جدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تهديده لمصنعى السيارات الأوروبيين الذين يقومون باستيراد السيارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مهددا بفرض جمارك بنسبة ٢٠٪ على السيارات التى تدخل الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبى. وقال ترامب فى ٢٢ يونيو: «استنادا إلى التعريفات الجمركية والحواجز التجارية التى وضعت منذ فترة طويلة على الولايات المتحدة والشركات الكبرى والعمال من قبل الاتحاد الأوروبى، إذا لم يتم تفكيك هذه التعريفات والحواجز قريبا وإزالتها، فسنضع تعريفة ٢٠٪ على جميع سياراتهم القادمة إلى الولايات المتحدة. قوموا بصناعتها هنا!». ذلك هو الأحدث بين سلسلة من الانفجارات التى أثارها ترامب بسبب غضبه من التعرفة التجارية، بعد أن أعرب عن خيبة أمله فى السابق بسبب التفاوت بين مبيعات السيارات الأوروبية فى الولايات المتحدة، ومبيعات السيارات الأمريكية فى الاتحاد الأوروبى.
كما كشف ترامب فى وقت سابق للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أنه يرغب فى رفع الرسوم المفروضة على السيارات المستوردة إلى ٢٥٪ وطمس مبيعات السيارات الفاخرة الأوروبية فى الولايات المتحدة. تلك التعليقات التى قام بها ترامب أمام ماكرون والتى تداولتها وسائل الإعلام على لسان العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين والأمريكيين، يمكن أن تشعل حربا تجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، وذلك لأن صناعة السيارات الألمانية مصدر دخل له وزن كبير لدى الاتحاد الأوروبى. وقد سبق لترامب أن أعرب عن سخطه بسبب ثقل العلامات التجارية الألمانية الفاخرة، وخاصة مرسيدس-بنز، وبروزها وخاصة تواجدها القوى جدا فى منطقة «الجادة الخامسة» فى نيويورك وهى المنطقة الأكثر ثروة فى الولايات المتحدة مما يعنى أن أصحاب الثروة يقومون باختيارها على السيارات الأمريكية. فى الولايات المتحدة، أطلق ترامب تحقيقا حول ما إذا كانت واردات السيارات وقطع غيار السيارات تعوق قدرة القطاع على المنافسة عالميا. وبموجب قانون توسيع التجارة الأمريكية لعام ١٩٦٢، فإن مثل هذا السيناريو قد يسمح لترامب برفع التعريفات الجمركية على الواردات لحماية المصالح الوطنية.
وكانت هذه بالفعل هى العملية التى تمت فى الشهر الماضى عندما رفع ترامب الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم. وقد ارتفعت أسعار هذه المواد الآن ٢٥٪ فى خطوة لحماية المنتجين الأمريكيين. فى الوقت الحالى ، تفرض الولايات المتحدة تعرفة جمركية قدرها ٢,٥٪ فقط على واردات السيارات من الاتحاد الأوروبى. وهذا أقل من الـ١٠٪ التى يفرضها الاتحاد الأوروبى و ٢٥٪ تفرضها الصين، على الرغم من أن الأخيرة ستخفض تعريفتها إلى ١٥٪ اعتبارا من ١ يوليو. كان ترامب قد وصف فى السابق تعريفة الصين المرتفعة على الواردات بأنها اسلوب غبى فى التجارة وهدد برفع التعريفات الجمركية على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبى.
وعلى الرغم من أن جزءً كبيرا من طرازات السيارات الأكثر شعبية فى الولايات المتحدة، بما فى ذلك الماركات الأوروبية، تتم صناعتها بالفعل داخل حدودها، يتم استيراد العديد منها من بلدان أخرى. تأتى معظم الواردات من آسيا، ولكن العديد من العلامات التجارية الأوروبية، بما فى ذلك لاند روفر، ليس لديها مصانع أمريكية. فى الواقع ، تعتبر الولايات المتحدة أكبر سوق تصدير للسيارات التى تم بناؤها فى الاتحاد الأوروبى. فى العام الماضى ، تم تصدير السيارات بقيمة ١٧١ مليار جنيه استرلينى من الاتحاد الأوروبى، ومثلت الولايات المتحدة ٢٥ ٪ من تلك القيمة. من تلك السيارات، تم تصدير أكثر من النصف من قبل شركات صناعة السيارات الألمانية.