تنتشر في سوريا ميليشيات محلية وأجنبية تابعة لإيران، يزيد عددها على 50 فصيلًا، ويتجاوز عدد مسلحيها 60 ألفًا، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط»، التي تقول إنهم «يعملون تحت قادة خبراء عسكريين إيرانيين على تنفيذ استراتيجية طهران».
يعد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، تحت قيادة قاسم سليماني، أبرز الأذرع الإيرانية في المشهد السوري، بالإضافة إلى «حزب الله» اللبناني، وبعض العراقيين المقيمين في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي.
تستمر المليشيات المدعومة من إيران في التحرك باتجاه الجنوب السوري، وتستخدم في ذلك العديد من الحيّل، رغم التحذيرات الإقليمية والدولية بعدم الاقتراب من الجنوب؛ حرصًا منها على المشاركة في معارك درعا.
وتشهد محافظة درعا مؤخرًا هجمات عنيفة، أفضت إلى نزوح أكثر من 330 ألف مدني، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، التي عدّت الخوف من الانتقام الطائفي كأهم أسباب النزوح.
يقول محمد الحريري، النازح بسبب المعارك الأخيرة في درعا، في حديثه لـ«المصري اليوم»: «ما بنقدر نرجع لبيوتنا، الميليشات منتشرة وبتهددنا بالذبح».
«أبوفضل العباس»
ظهر القيادي أبوعجيب، قائد ميليشا «أبوفضل العباس»، في بلدة داعل قرب الحدود الأردنية السورية، مطلع الشهر الجاري.
أسس المليشيا مقاتل عراقي سابق في جيش المهدي يدعى أحمد العطواني، وترتبط بالجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.
تعاقب على رئاسة الميليشا 3 عراقيين من الطائفة الشيعية ممن كانوا يلجأون إلى سوريا بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. ويتذرع مؤسسو الميليشيا بـ«حماية المراقد الشيعية في منطقة السيدة زينب»، ولكنهم قاتلوا ضد قوات المعارضة في مختلف المناطق السورية، بدءً من ريف دمشق مرورًا بحلب وحمص.
بعيد التدخل الروسي والغارات الإسرائيلية على سوريا، اندمجت الميليشا ضمن فرق الحرس الجمهوري السوري، في محاولة منها للالتفاف على تصنيفها كمنظمة إرهابية في لوائح دول عربية، نتيجة ارتكابها «ممارسات طائفية وعمليات قتل على الهوية بامتداد الأراضي السورية».
«حركة النجباء»
تشكلت حركة النجباء عام 2013 على يد أكرم الكعبي، وتصنف نفسها امتدادُا لـ«المقاومة» العراقية ضد نظام الرئيس العراقي الأسبق، صدّام حسين، في إشارة لقتالها مع الجانب الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية.
تتلقى الحركة دعمها بشكل أساسي من إيران، ويتوزع نشاطها بين العراق وسوريا، ويؤكد قائدها على الدوام أنه «مستعد للقتال أينما يشير له المرشد الأعلى الإيراني».
صنف الكونجرس الأمريكي الحركة ضمن المنظمات الإرهابية عام 2017، رغم انضوائها تحت لواء الحشد الشعبي العراقي. وتعرضت مقرات الحركة، علاوة على ذلك، لغارات جويّة إسرائيلية العام الماضي.
تتألف الحركة من عدة ميليشات، لعل أبرزها «عمار بن ياسر» أول الحركات الشيعية العراقية المقاتلة في سوريا إلى جانب نظام الأسد، ودخلت الحركة معارك عديدة في سوريا منذ عام 2013، ابتدأتها في حلب، لتنتقل بعد ذلك للقتال في مناطق أخرى، ونقلت جثث العديد من قتلاها إلى العراق، ويتحدث صحفيون من جنوبي سوريا عن مشاركتها في المعارك الأخيرة في درعا ولكن بزي الجيش السوري.
«فاطميّون»
تعدّ مليشيا «فاطميّون» من قوات النخبة التي تستخدمها إيران في الصفوف الأولى في معاركها بسوريا. تأسست الحركة عام 2014 على يد الأفغاني رضا توسّلي، وضمت إلى صفوفها عديد من اللاجئين الأفغان في إيران، وتنتمي أغلبية مقاتليها إلى قومية الهزارة التابعة للطائفة الشيعية الجعفرية.
تتلقى المليشيا الدعم من إيران مباشرة، وشاركت في معارك على امتداد الأراضي السورية، وسقط منها 200 عنصرًا، بحسب دراسة معهد واشنطن، بعد عامين من التدخل في سوريا، وكان من بينهم مؤسسها رضا توسّلي.
يقدّر عدد مقاتلي «فاطميون» بأكثر من 3 آلاف، بحسب معهد واشنطن، ورغم تعدد أسباب وجود هذه المليشيات وخلفيتها السياسية والعسكرية السابقة.
*تنويه
تم نشر هذا الموضوع للكاتب ضمن برنامج تدريب المصري اليوم