توجه الناخبون الروس منذ صباح الأحد إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، التي يعد حزب رئيس الوزراء فلاديمير بوتين «روسيا المتحدة» الأوفر حظًا فيها، رغم التوقعات بعدم إحراز الأغلبية التي يتمتع بها حاليا.
وأقبل الناخبون على الانتخابات في أكبر بلد في العالم من حيث المساحة والذي أعاد إليه بوتين القيادة المركزية وأحيا الاقتصاد خلال الفترة التي قضاها رئيسًا من عام 2000 إلى عام 2008.
ومازال بوتين حتى الآن السياسي الأكثر شعبية في البلاد، لكن هناك مؤشرات على أن الروس بدأوا يتوجسون من تكريس صورة الرجل القوي.
من الممكن أن يشهد الحزب الحاكم الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين تقلص أغلبيته البرلمانية في انتخابات ينظر لها على نطاق واسع على أنها اختبار لمدى شعبيته قبل عودة متوقعة للرئاسة في أوائل العام القادم.
وأبدى بعض الناخبين استياءهم من انتخابات برلمانية قالوا إن من المرجح أن يجري التلاعب فيها. وقال آخرون إنهم أيدوا حزب «روسيا المتحدة» الذي ينتمي إليه بوتين (59 عامًا) الذي استمر يفرض نفوذه كرئيس للوزراء منذ أن تولى الرئاسة ديمتري ميدفيديف بموجب دستور يمنع تولي الرئاسة أكثر من فترتين متتاليتين.
وقال نيكولاي وهو ضابط جمارك عمره 33 عاما في فلاديفوستوك «أؤيد روسيا المتحدة، أنا أحب بوتين، إنه الزعيم القوي الذي نحتاجه في بلدنا».
وقال البعض إنهم سيصوتون لصالح حزب «روسيا وحدها» أو «الحزب الشيوعي» الذي مازال يلقى التأييد من الطبقات الأكثر فقرًا بعد نحو 20 عامًا من انهيار الاتحاد السوفيتي وإدخال نظام السوق الحرة.
وتظهر استطلاعات الرأي أن حزب بوتين من المرجح أن يحصل على أغلبية لكن أقل من 315 مقعدًا التي يسيطر عليها حاليا في مجلس النواب المؤلف من 450 مقعدًا والذي يعرف باسم «الدوما». وإذا حصل حزب بوتين على أقل من ثلثي المقاعد فسيجري تجريده مما يطلق عليه الأغلبية الدستورية التي تتيح له تعديل الدستور بل والموافقة على مساءلة الرئيس.
وتقول أحزاب المعارضة إن الانتخابات غير عادلة لأن السلطات تدعم حزب «روسيا المتحدة» بالمال والفترات الكافية للدعاية في التليفزيون. كما تتوقع التلاعب في الأصوات لصالح روسيا المتحدة.
وقالت محطة إذاعة «ايخو موسكفي» المستقلة إن مخترقين أغلقوا موقعها على الإنترنت في وقت مبكر من صباح الأحد. وكتب اليكسي فينيديكتوف مدير تحرير المحطة في حساب الإذاعة على «تويتر» يقول: «من الواضح أن الهجوم يوم الانتخابات على الموقع يأتي في إطار محاولة لمنع نشر معلومات عن الانتهاكات».
ويقول أنصار بوتين إنه أنقذ روسيا خلال توليه الرئاسة من الفوضى في الفترة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي وحقق أطول توسع اقتصادي منذ عشرات السنين. كما استخدم القوة العسكرية لسحق تمرد في منطقة الشيشان جنوبا مما مثل اختبارًا لمدى تماسك نسيج روسيا الاتحادية التي تمتد مساحتها إلى تسعة آلاف كيلومتر.