دراسة: إنتاجية الموظفين ستنخفض خلال كأس العالم..وإجازات سنوية لمشاهدة المباريات

كتب: ناجي عبد العزيز الأحد 10-06-2018 22:59

أشارت دراسة قامت بها شركة جلف تالنت، الشركة المتخصصة فى التوظيف الإلكترونى والتى تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرا لها، إلى أن إنتاجية الشركات فى الشرق الأوسط ستتأثر سلباً خلال شهرى يونيو ويوليو هذا العام بسبب مشاهدة الموظفين لمباريات كأس العالم لكرة القدم 2018.


وسوف تنطلق أحداث كأس العالم فى روسيا وتستمر من 14 يونيو ولغاية 15 يوليو بمباريات يومية بين الساعة الثانية ظهراً والواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات (أو من 1 ظهرا إلى 12 منتصف الليل بتوقيت المملكة العربية السعودية).
وأشارت شركة جلف تالنت التى أجرت الدراسة إلى أن بطولة كأس العالم القادمة تحظى باهتمامٍ كبير فى أنحاء العالم العربى بعد تأهل المنتخبات الوطنية لأربع دول عربية للعب فى البطولة العالمية، وهو حدثٌ غير مسبوق فى تاريخ هذه البطولة، وتشارك السعودية ومصر، الذى يضم فريقها المهاجم النجم محمد صلاح، مما عزز الاهتمام الخليجى والعربى على نحو خاص بمباريات الحدث العالمي. كما أن وجود أعداد كبيرة من الوافدين فى المنطقة من دول مُمثلة فى كأس العالم يرفع من مستوى التشويق والإثارة أكثر من أى وقت مضى.

وسيؤثر هذا المستوى الاستثنائى من التشويق والإثارة هذا العام بشكل ملموس على إنتاجية الموظفين حيث أن العديد من المباريات ستقام خلال ساعات العمل حسب توقيت منطقة الشرق الأوسط ويمكن مشاهدتها من خلال البث الحى على الهواتف الذكية.

وحسب نتائج دراسة جلف تالنت، يخطط 92٪ من الموظفين فى المنطقة لمشاهدة بعض المباريات على الأقل، وتتراوح النسبة حسب الجنس، حيث تقل بعض الشيء فى أوساط النساء لتبلغ 84٪ مقارنة مع 93٪ بين الرجال.

ومن بين الموظفين الذين شملتهم الدراسة فى جميع أنحاء المنطقة، أكد 28٪، أو أكثر من واحد من كل أربعة أشخاص، أنهم يخططون لمشاهدة بعض المباريات خلال ساعات العمل. ومن بين هؤلاء، توقع ثلثهمتقريباً أن يحصلوا على إذن لمشاهدة المباريات، بينما قال الربع أنهم سيشاهدون المباريات سراً عن طريق البث الحى على أجهزة الكمبيوتر أو هواتفهم الذكية.

وتشمل خطط الموظفين الأخرى لمشاهدة المباريات طلب إجازة ليوم كامل من رصيد الإجازة السنوية، أو الانصراف من العمل مبكراً لمشاهدة المباريات، أو ادعاء المرض وأخذ اجازة مرضية.

وعند المقارنة بين فئات الوظائف المختلفة، نجد أن العاملين فى مجال المحاسبة يميلون أكثر من غيرهم إلى مشاهدة المباريات فى مكاتب العمل. ولكن العاملين فى مجال خدمة العملاء يميلون أكثر من غيرهم إلى الحصول على يوم إجازة من رصيد اجازاتهم السنوية، بينما يميل المهندسون المدنيون أكثر من غيرهم إلى الانصراف مبكراً من أماكن عملهم لمشاهدة المباريات.

وذكرت الدراسة مصدراً آخر لفقدان الإنتاجية وهو مشاهدة المباريات فى وقت متأخر من الليل وقضاء وقتهم مع الأصدقاء بعد الدوام، ما يؤدى إلى تأخر وقت النوم لديهم. وقال حوالى ثلثى المشاركين فى الدراسة أنهم سيشاهدون المباريات فى ساعات متأخرة حتى لو كان ذلك يعنى تأخير وقت النوم. وعند سؤالهم حول تأثير ذلك على عملهم فى اليوم التالي، قال 74٪ منهم أنهم سيقللون وقت نومهم ببساطة لكى يصلوا مكان العمل فى الوقت المحدد. وقال 17٪ منهم أنهم سيذهبون إلى العمل فى أوقات متأخرة، بينما قال 8٪ منهم أنهم سيأخذون إجازة فى اليوم التالى من رصيد إجازتهم السنوية، وأعرب 1٪ أنهم سيأخذون إجازة مرضية.

لا يقتصر الاهتمام بمباريات كأس العالم على الموظفين الصغار. فقد بينت الدراسة أن للمديرين مستوى مماثل من الاهتمام بمشاهدة المباريات أثناء ساعات العمل. وضمن هذه الفئة، سجّل كبار المديرين التنفيذيين ومدراء الشركات أعلى معدل، حيث يخطط 32٪ منهم لمشاهدة المباريات أثناء ساعات العمل، مقارنةً بمتوسط إجمالى الموظفين الكلى والبالغ 28٪.

وعلى عكس الموظفين غير الإداريين الذين يلجأون إلى مشاهدة البث الحى على هواتفهم الذكية، يخطط عدد كبير من كبار الموظفين التنفيذيين لمشاهدة المباريات على شاشات التلفزيون الخاصة بمكان العمل.

كما وجهت الدراسة سؤالاً للمدراء حول مدى المرونة التى يسمحون بها للموظفين التابعين لهم بمشاهدة المباريات. وبشكل اجمالي، قال 67٪ من المديرين أنهم سيفكرون فى السماح لموظفيهم بمشاهدة المباريات بشرط ألا يكون حجم الأعمال كبيراً جداً فى أوقات المشاهدة.
وبينت الدراسة أن المدراء الذين يميلون إلى مشاهدة المباريات أكثر استعداداً للسماح لموظفيهم بمشاهدتها. كما أنهم كانوا أكثر استعداداً لإعطاء الموظفين التابعين لهم إجازة فى الأيام التى تلعب فيها فرقهم المفضلة.

لا تقتصر مخاطر التأثير على إنتاجية الموظفين على منطقة الشرق الأوسط وحدها. فخلال بطولة كأس العالم الأخيرة، قدرت دراسة شملت 100 شخصٍ من كبار رجال الأعمال فى المملكة المتحدة أعدتها شركة كومز بى ال سى (Coms plc) وهى شركة اتصالات ومزودة لخدمات تكنولوجيا المعلومات، أن بطولة كأس العالم يمكن أن تسبب الخسارة فى قطاع الأعمال داخل بريطانيا بحوالى 250 مليون ساعة عمل. كما أشارت دراسة منفصلة لشركة ايلاس (ELAS) المتخصصة فى الشؤون القانونية إلى أن تكلفة كأس العالم 2014 على أصحاب الأعمال فى بريطانيا بلغت 4 مليار جنيه استرلينى بسبب الخسارة فى الإنتاجية

وحسب شركة جلف تالنت، وبسبب الطبيعة الخاصة لبطولة كأس العالم هذه السنة، ترتفع الخسارة المحتملة للإنتاجية على نحو ملموس، فمن المحتمل أن تُعانى الشركات فى الشرق الأوسط بسبب الإرشادات الضعيفة وغير المناسبة من غياب الموظفين أو اهتمامهم بمشاهدة المباريات على حساب العمل.

وقال 16٪ فقط من المديرين الذين شملتهم الدراسة أن لشركاتهم سياسة خاصة بالموظفين فى فترات إقامة كأس العالم. وحيثما تم إعداد السياسات وإعلام الموظفين بها، يتألف بعضها بشكل رئيسى من اجراءات عقابية مثل مواعيد الدوام الأكثر صرامةً والتنبيهات الرسمية واحتمال الاقتطاع من المرتب والعمل فى أوقات إضافية بدل الساعات التى قضوها فى مشاهدة المباريات.

من جانب آخر، قالت شركات آخر ى أن لديها سياسات أكثر راحة من هذه الناحية مثل إعطاء الموظفين إجازة إذا حققوا أهداف العمل، أو السماح بالانصراف من العمل مبكراً أو الوصول متأخراً لثلاث مرات، أو منح إذن لمشاهدة المباريات التى يلعب فيها المنتخب الوطنى للموظف، أو حتى إعداد ترتيبات لمشاهدة المباريات بشكل جماعى على شاشات التلفزيون فى مقرات الشركات كمبادرة لتعزيز العلاقات بين أعضاء فريق العمل.


واعتمدت دراسة جلف تالنت على استطلاع عبر الإنترنت شارك فيه 8,000 موظف فى عشر دول فى الشرق الأوسط.