من وفاء قسطنطين زوجة أحد قساوسة البحيرة، التي فجرت أزمة لا تزال أصداؤها مستمرة حتى اليوم، إلى كاميليا شحاتة زوجة قس دير مواس بالمنيا، التي شغلت قضيتها الرأي العام في مصر لشهور، ولم تفلح الثورة في إخماد «الفتنة»، وصولا إلى «عبير» التي ظهرت فجأة على السطح، لتحترق إمبابة بنار التعصب، الذي دفع ثمنه 12 قتيلا، و أكثر من 200 مصاب. في كل مرة كانت «نيران الطائفية» جاهزة، ولدى كل فريق شعاره الذي يراه منطقيا.
في حوادث العنف الطائفية التي وصلت إلى 53 حادث من يناير 2008 إلى يناير 2010 فقط، حسب إحصاء المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، كانت «النساء» المصدر الرئيسي لاشتعال المظاهرات، سواء من الأقباط ثم المسلمين كما في حالات كاميليا ووفاء وطفلة «فرشوط»، أو من المسلمين ثم الأقباط في حالات عبير وسلوى وفتاة «أبوتشت».
في الملف الطائفي، ثمة رجال تحولوا من المسيحية إلى الإسلام، والعكس، لكن رد الفعل لم يصل أبداُ لدرجة العنف التي أصبحت تميز «فتنة الأسيرات» كما يقول بعض المسلمين، أو «فتنة المخطوفات» كما يرد بعض الأقباط. في كافة حوادث العنف الطائفي بسبب «تغيير الديانة»، كانت المرأة هي «محل النزاع»، كل طرف يصفها بما يؤيد «حقه فيها»، وفي كل مرة أيضا، يطالب الجميع بـ«استردادها»، كأنها «ملك» لفرد أو مجموعة.
لماذا أصبحت المرأة فجأة «قلب الصراع الطائفي»؟ وكيف اختفت صورة المرأة كمواطنة لتحل محلها صورة المرأة «المتنازع عليها»؟ أين ذهبت نماذج المرأة التي تقود المجتمع مثل: هدى شعراوي وصفية زغلول وملك حفني ناصف، وإستر ويصا ونبوية موسى ؟ .. شاركنا برأيك