بعد 24 ساعة من لقائها بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، التقت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، الاثنين، قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لبحث سبل التعاون بين الوزارة والكنيسة في المجال الطبي، وذلك بمقرالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وقدمت «زايد» الشكر لقداسة البابا، لما تقدمه الكنيسة المصرية من مساهمات للقضاء على قوائم انتظار العمليات الكبرى بالمستشفيات، مؤكدة أن ذلك ليس بالجديد على ما يقدمه قداسة البابا والكنيسة من مساهمات للنهوض بالمنظومة الصحية، وتخفيف المعاناة عن المريض المصرى، قائلة «نحن دم واحد».
وأعربت الوزيرة عن استعداد الوزارة التام لتقديم الدعم الطبى من خلال قوافل طبية يمكن توجيهها للمناطق الأكثر احتياجاً وفقاً لما تحدده الكنيسة وبما يتوافق مع رؤيتها في هذا الشأن، لافتة إلى أن شغلها الشاغل في تلك المرحلة الجانب الإنسانى سواء للطبيب أو المريض من حيث تدريب الفريق الطبى وتوفير بيئة عمل مناسبة له، بما يعود بالنفع على المريض المصرى، لإعادة بناء الثقة بين الطبيب والمريض، وخاصة عند تطبيق منظومة التأمين الصحى الجديد.
ومن جانبه، أعرب قداسة البابا تواضروس عن سعادته بهذا اللقاء، مقدما التهنئة لوزيرة الصحة لتوليها تلك المسؤولية، متمنياً لها التوفيق في هذا الملف الهام، مؤكداً أنها أهل لتلك الثقة بما تمتلكه من خبرات ومهارات كثيرة ستفيدها في مهمتها الحالية.
وأشار إلى أن الكنيسة تقوم بتنفيذ عدد من المشروعات الخدمية تحت مسمى «أثقفية الخدمات» والتى تقدم من خلالها بعض الخدمات الطبية ومنها التوعية بقضية ختان الاناث، وخدمات تنظيم الأسرة، بالإضافة إلى عدد من البرامج التنموية بالجزء التعليمي، وأعربت وزيرة الصحة في هذا الشأن عن استعدادها بتقديم الدعم الطبى لتلك الخدمات لتوسيع نطاق المستفدين.
وكشف قداسة البابا أن المكتب الباباوى للمشروعات يقوم حالياً بتنفيذ مشروع يسمى «صحتى» والذى يهدف إلى بناء 7 مستشفيات بـ7 أماكن، حيث تم تنفيذ أولى المستشفيات بمحافظة الشرقية، مركز فاقوس، وحرصت وزيرة الصحة على المساهمة في هذا المشروع بتقديم الدعم لتلك المستشفيات، بما يساعد في تقديم خدمة طبية لائقة للمواطنين.
وطالب قداسة البابا بالاهتمام بالتمريض لما له تأثير بالغ في المنظومة الصحية، حيث أكدت له وزيرة الصحة أن ملف التمريض ضمن أولوياتها للارتقاء به، وتغيير الصورة الذهنية عن هذه المهنة، والتى تقدم خدمة طبية جليلة، موضحة أنها تتبنى الآن تنفيذ مشروع قومى لتحسين بيئة العمل للفريق الطبى، والذى من ضمنه التمريض.
وفى نهاية اللقاء، أكدت وزيرة الصحة أن هذا اللقاء لن يكون الأخير لأنها تحرص دائما على الاستماع لآراء وأفكار قداسة البابا والتى من شأنها النهوض بالمنظومة الصحية، كما قدم قداسة البابا هدية تذكارية لوزيرة الصحة عبارة عن لوحة فنية بها كلمة «الأمل»، متمنياً لها التوفيق.