الصحف العربية: إسرائيل قلقة من «مصر ما بعد الثورة».. وعيد ميلاد مبارك «دون تورته»

كتب: ملكة بدر الأحد 08-05-2011 14:07

اهتمت الصحف العربية الصادرة الأحد، بمؤتمر «حماية الثورة المصرية»، والعلاقات المصرية السودانية، ومحاكمات رموز النظام السابق وفى مقدمتهم «أحمد عز»، فيما اهتمت بعضها بموقف الإخوان المسلمين من الحياة السياسية، خاصة بعد إعلان برنامج حزب الجماعة، بالإضافة إلى موقف الجيش من حالة الانفلات الأمنى فى مصر بعد الثورة.

 

مؤتمر حماية الثورة دون «الإخوان»

تناولت صحيفة «الشرق الأوسط» فعاليات مؤتمر مصر الأول, حضره آلاف من المفكرين والسياسيين من كل التيارات السياسية السبت، فى القاهرة بهدف حماية الثورة، واختتم المؤتمر بوثيقة تتضمن مقترحاً لدستور جديد وإعلان يتضمن مجلساً مدنياً مقترحا لإدارة شؤون مصر.

وقالت صحيفة «النهار» اللبنانية، إن المهندس ممدوح حمزة، كان هو المنظم للحدث، كما أن هدف المؤتمر الأساسى كان انتخاب «مجلس وطنى» من 60 عضواً، ينوى العمل مع السلطات على التخطيط لمستقبل البلاد.

وأضافت «الشرق الأوسط» أن وثيقة الدستور الجديد تضمنت 20 بندا، منها وضع آليات ضمان حماية الدولة المدنية، وضمان حماية دستورية للمرافق العامة والاستراتيجية لمنعها من الخصخصة وضمانات دستورية مقترحة لحماية صياغة الدستور المقرر وضعه بعد الانتخابات التشريعية، أبرزها بناء مصر جمهورية ديمقراطية مدنية حرة، والعمل على تحقيق العدالة والكرامة والمواطنة، وأن الإسلام دين الدولة ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، مع تحصين هذا المبدأ بالضمانات الدستورية.

كانت جماعة الإخوان المسلمين، قد اعتذرت عن عدم المشاركة فى المؤتمر، بحسب الصحيفة، معللة موقفها بتزامنه مع مؤتمر دعت إليه حكومة الدكتور عصام شرف، وتولى الإشراف عليه رئيس الوزراء الأسبق عبدالعزيز حجازى، خلافاً لنائب رئيس الوزراء الدكتور يحيى الجمل.

 

حرب كلامية بين الفقى والسودان

وفى إطار السجالين الشعبى والدولى فيما يتعلق بترشيح مصر للدكتور مصطفى الفقى لخلافة عمرو موسى فى أمانة الجامعة العربية، ذكرت صحيفة «عكاظ» السعودية أن وزير الخارجية السودانى على كرتى، أعلن السبت، أن الخرطوم لاتزال تتحفظ على ترشيح مصطفى الفقى القيادى فى الحزب الوطنى الحاكم سابقا, لخلافة عمرو موسى الذى تنتهى ولايته فى 15 مايو الجارى.

وأضاف الكرتى طبقاً لما قالته  صحيفة «الشرق الأوسط» أيضاً،  أن هذا «موقف شخصى ومباشر من الفقى» لكنه لا يعنى وجود أزمة سودانية مع مصر، موضحاً أن الرفض السودانى للفقى يعتبر «رفضاً نهائياً»، كما أن السودان «ترفض اعتذار الفقى لأنه شتم عمر البشير الرئيس السودانى»، متهماً إياه بأنه «يكره الإسلاميين».

وقالت «الشرق الأوسط»، إن الفقى وصف هذه الاتهامات بأنها «أمر مضحك»، وأضاف «إذا كان الوزير السودانى يؤيد المرشح القطرى فهو لا يحتاج إلى هذه الاتهامات، القضية ليست مصطفى الفقى بل أكبر من ذلك بكثير».

 

اشتباكات إمبابة

صحيفة «الوطن أونلاين» السعودية، هى الصحيفة العربية الوحيدة تقريباً، التى نشرت تقريراً حول الاشتباكات الطائفية التى اندلعت  مساء السبت، فى منطقة إمبابة بجنوب القاهرة، بعد أن حاول عشرات المسلمين اقتحام كنيسة مارمينا القبطية بسبب مزاعم عن نقل امرأة مسيحية تحولت للإسلام إليها.

وقال مصدر أمنى، بحسب الصحيفة، إن أسلحة نارية وقنابل حارقة وحجارة استخدمت فى الاشتباك، فيما يقول سلفيون إن عدداً من المتحولات للإسلام نقلن إلى أديرة وكنائس، ويطالبون بتحريرهن.

 

عيد ميلاد مبارك دون «تورتة»

وفيما يتعلق بصحة «مبارك»، قال الدكتور محمد فتح الله, مدير عام مستشفى شرم الشيخ, لصحيفة «عكاظ» السعودية، إن صحة الرئيس السابق حسنى مبارك طبيعية حتى السبت، مشيراً إلى توفير حالة كاملة من الهدوء لكل المرضى بالمستشفى، وأنه لم يصل حتى مساء الجمعة أى إخطارات لنقل مبارك إلى مكان آخر.

وحول مدى متابعته اليومية لصحة مبارك، أوضح أنه يتابع الحالة بنفسه مرتين أسبوعياً منذ وصل مبارك إلى المستشفى، وتأتى فى إطار المتابعة الدورية لكل المرضى، مؤكداً أن مبارك يعامل نفس المعاملة.

وأضاف: «لا يمكن أبدا أن نخفى احتفال الرئيس السابق بعيد ميلاده لأنه ليس مخالفاً للقانون»، لافتا إلى أن مبارك يتلقى باقات ورود من المواطنين، إلا أنه لم تحدث أى احتفالات بعيد ميلاده، ولم تصل أى «تورتة» له من الخارج، أو من أى مكان آخر، موضحاً أنه لم يصعد أى إعلامى لغرفة مبارك للتصوير، سواء قبل وصوله، أو بعد وصوله.

 

نائب نتنياهو يهدد مصر

أما صحيفة «الرياض» السعودية فنقلت تصريحات موشى يعلون، وزير الشؤون الاستراتيجية، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلى، التى شن فيها هجوماً على مصر بسبب ما سماه «سياسة التقارب التى تتبعها القاهرة مع حركة «حماس» ورعايتها لاتفاق المصالحة بينها وبين حركة «فتح».

وحذر يعلون مصر من تلك السياسة، مضيفاً أن تل أبيب لديها «وسائلها» للتعبير عن استيائها وسخطها وانزعاجها مما تفعله القاهرة دون أن يوضح طبيعة تلك الوسائل، وأضاف «كنا نتمنى أن يبلغنا المصريون آخر مجريات ومستجدات حوارهم مع كل من حماس والسلطة الفلسطينية لكن هذا لم يحدث»، لافتاً إلى تخوف إسرائيل من الإسلام المتشدد فى مصر واحتمال وصوله إلى الحكم.

 

تراخيص حديد عز بقرار جمهوري

صحيفة «القبس» الكويتية، نشرت فى عددها الصادر الأحد، تفاصيل ما دار فى محاكمة كل من أحمد عز، وعمرو عسل، الذى أكد أن منح تراخيص الحديد إلى رجل الأعمال النافذ المحبوس حاليا على ذمة التحقيقات «أحمد عز»، صدر بقرار جمهورى، حسبما اعترف عمرو عسل, رئيس هيئة التنمية الصناعية سابقا, المحبوس أيضاً على ذمة التحقيقات فى سجن طرة، وأضاف أنه كان ينفذ الأوامر الصادرة إليه فقط، كما أنه طلب من وزارة البترول والكهرباء تحديد أسعار الغاز والكهرباء، وطلب من الجهاز المركزى للمحاسبات مراجعتها.

ونفى عز أمام القاضى تسببه فى إهدار المال العام، أو فى رفع سعر الحديد، وتحدى أياً من الموجودين فى القاعة، أو خارجها أن يثبت غير ذلك.

 

أفريقيا التى أصبحت مسرحاً لإسرائيل

نقلت صحيفة «الخليج» الإماراتية ما قاله الرئيس السودانى، عمر البشير، أثناء زيارة وفد شعبى مصرى للسودان، حيث أكد أن غياب دور مصر جعل أفريقيا «مسرحاً لإسرائيل»، مؤكداً أن السودان تحتاج للدور القيادى لمصر بعد ثورة 25 يناير.

وضم الوفد عدداً من القيادات الحزبية والشخصيات العامة ورجال الإعلام والمجتمع المدنى، فيما أكد البشير أنه يدعم ثورة 25 يناير وكل ما يمكن أن يسهم فى دفع العلاقات بين البلدين الشقيقين، لافتا إلى أن مدينة حلايب المتنازع عليها «ليست أزمة السودان مع مصر».

 

حمزاوى: لا يمكن فصل الدين عن السياسة

عمرو حمزاوى, أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وصف، فى حوار لصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، برنامج حزب الإخوان المسلمين بأنه لا يعبر عن استعداد حقيقى لمعظم المسؤولية التشريعية والتنفيذية، داعياً المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة للتوقف عن حملاتهم الانتخابية، لأنهم يقومون بإلهاء الشعب المصرى عن سباق الانتخابات البرلمانية، لافتاً  إلى أنه بصدد الإعلان عن تأسيس حزب ليبرالى جديد نهاية شهر مايو الجارى.

ولخص حمزاوى، تحديات مصر، فى نقطتين، أهمها استكمال هدم مؤسسات استبداد النظام القديم، وإعادة هيكلتها وصياغتها، وثانيهما بناء نظام ديمقراطى، له جوانب تشريعية مرتبطة بمجلسى الشعب والشورى المقبلين. وأضاف أن مقولة فصل الدين عن السياسة مغلوطة، لأن الأمر «لا يتعلق بالفصل والدمج وإنما بتنظيم العلاقة بين الدين والسياسة فى سياق ديمقراطى».

 

مرشحة جديدة للرئاسة

أما صحيفة «الوطن» القطرية، فقد أجرت حوارا مع أنس الوجود عليوة، المرشحة للرئاسة فى الانتخابات القادمة، وقالت إن هدفها كان كسر حاجز الخوف تجاه منصب الرئاسة، وكسر احتكار الرجل لهذا المنصب بعينه، فيما وصفت الآراء الدينية المتشددة التى ترفض رئاسة المرأة بأنها «أفكار بالية تحاول تهميش المرأة».

وقالت إن أهم مميزاتها لرئاسة مصر هو «إحساسها بالغلابة والفقراء»، معترفة بأنها ليست بقوة الدكتور محمد البرادعى أو عمرو موسى، لكنها تتميز عنهما بالاعتماد على الفئات البسيطة التى تمثل الأغلبية، وأوضحت أنها ستتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية بندية، وستقف أمام إسرائيل إن لم تحافظ على اتفاقية السلام، وستحيى فكرة الجسر البرى بين مصر والسعودية، مؤكدة أن بإمكانها حل مشاكل مصر كلها فى 4 أعوام.

 

لماذا لا يحمى الجيش مصر من الانفلات الأمنى؟

ياسر عبدالعزيز فى «الجريدة» الكويتية، أبدى تخوفه من الوضع بعد الثورة فى مصر، فعلى الرغم من أن الأوضاع فى مصر تسير بشكل مقبول بعد الثورة، إلا أن هواجس كثيرة تتصاعد بسبب الانفلات الأمنى، وتفشى «البلطجة»، وتراجع الاقتصاد، والركود، وتقلص الاستثمار، و«تغول تيار الإسلام السياسى، وتفاقم الاحتجاجات الطائفية والفئوية».

وقال إن الجيش المصرى يبدو غير راغب فى تكرار النموذج السودانى أو الجزائرى، كما أنه لم يعط أى إشارة إلى إمكانية تفضيله للنموذج التركى، بحيث ينتقل الحكم إلى سلطة مدنية منتخبة ديمقراطياً، بينما يحظى الجيش بوضع ضامن وحارس، ويتمتع بصلاحيات واسعة تختص بمراقبة الحكم مثلا، وبحسب عبدالعزيز، فى مقاله، فإنه يمكن للجيش أن يستخدم قوته لفرض الأمن، وإرساء وترتيب أولويات مصر، لكنه لا يفعل كل ذلك إلا بعد توافق مجتمعى عريض على أى خطوة ينفذها، ويمكنه أن يقوم بهذه الخطوات الضرورية دون ضغط شعبى، لكنه لا يفعل، وهو ما يثير التساؤل والحيرة.