الأربع تتمتع بطابع خاص للغاية، حصلت على خبرات مهنية وإنسانية قيمة جداً، أنا وزوجتى شعرنا بعد وصولنا إلى مصر بوقت قصير أننا فى وطننا الثانى بكل معانى الكلمة لأسبابٍ واضحة، أولها أن المصريين يكنون للألمان وِدا وترحيبا فى كل المجالات بصورة غير عادية، كما حرصت على إشعار الناس أننا على مستوى واحد تماماً، وأننى لست معلماً «مايسترو» عظيماً قادماً من ألمانيا لإعطاء الأوامر.
■ هل واجهتك صعوبات ومشاكل مع العقلية المصرية؟
- الحقيقة أننى أشعر فى مصر وفى العالم العربى أننى لست غريباً بالمفهوم التقليدى على الإطلاق، بل صرت مقبولاً منهم دون تفرقة أو تمييز، فالمصريون كانوا يتعاملون معى بكل حب وود دون أى مشاكل مطلقًا.
■ مقولة الشعب المصرى «مجتمع يحب كرة القدم» هل هى صحيحة؟
- كلما أصل إلى مطار فرانكفورت وأركب سيارة أجرة يناقشنى السائق فى أمور تتعلق بالجو والحرارة وما إلى ذلك، فى حين يحاول سائق التاكسى بمطار بيروت توريطى فى السياسة بأى شكل، أما صاحب التاكسى فى مطار القاهرة فيناقشنى عن كرة القدم على الفور، نعم أعتقد أن المصريين مهتمون بكرة القدم أكثر من سكان أى دولة أخرى فى العالم، فهم يتنفسون كرة القدم.
■ ما العناصر التى يجب توافرها فى اللاعبين المصريين؟
- اللياقة البدنية والنفسية الجيدة أساس اللعب الجيد والنجاح، الأمر الذى يتطلب توافقاً تاماً بين التمرين والتغذية، وقسطاً وافياً من النوم، غير أن العرب والأفارقة على وجه العموم يجدون مشكلة فى الالتزام بهذه العوامل الثلاثة.
■ ما رأيك فى نجم المنتخب الوطنى وفريق ليفربول الإنجليزى «محمد صلاح»؟
- للأسف لم أتعرف على محمد صلاح شخصيًا حتى الآن، قبل كل شىء على الاعتراف بأنه لاعب كرة مرموق، فريد من نوعه، بفضل قدرته الفائقة على سرعة استيعاب الموقف والقيام بردود أفعال سريعة «مثل البرق»، السرعة والقوة هما الصفتان اللتان تحسمان كل شىء، إما النجاح أو الفشل فى جميع أنواع المسابقات الرياضية، إننى أكرر «مو» سريع فى اللعب أكثر من غيره بكثير مما يضمن له أداءً رائعاً منقطع النظير.
■ ما رأيك فى خروج الفراعنة وألمانيا مبكرًا من كأس العالم فى روسيا؟
- اللياقة البدنية سبب رئيسى فى خروج المنتخبين المصرى والألمانى من المونديال، فهم لم يقدموا الأداء المعهود لهم على الإطلاق، فنجد أن الفراعنة بدأوا أول مباراة فى كأس العالم بمستوى جيد ثم انخفض الأداء فى باقى المباريات، أما منتخب ألمانيا فلم تظهر قوته المعروفة فى البطولة ومن ثم خرج وودع كأس العالم.
■ هل شعرت بوجود ترابط ثقافى بين مصر وأوروبا؟
- الحقيقة أننى شعرت بنوع من القرب ولم أشعر بأننى أجنبى غريب، بل شعرت بأننى فى أرض ومع شعب قريب منى، كما أننى شعرت بروح القرابة المبهمة فى لبنان أيضا.. عندما توفيت زوجتى قبلت عرضا للعمل فى لبنان لتدريب المنتخب القومى وتزوجت طبيبة الأسنان التى كنت عميلاً عندها وقررنا الإقامة فى لبنان فى ضاحية شمالى العاصمة بيروت، هذا المكان أصبح وطنى الثانى.
■ هل من الممكن اعتبار مباريات كرة القدم من وسائل تقريب الشعوب وخدمة قضايا السلام العالمى؟
- بكل تأكيد، فتجاربى اليومية فى مدرسة كرة القدم الخاصة بى فى بلاد لبنان تؤكد صحة هذه الفكرة العظيمة وتُدفئ قلبى.