مدير «أكساد»: تنفيذ 30 مشروعًا عربيًا للموارد المائية والأرضية بالمنطقة

كتب: متولي سالم الأربعاء 27-06-2018 21:13

قال الدكتور رفيق صالح، المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، إن الدول العربية تواجه تحديات عديدة وكبيرة، أهمها التطورات العلمية والتقانية، والقدرة على استيعاب أسبابها وتسخيرها في خدمة التنمية العربية المستدامة، لتعزيز الإنتاجية الزراعية وتحليل قضايا البحث والإرشاد الزراعي على نطاق عربي لتعزيز آليات التعاون والتنسيق بين المؤسسات الوطنية والمنظمات العربية.

وأضاف «صالح»، في ختام أعمال الجمعية العمومية الـ34 للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة، أن المنطقة تواجه للعديد من التحديات خاصة في ظل التغيرات المناخية القاسية في السنوات الأخيرة التي عانت منها المنطقة العربية، مشددا على ضرورة تطوير البحوث الزراعية لمواكبة التطورات والمستجدات العالمية، وترسيخ المنهج العلمي في مختلف نشاطات اكساد البحثية والدراسية والإرشادية والتوسع في تنفيذ هذه النشاطات في الدول العربية.

وأشار مدير «اكساد»، أنه تم الإنتهاء من تنفيذ 30 مشروعاً ونشاطاً خلال عامين، ساهمت في دفع مسيرة التنمية الزراعية العربية، وحققت إيرادات صافية للمركز العربي وصلت إلى اكثر من 5 ملايين دولار أمريكي، مما يعكس الثقة المتنامية لمؤسسات التمويل العربية والدولية والمؤسسات التنموية العربية بعمل أكساد وخبراته العلمية التطبيقية، موضحا إنه تم إنشاء محطتي بحوث علميتين جديدتين، ومعملا لزراعة الانسجة النباتية.

وشدد «صالح» على تطوير أداء المركز العربي (أكساد) وتفعيل دوره القومي في تحقيق تنمية عربية مستدامة، يتطلب المزيد من التعاون والتنسيق مع الدول العربية وفق احتياجاتها وأولويات خططها وبرامجها، وتوثيق التعاون مع الهيئات والمنظمات والمراكز العلمية العربية والدولية لمواجهة التحديات وتذليل الصعوبات التي تقف عائقاً أمام التنمية الزراعية العربية.

ولفت إلى أن المركز واصل خططه البحثية لإستنباط أصناف جديدة من المحاصيل الحقلية، وخاصة الحبوب، وتحديد أصناف من الأشجار المثمرة، ونباتات المراعي الملائمة ذات تراكيب وراثية محسنة ومتحملة للجفاف، وحفظ الأصول والموارد الوراثية، وإمداد الدول العربية بهذه المصادر المحسنة للاستفادة منها في برامج التنمية الوطنية، مشيرا إلى تنفيذ مشروع تطوير شجرة النخيل في 11 دولة عربية.

وذكر رفيق صالح أن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة «أكساد»، اعتمد خططا عربية في مجال مكافحة التصحر وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة والحد من الكثبان الرملية، من خلال تنفيذه مشاريع رائدة في أسلوب معالجة هذا التدهور، وتحديد التقنيات المناسبة، حيث حققت هذه المشاريع نتائج إيجابية، إضافة إلى متابعته لحالة التصحر في الدول العربية وتحديث دراستها باستمرار.

وأضاف صالح إن «اكساد» ينفذ مشروع دراسات خارطة الاستخدامات المثلى في 7 ولايات في السودان وعلى مساحة 100 مليون هكتار، وإنتهي من المرحلة الأولى من مشروع الأحزمة الخضراء في أقاليم الوطن العربي، ويقوم بالتنسيق مع الدول العربية الراغبة لتنفيذ المرحلة الثانية منه.

وأوضح انه تم التعاون مع مركز بحوث الصحراء في مصر، على إنجاز مشروع تثبيت الكثبان الرملية باستخدام مياه الصرف الزراعي بواحة سيوة، بهدف تحسين الظروف البيئية وحماية مناطق التنمية من أخطار زحف الرمال في مناطق الاستصلاح الحديثة، وإنهاء مشروع إعادة تأهيل الموارد الطبيعية المتدهورة بمحافظة مطروح، بهدف تقديم نموذج إرشادي رائد لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، كما تم تنفيذ مشروع حماية البنية التحتية من خطر زحف الرمال بشمال سيناء في موقع المغارة.

وأضاف رفيق صالح، إنه تم تنفيذ مشروع امداد المجتمعات المحلية بالمياه عن طريق حصاد المياه والادارة المستدامة لموارد المياه في مطروح، وتنفيذ 850 بئراً في المنطقة بهدف رفع مخزون المياه لدى20 ألف نسمة من الأسر المحلية.

وأشار صالح إلى أنتهاء «أكساد»، من موسوعة الكثبان الرملية في الوطن العربي، بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء في مصر، ومعهد المناطق القاحلة بمدنين في تونس، والذي يعتبر وثيقة علمية حديثة عن الكثبان الرملية وبيئاتها في الوطن العربي، وهي اول موسوعة عربية تصدر في المنطقة، موضحا إنه تم تعميم نشر تقنيات استعمال المياه العادمة والمالحة والمعالجة في الزراعة بشكل آمن وبما يحافظ على القدرة الإنتاجية للأرض، مما يؤدي إلى دعم المياه العذبة التقليدية في الري بمياه غير تقليدية تسهم في سد العجز المائي.

ولفت إلى أن أكساد نفذت مشروعا لرفع كفاءة الري في المنطقة العربية بمشاركة 13 دولة عربية، كما نفذ عدداً من المشاريع المائية الرائدة في الدول العربية باستعمال التقنيات الحديثة كالنماذج الرياضية، ونظم دعم القرار في إدارة الموارد المائية،، وتم التوصل إلى عدد من التقانات بما يساعد على الحساب الدقيق للاحتياجات المائية والتوفير في كمياتها، وتنفيذ العديد من مشاريع حصاد مياه الأمطار.

كما أسهمت أبحاث أكساد العلمية التطبيقية في مجال التحسين الوراثي للأغنام والماعز في زيادة متوسط إنتاج الحليب واللحم ونسبة التوائم للولادات، وتابع أكساد نشاطه في توزيع الأغنام والماعز المحسنة إلى الدول العربية، كما نفذ المشروع القومي حول خفض معدل نفوق مواليد الابل والوقاية منها في المنطقة العربية، بمشاركة عدد من الدول العربية.

وكشف مدير عام «أكساد» عن إعداد مشروع استراتيجية عمل المركز العربي للأعوام العشرة القادمة (2020 – 2030)، وكذلك اعداد خطة عملنا لعامي 2019– 2020، مرتكزين على ميثاق واستراتيجية العمل الاقتصادي العربي المشترك، وقرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وقرارات الجمعية العمومية والمجلس التنفيذي، لتدعيم القدرة التنفيذية لأكساد، وتحديث المعرفة العلمية ومتابعة تطوراتها ونشر الملائم منها في المنطقة العربية، وتحديث البنية التحتية، وتنفيذ أنشطة هامة وحيوية وتنموية تنسجم مع استراتيجيته وأهدافه وتحظى باهتمام وأولويات الدول العربية والخطط التنموية فيها.