الأنبا دانيال سكرتير «المجمع المقدس» فى أول حوار بعد توليه منصبه: القيادة السياسية تتفهم مشكلات الأقباط

كتب: عماد خليل الجمعة 08-06-2018 05:10

قال الأنبا دانيال، السكرتير الجديد للمجمع المقدس، بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن القيادة السياسية تتفهم مشكلات الأقباط جيداً، ولكن صغار الموظفين يتسببون فى الأزمات، مشيراً إلى أن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة مشروع دولة وليس مشروع الكنيسة، حيث يهتم به الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفسه .

وأضاف الأنبا دانيال، لـ«المصرى اليوم»، فى أول حوار له بعد توليه منصبه، أنه رغم أن تجربة بيت العائلة نجحت فى بعض المناطق كما أنها فكرة طيبة، فإن مصر تحتاج للتقليل من الجلسات العرفية، لصالح تطبيق القانون، لافتاً إلى أن الموظفين والقيادات الصغيرة تعرقل تنفيذ قانون بناء الكنائس

وتابع أن البابا تواضروس الثانى وضع هدفا وهو سلامة ووحدة الكنيسة، وأحياناً مع الوقت يحدث نوع من التشتيت، ونحاول كسب المحبة والوحدة والفكر الواحد.. وإلى نص الحوار:

المصري اليوم تحاور«الأنبا دانيال»، السكرتير الجديد للمجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

■ لماذا تقدمت لمنصب سكرتير المجمع المقدس خلفاً للأنبا رافائيل؟

- مدة سكرتارية المجمع المقدس 3 سنوات، وانتهت والأنبا رافائيل والأنبا توماس والأنبا أبوللو المساعدون قرروا عدم الاستمرار بعد انتهاء فترتهم، وقالوا إنهم لن يكملوا، وقداسة البابا قام بترشيحى، بعد مباحثات واستطلاع رأى، وقال البابا فى الجلسة إنه استطلع الآراء وعرض الأسماء على الجلسة، وتم التصويت بالاقتراع السرى المباشر على سكرتير المجمع والمساعدين.

■ هل كان التصويت على شخص واحد؟

- العملية تسير فى الكنيسة بسلاسة وهدوء، والبابا يحرص على استطلاع آراء المجمع المقدس، وكان هناك أكثر من اختيار، ولكنى حصلت على ما يقرب من 96 صوتا من أصل 112، وكذلك المساعدون حصلوا على أصوات مقاربة، وهو ما يعنى عدم وجود خلاف بالمجمع المقدس لأن المحبة والأخوة تجمعنا.

■ هل يوجد مصطلح «حرس قديم» و«حرس جديد» داخل المجمع المقدس؟

- لا يوجد ذلك، ولكن هناك آراء وأفكار مختلفة وكلها تصب فى صالح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والبابا تواضروس منذ اعتلى الكرسى البابوى لديه برنامج إصلاحى ويمكن أن يختلف البعض معه ولكنه خلاف بمحبة وليس كما يصوره الإعلام.

■ ما الملفات التى ستبدأ العمل بها فى الكنيسة القبطية من خلال المجمع المقدس؟

- قداسة البابا تواضروس الثانى وضع هدفا وهو سلامة ووحدة الكنيسة، وأحياناً مع الوقت يحدث نوع من التشتيت، ونحاول كسب المحبة والوحدة والفكر الواحد، وهناك ملفات أخرى كثيرة تأتى مع الوقت.

■ ما رأيك فى بيان بعض أساقفة المهجر عن ظهور بعض الأفكار المخالفة فى العقيدة؟

- كل الأمور موضوعة للبحث والدراسة، ولهذا وغيره سيحدث تجديد للجان المجمع المقدس خصوصاً أن فترتهم انتهت.

■ هل اتخذ المجمع المقدس قرارا بحق أحد الأساقفة الذى شكك فى قصة آدم وحواء؟

- أولاً المجمع لم يبحث الأمر أصلاً حتى يتخذ قراراً بشأنه، وثانياً الكلام المتداول غير صحيح، لأن الأسقف لم يقل ذلك، ولكنه قال إن أحد الآراء يقول إن قصة الخلق قصة وهمية، لكنه لم يقر بصحة ذلك.

■ كيف ترى جهود الدولة فى إحياء مسار العائلة المقدسة، خاصة أننا كنا نحتفل منذ أيام بذكرى دخول العائلة المقدسة أرض مصر؟

المصري اليوم تحاور«الأنبا دانيال»، السكرتير الجديد للمجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

- لدينا قيادة سياسية جادة والرئيس عبدالفتاح السيسى مهتم شخصياً بالتعامل مع تلك القضية، ولكن التنفيذ على أرض الواقع ضعيف بمعنى أن رئيس الدولة يسعى بجدية لهذا الأمر، ولكن توجد مشكلات وعقبات فى الواقع، بمعنى ما تم تنفيذه قليل وسيستغرق وقتا كباقى المشروعات وبجانب اهتمام الرئيس يهتم البابا تواضروس بفكرة إحياء المسار، وما نحتاج أن يعرفه الجميع أن هذا المشروع هو مشروع الدولة وليس الكنيسة، ومن سيربح منه الدولة ومصر كلها وليست الكنيسة، وسيكون مصدرا هاما للعملة الصعبة وإقامة فنادق على النقاط الهامة فى المسار وتسيير رحلات من كل بلاد العالم وسيصب ذلك فى النهاية لصالح الاقتصاد المصرى، أما الكنيسة فستعانى من كثرة الزيارات.

■ كيف تقيم تجربة بيت العائلة؟

المصري اليوم تحاور«الأنبا دانيال»، السكرتير الجديد للمجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

- أعتقد أنها نجحت فى بعض المناطق ولكن ما نحتاجه التقليل من الجلسات العرفية وأن يتم تطبيق القانون، وفكرة بيت العائلة طيبة ولكن يجب أن تتآلف مع تطبيق القانون فلا ضرر من استمرار المحبة مع تطبيق القانون.

■ كيف ترى قانون بناء الكنائس بعد مرور أكثر من عام على تطبيقه؟

- أقول على مستوى الدولة القانون فى صالح الكنيسة، ولكن على مستوى الواقع والتنفيذ متأخر وأنت تتعامل مع عواطف بشرية ومع ناس لديها أفكار قديمة ومحتاجة وقتا، فى ظل وجود إرادة سياسية، ونحتاج لإرادة شعبية لأن القيادات الصغيرة تستطيع عرقلة القانون.

■ متى ستصدر اللائحة الجديدة للأحوال الشخصية؟ وهل ستطبق فى الكنيسة بعد إصدارها؟

- يجب التفريق بين الناحية التشريعية والناحية الكنسية، فلائحة الأحوال الشخصية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وافق عليها المجمع المقدس فى إحدى جلساته عام 2017، وتعمل بها الكنائس من وقتها، ويتم تطبيق ما جاء بها وأسباب التطليق، أما بالنسبة لمشروع قانون اللائحة الموحدة للأحوال الشخصية للمسيحيين، فيجب اتفاق الطوائف عليه أولاً ثم يتم إرساله إلى مجلس النواب لإقراره، والمشكلة التى تواجهنا حالياً أن المحاكم ليس لديها قانون واضح للحكم فى قضايا الأحوال الشخصية، وعند إقراره سيكون لدى الكنيسة والمحاكم قانون واحد وسيكون حلاً لمشكلات عديدة.

■ ما الأعداد الحقيقية لمتضررى الأحوال الشخصية؟

المصري اليوم تحاور«الأنبا دانيال»، السكرتير الجديد للمجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

- الأعداد ليست بالصورة التى يذكرها بعض الناس أو وسائل الإعلام، وعلى سبيل المثال، خلال ثلاث سنوات فى المجلس الإكليريكى للقاهرة والجيزة والذى يضم عدداً كبيراً من السكان كنا ندرس 2000 حالة فقط منها 1000 حالة قديمة لم يأخذ فيها المجلس السابق قرارا بسبب عدم وجود لائحة وأخذنا قرارا فى 1000 حالة سواء بالموافقة أو التأجيل، ولا تزال الألف الثالثة قيد البحث، والأمر مستمر وهناك مشكلات عديدة يتم حلها.