يبدأ الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، زيارة، الأحد، إلى دولة الإمارات، لينهي حالة الجدل التي استمرت طلية الأيام الماضية بعد تأجيل الزيارة التي كانت مقررة نهاية الشهر الماضي ضمن جولته الخليجية، وسط تكهنات بوجود خلافات بين البلدين علي خلفية محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، وبعض مشاكل الشركات الإماراتية العاملة في مصر وخاصة شركة «الفطيم».
ومن المقرر أن يلتقي شرف، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إضافة إلى نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن راشد، كما يلتقي المستثمرين الإماراتيين العاملين في مصر، لمناقشة مشاكلهم.
وأكدت مصادرأن رئيس الوزراء يحمل رسالة طمأنة لهؤلاء المستثمرين، بأن الحكومة لن تتخذ ضدهم أية إجراءات تصعيدية أو ملاحقات قضائية في حالة وجود مشاكل في العقود التي أبرموها مع حكومات النظام السابق.
وقال المستشار عبد العزيز الجندي، وزير العدل في تصريحات لـ«المصري اليوم»، إن الحكومة المصرية لن تتخذ أية إجراءات جنائية ضد من وصفهم بـ«المستثمرين الشرفاء»، وستحاول حل مشاكلهم بطريقة ودية طالما أنهم لم يرتكبوا أية مخالفات، منوهاً إلى حل مشاكل أراضي شركة المملكة القابضة التي يملكها الوليد بن طلال،في توشكى.
وقال مسؤول بمجلس الوزراء، إن الجولة الإماراتية سبقها عدة اتصالات مع الجانب الإماراتي وخاصة مع شركة الفطيم، التي تراجعت عن رفع دعوى قضائية للتحكيم الدولي للمطالبة بتعويض قدره 3.5 مليار دولار عن أرضها بالقاهرة الجديدة، بعد أن طالبتها الحكومة المصرية بدفع 900 مليون جنيه «فرق أسعار»، عن الأراضي التي خصصت لها في مصر.
وتعد الإمارات واحدة من أكثر الدول العربية استثماراً في مصر من خلال عدد من الشركات الهامة، ويبلغ حجم الاستثمارات الإماراتية حوالي 10 مليارات دولار.
ومن المقرر أن يقوم رئيس الوزراء بجولة سريعة لدولة البحرين تستمر عدة ساعات، قبل زيارته للإمارات ويلتقي خلالها مع أمير البحرين وعدد من المسؤولين هناك.
في سياق متصل أعد مجموعة من أبناء الجالية المصرية بالإمارات، قائمة مقترحات يتم تقديمها إلى الدكتور عصام شرف، أثناء زيارته، وتشمل بعض الشكاوى مما يتعرض له المصريون في الخارج، سواء فيما يتعلق بتجاهل مشاركتهم في الانتخابات وعدم وجود قنوات مفتوحة تسمح لهم بالمشاركة في دعم اقتصاد الدولة.
وعبر مصريون مقيمون في الإمارات، عن ارتياحهم من زيارة رئيس الوزراء، واعتبروها «تكسر الجليد الذي خيم على العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة»، وسببت لهم نوعاً من التوتر.
وقال رئيس مجلس إدارة الأندية المصرية في الإمارات الدكتور حسن عبد المنعم، لـ«المصري اليوم»، إن الأندية بدأت التحضير للزيارة بالتنسيق مع السفارة منذ نحو أسبوع بعقد اجتماعات دورية مع أفراد من الجالية في مقرها الرئيسى بإمارة عجمان، أو إداراتها الفرعية للاستماع إلى مطالبهم واقتراحاتهم، نظراً لصعوبة حضور عدد كبير من أفراد الجالية اللقاء المقرر مع رئيس الوزراء.
وأضاف أنه تم إعداد قائمة من المقترحات لتقديمها إلى شرف تشمل وضع تصور لمشروع وطني يمكن أن يساهم فيه المصريون بالخارج، بدلاً من اختلافهم حول مشروعات لا يمكن تحديد جدواها، بالإضافة إلى وضع تصور آخر للاستفادة من الخبرات المهاجرة التي تتطلع لمساعدة مصر لكنها لا تجد فرصة للتواصل.
وأشار عبد المنعم، إلى أن المقترحات تتضمن كذلك إعادة النظر في الخدمات المقدمة من جانب شركة الطيران الوطنية «مصر للطيران»، والتي تراجعت أخيراً وعزف عنها كثير من المصريين بسبب ارتفاع قيمة تذاكرها وقلة مزاياها، مما دفع الفئات الميسورة مادياً إلى السفر عبر شركات أفضل مثل «طيران الإمارات»، فيما تتجه الفئات البسيطة إلى السفر عبر الطيران الاقتصادي.
وتابع حسن، إن هناك مطالب رفعها المصريون طوال السنوات الأخيرة ولم يستمع إليها أحد وسيتم عرضها على شرف، ومنها السماح للمصريين العائدين إلى بلادهم بالاحتفاظ بسياراتهم التي اشتروها في الخارج.
إلى ذلك حرصت السفارة المصرية على التواصل مع الكيانات الممثلة للمصريين، وقصر حضور مقابلة شرف على أصحاب الدعوات الذين لن يزيد عددهم،بحسب مصدر دبلوماسي، على نحو 100شخص فقط تم التدقيق عليهم، من خلال الحصول على صور لجوازات سفرهم لمراجعتها من جانب الجهات الإماراتية المسؤولة.
من جانبها أكدت صحيفة «الخليج» الإماراتية، أن «مصر الثورة» يعول عليها الكثير في إعادة ترتيب البيت العربي، من خلال سعي دؤوب إلى تذويب الخلافات والنزاعات بالعمل على إزالة كل ما يعكر صفو الفضاء العربي من منغصات ليكون للعرب دورهم وموقفهم وعملهم الذي يصد أي فعل شرير يستهدفهم.
وذكرت الصحيفة فى عددها الصادر، السبت، «عندما غيبت مصر بفعل فاعل شهدت المنطقة تطورات كارثية من الحرب العراقية الإيرانية، إلى اجتياح لبنان، إلى غزو الكويت، إلى محارق صهيونية عدة في لبنان وفلسطين المحتلة، إلى غزو العراق، وغير ذلك مما ابتلى به الوطن العربي من تداعيات وما هب عليه من عواصف وتدخلات ما كانت لتحدث أو كانت آثارها أقل لو كانت مصر هى مصر المرتجاه».
وأضافت، «إلى هذا كله تراجعت العلاقات العربية العربية، وأكثر من استفاد من هذه الحال هو العدو الصهيوني الذي رفع منسوب إرهابه وبطشه بما يوسع رقعة استيطانه ويثبت إحتلاله».