أحمد عز الشهير بـ«فخر الدين»: «أبوعمر المصرى» ليس له «أبعاد أخرى» (حوار)

كتب: سعيد خالد الإثنين 11-06-2018 03:44

تكاد لا ترى الفنان أحمد عز أمامك من فرط تقمصه لدور «فخر الدين».. تلمس السوداوية.. تلون مزاجه، وقساوة تركت بصماتها الصحراء على نفسيته.. وما إن يخرج من حالة التقمص أو التلبس حتى تجد فناناً ملتزماً مخلصاً لفنه.. مجتهدا فى تجسيد دوره.. متمنياً النجاح من قلبه.. «أبوعمر المصرى» نقلة نوعية فى حياة أحمد عز الفنية.

■ لنبدأ من صاحب فكرة تقديم روايتين «مقتل فخر الدين» و«أبوعمر المصرى» فى مسلسل واحد؟

- قرأت الروايتين للكاتب عز الدين شكرى، وتواصلت مع المنتج طارق الجناينى، الذى قام هو الآخر بقراءتهما، وتحمسنا للفكرة وقررنا تنفيذها فى مسلسل، واتفقنا على أنه سيكون عملا ضخما يحتاج لميزانية ضخمة، وبعدها تم التواصل مع السيناريست مريم نعوم وطلبنا منها كتابة المعالجة والسيناريو والحوار، واعتبرت أسلوب ولغة الكتابة فيصلا فى استكمال الفكرة أو التراجع عنها، لأننى أهتم جدًا بالسيناريو بصفته العنصر الأهم فى أى عمل درامى، وبالفعل سلمت «مريم» أول 5 حلقات، وبعد قراءتى لها لم أتردد، وتوكلت على الله، وبدأنا رحلة «أبوعمر المصرى»، العمل ضخم، وصعب بكافة جوانبه، ولك أن تعلم أنه حتى وقتنا هذا هناك 6 حلقات متبقية فى مرحلة الكتابة، ولأن طريقة سرد ورواية الحكاية يقوم بها «فخر الدين»، ومستمرة طوال الحلقات، وصل عدد مشاهدى فى المسلسل إلى 900 من إجمالى 1200 مشهد، وهو وفق أعراف الصناعة عدد مكثف من المشاهد من الصعب تنفيذها فى 3 شهور.

■ وماذا عن تخوفاتك وقت تنفيذ المسلسل؟

- لم تكن لدى أى تخوفات، أجتهد وأبذل قصارى جهدى، لتقديم عمل فكرته جديدة لجمهورى، والتصدى لقضايا تهمه، فمثلا من خلال مسلسل «الأدهم» ناقشت ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وفى «الإكسلانس» سعيت إلى توثيق مرحلة تاريخية مهمة مرت بها مصر، عشتها بكل تفاصيلها، دائمًا أسعى لأن تكون مسلسلاتى مرتبطة بالواقع الذى نعيش فيه، وما يحمسنى لعمل دون غيره هو الكتابة، و«أبوعمر المصرى» حالة فردية من وحى خيال كاتب الرواية، فليس كل شخص يتعرض للظلم يصل لهذه المرحلة.

■ حرصت على أن تكون معالجة الروايتين اجتماعية إنسانية لماذا؟

- ليس الهدف من أعمالى أن أتطرق إلى الجانب السياسى، أناقش فقط قضايا اجتماعية بحتة، وأبوعمر المصرى «حدوتة اجتماعية ليس لها أبعاد أخرى»، وأنا مؤمن أن الأساس بالنسبة لى فى العمل التليفزيونى هو الحكاية، عكس السينما التى تعتمد على الإبهار والأكشن والتشويق، ولكن الدراما التليفزيونية تحتاج لخطوط درامية عديدة، ومتماسكة، تجمعها قصة اجتماعية تشبه الناس، وهو ما يجذب المشاهد فى النهاية.

■ ما رأيك فى رفع المؤلف عز الدين شكرى دعوى قضائية ضد الشركة المنتجة لعدم كتابة اسمه على تتر المسلسل؟

- يسأل فى هذا الأمر المنتج طارق الجناينى، لأن هذه أمور إنتاجية لا شأن لى بها.

■ واذا تحدثت عن «فخر الدين» واستعداداتك لأداء هذه الشخصية؟

- المسلسل تدور أحداثه خلال 15 عامًا تقريبًا، وهذا العدد من السنوات بالتأكيد يصاحبه تغيير فى شكل كل إنسان، ليس فقط ما يعيشه ويمر به من ضغوط نفسية ومواقف حياتية تغير من أفكاره، وهذا بالتأكيد احتاج لمجهود منى فى البداية، الحكاية تبدأ بـ«فخر الدين» ذاهبًا لإنقاذ نجله عمر من «داعش»، وبعدها يعود بالزمن 15 عاما مضت، والصعوبة بالنسبة لى كانت فى كيفية الحفاظ على التكوين الجسمانى والشكلى الخارجى، والفترات التى أنضم فيها إلى الجماعة الإرهابية، والتى صاحبها تأثير قوى على حالته النفسية، وحولته إلى شخص قاتل أقرب إلى «الوحش»، وهذا بالتأكيد ينعكس على انفعالاته وحالته الجسمانية، وبصراحة السيناريو كان له دور كبير فى تسهيل المهمة، ولكن الصعب أيضًا هو تعدد اللوكيشنات التى نصور فيها، لدرجة أننا لم نستمر فى لوكيشن واحد أكثر من أيام، تنقلت خلالها بين أكثر من منطقة صحراوية، فى مصر وخارجها، وما بين الغردقة ووادى دجلة واسوان، ولذلك أقول إن المسلسل كان يحتاج لفترة تقترب من العام لتنفيذه، وتصويره فى هذه الفترة نادر أن يتكرر.

■ صورت لفترة طويلة فى مناطق صحراوية فى أكثر من دولة.. ماذا عن تلك المشاهد؟

- صورنا فى صحراء رومانيا، وأسوان، وأكتوبر، وكان من المفترض أن نصور فى صحراء السودان كما تقول الرواية، ولكن تم استبدالها لأسباب فنية وإنتاجية، وكذلك كان عامل توفير الوقت سببًا رئيسيًا فى البحث عن بديل، وكل ذلك يكون بالتأكيد مرهقا ويؤثر على الممثل، ولكن دائمًا أقول لنفسى إن هذا عملى، والمشاهد لا يشغله كل تلك التفاصيل، يهمه فقط أن يتابع عمل يصدقه ويحترم عقله، وطالما قررت التصدى لبطولة مسلسل أو فيلم أو حتى إعلان، فدائمًا ما أحرص على بذل جهد مضاعف، وهذه هى مدرستى فى الحياة، وبصراحة الصعوبات البدنية فى أبوعمر المصرى هى الأصعب والأكثر قسوة خلال مشوارى كله.

■ تتحدث عن الجهود البدنية.. كيف استعددت لها؟

- مارست الرياضة بشكل مكثف قبل وخلال تصوير المسلسل، لأنها متطلبات الشخصية، ولكنى لا أعتمد فى أدائى على الشكل الخارجى بشكل كبير، وأعتبره عاملا مكملا، الأهم أن أؤدى الكاركتر تمثيليًا بمستوى جيد، وأستكمل ذلك بالشكل الخارجى، لأن الاعتماد على الشكل الخارجى فقط خطأ كبير، وليس كافيا لنجاح أى شخصية أؤديها، وإذا كنت تقصد الصعوبات البدنية فى العمل، فإننى أراها عادية لم تكن بالخطورة الكبيرة.

■ هل تعتبر «أبوعمر المصرى» نقلة مهمة لأحمد عز؟

- لا أستطيع أن أقول ذلك، وأترك الحكم للجمهور، لأنه صاحب الكلمة فى هذا الأمر، ويحدد للفنان المحطات المهمة فى حياته، وإن كانت ردود الفعل فيها «كرم كبير من ربنا»، وأنا اجتهدت، بما يرضى الله، وأتمنى النجاح للجميع، وأن تكون كل المسلسلات رقم 1، وعلى يقين بكرم ربنا لكل مجتهد.

■ وإذا تحدثت عن رسالة المسلسل الأساسية فماذا تقول؟

- ما أؤكده أن حالة «فخر الدين» فردية، وليست فى العموم، وكم من حالات إذا تعرضت للظلم تسلم أمرها لله، وأنا كأحمد عز الإنسان أنتمى لتلك الشخصيات، وأرى أن من يتعرض للظلم يجب أن يسعد بذلك لأن الله- سبحانه وتعالى- يعزه فى الأرض والسموات، عكس فخر تمامًا الذى اختار التوحش والانتقام، وبالتالى فإن الرسالة فى المسلسل لا يمكن تعميمها، وتعبر عن حالة فرديه تؤكد أن الظلم هو باب من الأبواب التى من الممكن أن تخلق من الإنسان شخصا متوحشا.

■ من كان صاحب فكرة اللوك؟

- كان مهما أن يعكس اللوك البعد الزمنى للشخصية، وكان نتاج نقاش مع المخرج أحمد خالد موسى، حتى توصلنا إلى هذا الشكل.

■ هل كان لك دور فى اختيار الممثلين المشاركين فى المسلسل؟

- لا أتدخل فى اختيار الممثلين على الإطلاق، ولكنى بعد انتهاء كل تجربة أقيمها وأرى ما إذا كان أحد الممثلين مقصرًا فى أدائه للشخصية التى أسندت له، بينما أرفض التدخل فى اختيار الممثلين على مدار مشوارى.

■ هل تأثرت على المستوى الشخصى بعلاقة «فخرالدين» بابنه ضمن الأحداث؟

- لا أمتلك الخبرة فى العلاقة بين الأب وابنه، ولكن الحقيقة كتابة مريم نعوم ساعدتنى كثيرًا فيها، ومدرستى فى التمثيل أننى أفصل بين عز الإنسان والممثل، لأننى إذا افترضت أن أحمد عز هو نفس الشخصية التى يجسدها فإننى سوف أتفق، وأختلف معه فى كثير من أفكاره، وهو ما يؤثر على انفعالاتى أمام الكاميرا.

■ أحمد عز مقل فى الدراما التليفزيونية هل تتخوف منها؟

- بالتأكيد، لأنها مختلفة جدًا، وليس لها قواعد ثابتة، ريموت كنترول يفصل بينك وبين المشاهد، وسط هذا الكم الكبير من الأعمال المعروضة، وكذلك ذوق المشاهد نفسه الذى يختلف من شخص لآخر، والتليفزيون أخطر من السينما، لأنه يدخل كل بيت، وهذا سبب تقديمى مسلسل كل 5 سنوات، وأسعى دائما أن توثق لفترة معينة أو ظاهرة ما فى مجتمعنا، وأعتبره عملا صعبا وشاقا خاصة مع شخص مثلى يبحث عن الكمال فيما يقدمه.