الطمع القاتل.. «رشوان» قتل والدته بشومة طمعا في ميراثها وغطي جثتها بالملح

كتب: السيد أبو علي السبت 07-07-2018 05:42

لم تشفع لها سنوات العمر التى سهرت فيها على تربيته، ولم يرق قلبه نحوها متذكرا ما فعلته من أجله، وربما لم يذكر لها يوما بكى فيه بين يديها طفلا، فأقدم على جريمته بقلب جامد ودم بارد.

مشادات ومشاحنات مستمرة بين «رشوان»، 38 سنة، ووالدته «سيدة» 67 سنة، بسبب المال.. محاضر حررتها الأم العجوز أمام قسم شرطة العسيرات بسوهاج، طلبا لحمايتها من نجلها، وكأنها تعلم أن النهاية قد تكون على يديه، وأن شيطانه سيغلبه، ولن تأخده بها رحمة، مصدرا أوامره بأن يتخلص منها. ساعة غضب جمعت بين الأم ونجلها بمفردهما فى المنزل فى غياب الشقيق الأكبر والشقيقات الخمس، وصلة عتاب وغضب متكرر، دأب عليها الابن، كلما طلب الحصول على نصيبه من قراريط الأرض الثلاثين التى تمتلكها، ليبيعها وينفق على ملذاته ويلبى شهواته.

تطور الغضب سريعا بعد أن أعلنت الأم تمسكها بأرضها، وعدم تفريطها ولو فى سهم واحد منها، ووسوس الشيطان فى لحظة للابن باستغلال الفرصة فى عدم تواجد أحد بالمنزل، ليثأر لرغبته فى الانتقام من أمه، منتبها لوجود شومة خلف باب المنزل. أمسك بها المتهم وسدد ضربة على رأس والدته كانت وحدها كفيلة بإزهاق روحها فى الحال، ولما فاق من غفوته على مشهد نافورة دم تنفجر من رأس العجوز الملقاة على الأرض، أخذ يقلب فيها بيديه يمينا ويسارا لكنها لم تستجب. تيقن أنها ماتت وأن عليه أن يهرب، فخطرت له فكرة شيطانية بأن يغطى جثة والدته بالملح ليخفى رائحة العفن، والتى سرعان ما ستنتشر ويشعر بها الجيران بسبب حرارة الصيف، وكى يعطى نفسه الفرصة للاختباء والهرب.

سارع المتهم بتنظيف آثار الدم من أرضية المنزل، حمل والدته التى كثيرا ما حملته واحتضنته صغيرا، أزاح وجهه بعيدا حتى لا ينظر إليها وهو يحملها فيتذكر لحظات عطفها وشفقتها عليه، وضع الجثة فى السرير ونثر عليها كميات كبيرة من الملح وغطاها بملاءة خفيفة، ثم بدل ملابسة الملوثة بالدماء وسارع بإغلاق المنزل وهرب قبل أن يكتشف أحد جريمته.

مر يومان لم ير فيهما الجيران «سيدة» أو نجلها، أبلغوا نجلها الأكبر وبناتها، والذين سارعوا بإبلاغ الشرطة خوفا من الذهاب إلى المنزل لخصومتهم جميعا مع شقيقهم المتهم.

واكتشف رجال المباحث الجريمة عقب دخول المنزل، وعثروا على الجثة بعد أن تحللت أجزاء منها بفعل الملح.

وبذل رجال المباحث جهودا مكثفة بقيادة العميد محمود حسن، رئيس مباحث المديرية، لضبط المتهم على مدار أسبوع، وبالفعل تم تحديد مكان اختبائه وسط زراعات الموز والقصب الكثيفة بمحيط مركز العسيرات، وتم نشر العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة لضبطه.

كان اللواء عمر عبدالعال مدير الأمن، تلقى إخطارا من مركز شرطة العسيرات، بوقوع حادث بقرية «جزيرة أولاد حمزة» ومقتل «سيدة. أ»، 67 سنة. وأكدت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة نجل المجنى عليها «رشوان. أ. غ» 38 سنة، عاطل، وأنه تعدى على والدته ضربا على رٍأسها بشومة حتى فارقت الحياة.

وقالت تحريات المباحث، إن المتهم غير متزوج، ومتهم فى قضية إحراز سلاح منذ 6 سنوات، وحكم عليه بالسجن، وقضى فى السجن عامين على ذمة القضية، حتى قبلت محكمة النقض طعنه على الحكم وقضت ببراءته.

وعقب خروجه حدثت مناوشات وخلافات كثيرة بينه وبين والدته، حيث أخذ ماشية كانت تربيها بمعاونة نجل شقيقها وباعها وأنفق ثمنها، ثم رهن 30 قيراطا تمتلكها والدته ميراثا من والدها بدون علمها، ما استدعى الأم إلى ترك المنزل وإقامتها عند إحدى بناتها، وقيامها وابن شقيقها بتحرير محاضر ضده فى قسم الشرطة.

وأمرت النيابة العامة بحبسه وقررت المحكمة إخلاء سبيله، ونظرا لطمعه وسوء سلوكه خاصمته شقيقاته الخمس، وقطعن علاقتهن به، وقبل الحادث بشهرين كان يقيم فى منزل الأسرة المكون من طابق واحد ومبنى بالطوب الأحمر والأسمنت بمفرده، حتى حضر شقيقه محمود من الكويت، وحاول احتواء شقيقه دون جدوى، ورفض محمود إقامة والدته عند بناتها، وأعادها لمنزلها ووفر لها جميع متطلباتها، وطلب من رشوان عدم التعرض لها، وكان يتردد عليها من وقت لآخر للاطمئنان عليها، حتى انتهى الأمر بقتلها.