أيام قليلة تفصلنا عن الحدث الكروي الأهم في تاريخ اللعبة وهو انطلاق منافسات كأس العالم 2018 بروسيا، بمشاركة 32 منتخباً من القارات الستة.
وتصب الترشحات نحو عدد قليل من المنتخبات المشاركة لتتويج باللقب وعلى رأسهم منتخبات البرازيل والمانيا واسبانيا والأرجنتين وفرنسا
ومن خلال نظرة في دفتر أحوال كأس العالم على مدار تاريخه سنجد أن المنتخب البرايلي هو المنتخب الوحيد الذي تمكن من التتويج من خارج منتخبات أوروبا باللقب في ظل استضافه أحدى دول القارة العجوز له، أي أن الكأس لا تخرج عن أوروبا حين تستضيفها القارة إلا أن نجوم السامبا هو من حطموا هذه القاعدة قبل 60 عاماً ماضياً.
أول نسخة تقام في أوروبا من المونديال كانت نسخة 1934 في إيطاليا وتُوج بها أصحاب الأرض، حيث تفوق الأزوري في المباراة النهائية على حساب تشيكوسولفاكيا بهدفين مقابل هدف.
وتستضيف فرنسا كأس العالم نسخة 1938 لتكون ثان الدول الأوروبية استضافة للحدث الكروي الكبير، ويُتوج المنتخب الايطالي باللقب على حساب نظيره المجري في المباراة النهائية بنتيجة «4-2»، ليستمر بقاء الكأس داخل أرجاء القارة العجوز عند استضافتها دون تتويج احدى منتحبات القارات الأخرى بها.
كالعادة يتوج منتخب أوروبي بالكأس حين تستضيفها القارة العجوز، فيحصل منتخب ألمانيا الغربية على اللقب في نسخة 1954 التي استضافتها الملاعب السويسرية، وتُوج الماكينات على حساب المجر في اللقاء الختامي للمسابقة.
البرازيل تكسر قاعدة احتكار الأوروبيين وتتوج بأول لقب في تاريخها وأول لقب لمنتخب من خارج أوروبا في نسخة تستضيفها القارة الأوروبية، فيحصد نجوم السامبا اللقب في نسخة 1958 بالسويد عن جدارة عقب سحق أصحاب الأرض في المباراة النهائية بخماسية.
المنتخب الانجليزي يرفض أن يخرج الكأس خارج البلاد عند استضافته نسخة 1966 فيتوج باللقب الوحيد في تاريخه وذل على حساب المنتخب الألماني، ليعود تتويج منتخبات أوروبا باللقب عند تنظيم القارة العجوز لمنافساتها.
نهائي مثير يحسمه المنتخب الألماني لمصلحته على حساب نظيره الهولندي ويتوج باللقب في نسخة 1974 التي استضافتها ألمانيا، ليرفض منتخب الماكينات معانقة أحد المنتخبات المنافسة لكأس العالم وهي تُلعب على أرضه ووسط أنصاره.
يستمر توهج الأوروبيين مع اقامة البطولة داخل قاراتهم ويُتوج المنتخب الايطالي بلقب كأس العالم نسخة 1982 الذي استضافته الملاعب الاسبانية بعد الفوز على المنتخب الألماني بنتيجة «3-1».
تعود ألمانيا للتتويج من جديد بلقب كأس العالم في نسخة 1990 التي اقيمت في إيطاليا بعد الفوز في المباراة النهائية على حساب المنتخب الأرجنتيني بهدف دون رد ليواصل منتخبات أوروبا رفع حصونهم أمام باقي منتخبات القارات الأخرى رافضين تتويجهم بأي لقب تستضيفه القارة العجوز بعد انجاز البرازيل في 1958.
المنتخب الفرنسي يسعد أنصاره ويُتوج باللقب للمرة الأولى في تاريخه في نسخة 1998 التي استضافها الديوك بملاعبهم، حيث صاح الديك بثلاثية في وجه العملاق البرازيلي في المباراة النهائية لتلك النسخة، والتي شهدت للمرة الأولى تواجد 32 منتخباً يشارك بالعرس العالمي.
لا جديد، فيستمر عجز المنتخبات الغير أوروبية عن التتويج وخطف لقب كأس العالم من بلاد القارة العجوز، فيحقق منتخب إيطاليا اللقب على حساب نظيره الفرنسي في نسخة 2006 التي نُظمت على الملاعب الألمانية، وهي النسخة الأخيرة التي اقيمت في أوروبا قبل اعلان روسيا منظماً للنسخة المقبلة 2018.
ترى هل يتمكن المنتخب البرازيلي من تكرار انجازه للمرة الثانية والاستمرار وحيداً قادراً على كسر أنف منتخبات القارة العجوز والتتويج بالقب داخل قارتهم في نسخة 2018 بروسيا أو ينجح احدى منتخبات أمريكا اللاتينية من تكرار انجازه بعد 60 عاماً مضت أم ينجح احدى منتخبات أوروبا في التتويج للمرة العاشرة داخل القارة؟