تتجه الحكومة لاستيراد الأرز الأبيض والشعير لمنع المضاربات عليه وسد الفجوة المتوقعة بين العرض والطلب بسبب قرار تخفيض زراعته، حيث أكد عدد من المصدرين والمستوردين والمنتجين أن مصر يمكنها استيراد الأرز من 12 دولة، معظمها فى جنوب شرق آسيا، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، موضحين أنها ستكون المرة الأولى التى تستورد مصر فيها الأرز الشعير، لكنهم أشاروا إلى أن خواص ومواصفات الأرز المصرى لا تزال الأولى عالمياً، مشددين على أن قرار الحكومة يحد من عمليات التخزين والمضاربة بأسعاره، ويسهم فى سد الفجوة المتوقعة بين العرض والطلب.
بداية طالب أحمد الوكيل، رئيس اتحاد الغرف التجارية، بفرض عقوبة بدنية على تهريب محاصيل الأرز إلى الخارج، مؤكداً أن الاتحاد أول مَن أجرى دراسة عن المشكلة، والتى أوصت بالاستيراد، مشيداً بتجاوب الحكومة بعد عرض الدراسة كاملة عليها.
وأكد أن استيراد الأرز الشعير بضوابط ينقذ استثمارات تُقدر بنحو 15 مليار جنيه، و4 آلاف مضرب حكومى وخاص و350 ألف عامل بالقطاع، مشيراً إلى أن أسواق الاستيراد تشمل دول جنوب شرق آسيا وأمريكا، رغم أن الأصناف المصرية تُعد أفضلها من حيث المذاق والجودة والاستخدام، لأن الأرز المصرى لا يستغرق فى الطهى سوى 15 دقيقة، ويتم استخدامه وتفضيله مع «المحاشى»، بينما يستغرق الأمريكى والآسيوى فى الطهى نحو 35 دقيقة.
وشدد مجدى الوليلى، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، على ضرورة العودة لتوزيع الأرز على البطاقات التموينية، بمعدل 15 كيلو أرز للفرد سنوياً، فضلاً عن العودة إلى استخدام الدقيق فى صنع وجبات بديلة للأرز، وصولاً إلى تخفيض الاستهلاك الفعلى للمصريين منه. وطالب بتشكيل مجلس أعلى للأرز، بقيادة رئيس الحكومة، ويضم وزراء الزراعة والمالية والرى والتموين والتجارة والصناعة، موضحاً أن مصر استوردت من قبل الأرز الأبيض، لكنها لأول مرة فى تاريخها تسمح باستيراد الأرز الشعير.
ولفت مصطفى النجارى، عضو مجلس إدارة المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إلى عدم وجود قرارات رسمية مانعة لاستيراد الأرز من قبل، مطالباً الحكومة بالتشدد فى مواصفات الاستيراد، سواء من الأرز الأبيض أو الشعير.
فيما أكد رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات، أن تخفيض مساحة زراعة الأرز يعنى انخفاض الإنتاج بنسبة 50%، داعياً الحكومة إلى المكاشفة والمصارحة حول قرار استيراد الأرز حتى لا تتسبب فى مشاكل بالأسواق لأن القطاع الخاص لن يغامر بالاستيراد إذا ما ظل موقف الحكومة غير واضح.
وأضاف أن فرص الاستيراد متاحة بشكل واسع، وعلى الحكومة أن تحدد ما إذا كانت ستقوم هى بالاستيراد بشكل مباشر أم ستفتح مناقصات للتوريد، لافتاً إلى أن مصر تمتلك حتى الآن كميات كافية من الأرز، لكن الأمر يتطلب البدء فى الاستيراد المنظم لعمل توازن بين أسعار الأصناف.