أكد عدد من خبراء علم النفس والاجتماع، أنه بالرغم من أن الشعب المصرى استطاع أن يثبت أنه قادر على خوض تجربة الديمقراطية، وأنه شارك فى الانتخابات البرلمانية بقوة، إلا أن الحكومة مصابه بحالة من التباطؤ الشديد، ولا تستطيع أن تتواصل مع الشعب المصرى بقدر ما هو عليه من وعى فى المرحلة الحالية.
وقال الدكتور هاشم بحرى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، إن المشكلة الرئيسة التى كانت تواجه حكومة شرف هى التباطؤ الشديد، وعدم القدرة على التواصل مع المصريين، علاوة على فقدان الابتكارية، ما أدى إلى أنها أصبحت حكومة تقليدية وروتينية.
وتمنى «بحرى» أن يخلط الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطنى، حين اختيار أعضاء حكومته بين الشباب القادر على الحركة، والمستشارين الأقوياء، مشيراً إلى أن هذا الخليط هو المفتاح الحقيقى للنجاح، مشددا على أنه «التأنى السلامة»، ولكن ذلك لا يعنى التباطؤ الشديد فى الاختيار، مشيرا إلى أنه يتمنى أن يكون لكل وزير فى حكومة الإنقاذ الوطنى اثنان معاونان من الشباب الثورى، الذى يمتلك القدرة على التواصل مع المجتمع. وأشار «بحرى» إلى أنه يتمنى أن يكون فى مصر نظام مشابه لنظام البرلمان الانجليزى، الذى يضم «لوردات» مستشارين أو خبراء، يكونون بمثابة مخزن للأفكار مع رئيس وزراء شاب لا يتجاوز عمره 41 عاماً ويستطيع التعاطى مع هذه الأفكار ويمتلك القدرة على تنفيذها.
من جانبها، قالت نهاد أبوالقمصان، مدير المركز المصرى لحقوق المرأة، إن التجربة أثبتت أن الحكومة المصرية والقوى السياسية لا يجيدان التعامل مع الشعب المصرى، ولا يستطيعون فهمه، مشيرة إلى أن الحكومة تتعامل برد فعل عاطفى، وتختار منطق رد الفعل. ولفتت إلى أن الشعب المصرى أثبت خلال الانتخابات أنه أكثر خبرة من القضاة والمستشارين فى التعامل مع الديمقراطية، واستطاع المصريون أن يتمسكوا بحقوقهم، وأعطوا الجميع درسا فى الديمقراطية، رغم عدم قدرة القضاة على التعامل مع التجاوزات التى حدثت فى الانتخابات.
وأضافت «أبوالقمصان» أن الحكومة الجديدة أيضا مستمرة فى حالة عدم الفهم والرضوخ للابتزاز الذى يمارسه أصحاب الصوت العالى، والدليل على ذلك إنشاء وزارة لمصابى الثورة والجرحى، كنوع من التهدئة لأهالى الشهداء، دون النظر إلى أن جميع المصريين يحتاجون إلى احترام آدمية كل المصريين.
وطالبت «أبوالقمصان» بضرورة أن يقوم رئيس وزراء حكومة الإنقاذ بتشكيل هيئة استشارية، مهمتها أن تضع خطة لاحتياجات الشعب المصرى، من خلال الدراسات التى يجريها مركز معلومات مجلس الوزراء، والتى تحدد احتياجات المصريين فى جميع المحافظات.
وقالت الدكتورة عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع، إن حكومة الدكتور شرف متجمدة فكرياً، وفشلت فى التواصل مع الشعب المصرى بجميع فئاته، وطالبت الدكتور الجنزورى بالتأنى فى اختيار أعضاء حكومته، بحيث تخرج حكومة تفهم الشعب المصرى بشكل سليم وتجيد التعامل معه.
وأشارت «كريم» إلى أن أهم شىء يجب أن يتوافر فى الحكومة الجديدة هو قوة رئيس الوزراء، حتى يستطيع أن يقول «لا» للمجلس العسكرى ويعضض قوته فى الميدان، مطالبة بضرورة تغيير عدد من الوزراء، على رأسها وزير العدل، بحيث يأتى بوزير جديد قادر على التعامل مع التشريعات القانونية بما لا يخدم المجلس العسكرى، ويقف أمام الفلول من رجال النظام البائد.
وشددت «كريم» على ضرورة فصل الوزارات عن بعضها، علاوة على أن يكون بها اقتصاديون يستطيعون إنقاذ المجتمع وتحقيق النمو الاقتصادى فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، مشيرا إلى ضرورة تأمين الحدود الخارجية لمصر وتحديد العلاقات بوضوح بين مصر والدول المجاورة.