فى التغيير الوزارى الأخير. الرئيس أعطى تعليمات بأن يجلس الوزراء السابقون مع القادمين فى عملية تسليم وتسلم لمهام الوزارات. هذا يؤكد أن الاختيار ليس شخصيًا. إنما لتنفيذ مهمة. هذا يؤسس لتقليد فى غاية الأهمية. من المهم استقبال الوزير الجديد ووداع الوزير السابق. لكن كيف يكون وداع الوزير السابق؟.
المهندس خالد عبدالعزيز مثلا ترك علامة مميزة فى وزارة الشباب والرياضة. استطاع أن ينشئ أو يقدم شيئاً جديداً فى وزارته. يتمثل فى نموذج مركز شباب الجزيرة. ومشروعه لبناء مركز شباب 6 أكتوبر. ومن الممكن أن يعتمد على الإيرادات والدخل المتحصل من اشتراكات المركزين. لينشئ مراكز أخرى فى كل محافظة على هذا المستوى الدولى.
مركز شباب الجزيرة عندما أنشئ بعد ثورة 23 يوليو كان نكاية فى رواد نادى الجزيرة من «أولاد الذوات». تلك الطبقة التى لم تكن محل ترحيب عقب الثورة. قرر عبدالناصر اقتطاع نصف مساحة النادى ومنحها للبسطاء. تحولت المساحة إلى ما يشبه الساحات الشعبية. ظلت عشرات السنين دون اهتمام أو تطوير. كأنها شاهد عيان على التناقض والفجوة الطبقية بين نادى الجزيرة والساحة الشعبية.
إلى أن جاء الوزير المهندس خالد عبدالعزيز وتوصل إلى الحل. جعل من مركز شباب الجزيرة ناديا عالميا. نعم هو باشتراك نحو 35 ألف جنيه ولكن تسدد على 5 سنوات تقريبا. الاشتراك فى نادى الجزيرة المجاور له يقترب من المليون جنيه. كذلك الاشتراك فى نادى الزمالك أو الأهلى يصل إلى مئات الآلاف. رغم أنها لم تشهد التحديث والتطوير الذى جرى فى مركز شباب الجزيرة.
إذا كان هذا الوزير ترك تلك العلامة المهمة والمميزة لوزارته. فهى ليست علامة له. هى علامة لشباب مصر. مثل المركز الأوليمبى فى المعادى. هذه هى الأعمال التى يجب أن تستمر. بل يجب البناء عليها.
هذا هو الوداع المطلوب للوزراء. ننظر إلى العلامات المميزة والأعمال الكبيرة والمهمة والمؤثرة التى تركها فى وزارته. نعمل على أن تكون محل رعاية الوزير الجديد. تاركين له الفرصة ليترك علامته أيضا ليرعاها من يأتى بعده.
فى الشركات المتقدمة. إذا أتيت بشخص ليشغل مركزاً مَهمَا كانت أهميته. يجاور من سبقه لفترة تسليم وتسلم قد تستمر شهرين. سواء كان المدير السابق تمت ترقيته إلى منصب أعلى أو أحيل إلى المعاش أو حتى تم الاستغناء عنه. بحيث لا يبدأ شاغل المنصب الجديد من الصفر. بل يبدأ من حيث انتهى من سبقه.