لماذا يشجع المصريون كرواتيا فى كأس العالم؟

كتب: مي هشام الجمعة 13-07-2018 23:34

بنظرة على فيسبوك بالتزامن مع مباراة كرواتيا وإنجلترا فى كأس العالم، يدرك المتأمل أن نسبة كبيرة من متابعى كأس العالم المصريين تتجه أفئدتهم صوب منتخب لم يتوّج بكأس العالم من قبل، فتارة تستوقفك موجة من العدائية تجاه المنتخب المُنافس - منتخب إنجلترا فى هذه الحالة - وتارة أخرى موجة من التعاطف مع رئيسة كرواتيا الحسناء التى تشجع منتخبها الوطنى بحماسة كُبرى فيها من التخلى عن الأعراف البروتوكولية والتحفظ الرسمى الشىء الكثير. أسباب رياضية، وأخرى شخصية، وأسباب سياسية فى أحيان أخرى، كانت وراء تشجيع المنتخب الوافِد حديثًا على نهائيات كأس العالم من قبل المُشجعين المصريين، عندما استطلعنا رأيهم.

شجع أحمد الجندى، مشجع متعصب لفريق ريال مدريد، كرواتيا من البداية، رغم حظها المحدود - منطقيًا - بتاريخها فى كأس العالم. فى المقام الأ ول، جاء تشجيع الجندى من باب حُبه للنادى الملكى، والذى يضم بين جنباته اثنين من لاعبى ريال مدريد «كمشجعين ريال مدريد، عندنا لوكا مودريتش وماتيو كوفاتشيتش»، لكن على ذلك، تبقى رغبته فى الاقتناع بعدالة كرة القدم فى حق اللاعبين المجتهدين هى الأخرى سببًا فى تشجيعه لفريق كرواتيا، مهما تنكّرت الساحرة المستديرة لمُحبيها.

ويستطرد «الجندى»: «سبب عاطفى، لأنه هيقضى على المظلومية وعدم إنصاف الكرة فى حق اللاعب، زى ما حصل مع اللاعب الإيطالى بوفون، وتعويضًا لظلم أنيستا الإسبانى عام 2010 حيث لم يتوج بأحسن لاعب فى البطولة رغم فوز منتخبه». من ناحية أخرى، يتمنى« الجندى» فوز كرواتيا لكسر ما سماه «احتلال الكرة الذهبية»: «مودريتش لو فازت كرواتيا بكأس العالم، احتمال كبير ياخد الكرة الذهبية لأنه فاز بدورى الأبطال، وهينهى استحواذ ميسى ورونالدو عليها».

يتفق محمد سيف، مشجع عشرينى للريال، الفريق صاحب الشعبية لدى الجمهور المصرى، هو الآخر مع أسباب الجندى، ولكنه من ناحية أخرى يرى أن تشجيع كرواتيا من قبل المصريين لم يأتِ من باب الفريق الملكى فحسب، حيث يرى أن التاريخ المتواضع للمنتخب الذى حجز موضعه فى المباراة النهائية هو السبب الأساسى وراء تشجيع المصريين له: «بعد تقدم كرواتيا فى كأس العالم، بدأت تنتشر بوستات على فيسبوك عن الظروف السياسية والاجتماعية الصعبة للبلد، وإنه دولة فقيرة، اللى تشبه كتير الظروف المصرية، فالناس حست إنها قريبة من حلم صعود المنتخب المصرى فى كأس العالم برضه».

أما أحمد جمال، فيقر بدوره أن كرواتيا كانت اسمًا غير مطروح على قائمة التوقعات للوصول لنهائى كأس العالم هذه المرة، وبالرغم من ذلك فقد أعجب بشكل شخصى بمسارها الزاخر بالمعنويات المرتفعات على مدار البطولة: «كرواتيا مش فريق كبير بالنسبة لباقى الفرق فى البطولة، لا بأسماء اللاعبين فيه، ولا بالتاريخ، لكن لعبوا بروح كل ماتشاتهم فى البطولة»، وبالرغم من ذلك، يرى «جمال» أن الأداء الذى قدمته كرواتيا كان مشرفًا أغلب الأحيان، فضلاً عن الوصول للنهائى «لعبوا على قد إمكانياتهم، وفى أوقات كتير لعبوا كرة جميلة»، فى هذا الصدد، يقارن «جمال» بين أداء كرواتيا مقابل خصمها الأخير إنجلترا، فتتفوق لديه الأولى «إنجلترا مثلا رغم أنه مسنود بسمعة الدورى الإنجليزى، إلا إنه مالعبش كرة جميلة زى كرواتيا، والماتش الكبير اللى لعبوه قدام بلجيكا خسروا قاصدين عشان يروحوا طريق أسهل فى الصعود».

وعن الأسباب السياسية التى وقفت وراء تشجيع كثيرين لكرواتيا، فيرى أحمد على أنها ليست فى محلها دومًا: «أنا سمعت عن مشجعين شجعوا كرواتيا ضد إنجلترا عشان تاريخها الاستعمارى مثلا، لكن اللى شايفه إن مفيش دولة فى البطولة معندناش سبب لمعاداتها، سواء صراعات سياسية أو استعمار أو مواقف تاريخية مشهودة»، لكنه يفضل أن تظل الكرة فى الملعب بعيدًا عن الأيديولوجيا والتاريخ، ويفصل فيها اللعب الممتع وتشجيع من يستحق، تستثنى من هذه القاعدة لدى «على» فقط حالات محدودة: «مش هشجع عمرى أمريكا مثلا ولا إسرائيل ولا قطر، وبعض الدول دى بتجنّس لاعبين يلعبوا فى صفوفهم عشان يكون عندهم تاريخ كروى».

وعلى صعيد آخر، كان رجل الأعمال نجيب ساويرس قد أعلن فى تغريدة له على «تويتر» أنه يشجع كرواتيا ضد انجلترا عندما رد عليه أحد متابعيه، طالباً التكفل برحلة سياحية لكرواتيا حال فوزها، الأمر الذى وعد ساويرس بإتمامه لاحقاً بعد نتيجة المباراة ليسافر الثنائى فى أكتوبر أو سبتمبر القادم.