صحف القاهرة: مؤيدو مبارك أشعلوا المولوتوف بدلاً من الشموع.. وحسين سالم «عميل للموساد»

كتب: عزة مغازي الخميس 05-05-2011 12:58

 

وحدها الصحف المصرية المستقلة الصادرة صباح الخميس اهتمت بتقديم تغطية موسعة لأحداث العنف التي شهدتها منطقة ماسبيرو مساء الأربعاء، بين أنصار الرئيس السابق حسنى مبارك الذين احتفلوا بعيد ميلاده الأربعاء أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون، ومواطنين قرروا الاحتفال بالعيد نفسه ولكن للتذكير بما سموه جرائم نظامه السياسي الذي استمر ثلاثين عامًا.

وقالت «الدستور» إن منطقة وسط القاهرة شهدت الأربعاء معركتين، الأولى عندما تحول شارع عبد العزيز إلى ساحة قتال أضاءتها قنابل المولوتوف في معركة استمرت ثلاث ساعات أصيب خلالها أربعون شخصا، بعضهم برصاص ناتج عن استخدام الأسلحة الآلية، والثانية عندما بدأ أنصار الرئيس السابق المعركة الأخرى التى شهدتها منطقة ماسبيرو. حيث استخدموا الحجارة وقنابل المولوتوف فى وجه مواطنين استفزهم الاحتفال بيوم ميلاد مبارك فرفعوا صور الشهداء فى مواجهة صور الرئيس المحبوس احتياطيًا على ذمة التحقيق فى تهم تتعلق بالفساد والتربح وقتل شهداء ثورة 25 يناير.

واحتل مبارك الصفحة الخامسة لـ«الأخبار» عبر تقريرين أولهما عن حالته الصحية فى يوم ميلاده ونشر مع التقرير رسم للفنان أسامة نجيب، يصور فيه الرئيس السابق راحلاً بحقيبة ضخمة تتساقط منها الجنيهات الذهبية بينما تقف مصر فى الخلفية تراقبه بحزن وغضب ولا تقدر على إيقافه.

أما التقرير الثانى فيتساءل «ماذا بعد انتهاء المدة الثانية للحبس الاحتياطى لمبارك؟» وتوقعت «الأخبار» فى تقريرها أن يحصل الرئيس السابق على إفراج مؤقت فى حال استمرار تدهور حالته الصحية.

ورصدت «الشروق» وقائع محاولات الهروب الجماعية التى تمت فى توقيتات متقاربة مساء الأربعاء فى عدد من أقسام الشرطة فى القاهرة والجيزة والدقهلية. فى الوقت الذى اكتفت فيه «الأهرام» بإبراز تصريحات اللواء مختار الملا عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة التى اتهم فيها فلول النظام السابق بالوقوف وراء الانفلات الأمنى.

وفى الندوة التى نظمها المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأربعاء وشارك فيها بعض قيادات المجلس والمفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا، قال الملا «إن بعض قيادات الداخلية التى فقدت مكاسبها غير الشرعية تحرك أعمال الترويع والبلطجة التى يعانيها الشارع المصرى حاليا»، مضيفا أن القوات المسلحة لن تسمح بنجاح محاولات «لبننة» مصر التى تقودها جهات خارجية، فى إشارة إلى أحداث العنف الطائفى التى تحاول بعض التيارات تحريكها خلال الفترة الأخيرة.

المصالحة والحوار

ورغم الترقب الذى ساد أوساط المهتمين بالشأن السياسى فى مصر تجاه جلسة الحوار الوطنى التى  أقيمت الأربعاء برئاسة الدكتور عبد العزيز حجازى رئيس الوزراء الأسبق، تراجعت أخبار الجلسة من الصحف كافة تقريبا عدا «الأهرام» و«الأخبار» القوميتين. لتحتل أخبار المصالحة الفلسطينية التى وقعتها الثلاثاء فى القاهرة جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا فتح وحماس اللتان تقتتلان منذ نحو 4 سنوات، وجرى الاحتفال بها الأربعاء.

وعقدت الجلسة الأولى للحوار الوطنى فى الثلاثين من مارس الماضى، ورأسها وقتها الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء. ومع اعتراض بعض القوى السياسية على إدارة الجمل للحوار قرر شرف اختيار حجازى بديلا عن الجمل لإدارة الجلسات، المنوط بها الخروج برؤية توافقية حول مستقبل مصر فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب التقريب بين التيارات السياسية المختلفة، من خلال مناقشة المحاور الواردة على أجندة الحوار.

وعن المصالحة الفلسطينية نقلت «الأهرام» تصريحًا للرئيس الفلسطينى محمد عباس قال فيه إن مصر تثبت انحيازها الدائم للحقوق الفلسطينية المشروعة، وأن هناك أعداء كثيرين لهذا الاتفاق وأولهم إسرائيل.

جرى الاحتفال بتوقيع وثيقة المصالحة الفلسطينية الأربعاء في غياب أمريكى رسمى. وأبرزت «الأخبار» صورا من الاحتفالات فى الأراضى الفسلطينية المحتلة. حيث رفع الفلسطينيون العلمين المصرى والفلسطينى جنبا إلى جنب. بينما افتتحت الصحيفة صفحتها الأولى بعنوان أحمر عريض يقول «احتفال تاريخى بالمصالحة الفلسطينية فى عاصمة مصر الثورة» وذيلت الصور بعنوان عريض آخر يقول «الجماهير فى الضفة وغزة تهتف: مصر وفلسطين إيد واحدة».

نزلاء طرة

وتراجعت أخبار رموز وقيادات نظام مبارك القابعين في سجن مزرعة طرة محبوسين احتياطيًا على ذمة التحقيقات في ارتكابهم جرائم تنوعت بين قتل متظاهرين إلى تربح وإهدار للمال العام. ولكن بعض الصحف أوردت صباح الخميس أنباء تمديد وتجديد حبس عدد من أعضاء الحزب الوطنى المتورطين فى الهجوم على المتظاهرين يوم 2 فبراير الماضي فى الواقعة المعروفة إعلاميا باسم «موقعة الجمل».

وخصصت «الأخبار» نصف صفحتها السادسة لتقرير حول التحقيقات التى جرت مع زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، ومحمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق بشأن تضخم ثرواتهما واستغلالهما لنفوذهما من أجل التربح أو تسهيل التربح للآخرين. وحملت الصفحة الاولى لـ«الشروق» عنوانا رئيسيا عريضا يقول «اتهام سوزان (ثابت زوجة مبارك) و(رئيس مجلس الوزراء الأسبق عاطف) عبيد و4من نزلاء طرة بإهدار 400 مليون جنيه فى بناء حديقة».

أما «الوفد» فخصصت عنوانها الرئيسى لرجل الأعمال الهارب حسين سالم الصديق المقرب لمبارك. وجاء عنوانها البارز أعلى الصفحة الأولى على خلفية حمراء اللون «انفراد.. حسين سالم عميل للموساد فى مصر». وعلى صفحتها الرابعة عشرة قالت «الوفد» إنها حصلت على مستندات تؤكد أن سالم على علاقة بقيادية كبيرة فى جهاز المخابرات الإسرائيلي. وأنه كان يجتمع بها وزوجها (شريكه فى صفقة تصدير الغاز إلى إسرائيل) بصفة شبه دائمة بالمنتجع الذى يملكه سالم بمنطقة الجولف بشرم الشيخ.

ولم تنس الصحيفة صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى السابق والقابع في طرة بدوره، إذ خصصت ثلث مساحة صفحتها الثامنة عشرة  لتقرير حول تورطه فى صفقة وصفتها الصحيفة بالمشبوهة مع الملياردير السعودى الشيخ صالح الكامل. ونقلت الصحيفة تصريحات للمهندس وحيد بقطر مدير شركة التلفزيون العربى الأمريكى قال فيها إن صفوت الشريف بالتعاون مع الإعلامى أمين بسيونى (رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق)  والمهندس عبد الرحمن حافظ (رئيس قطاع الإنتاج السابق) شاركوا معا فى إهدار مبلغ يصل إلى ثلاثة مليارات دولار على خزينة الدولة المصرية بإبطالهم العقد الموقع مع شركته لتوزيع القنوات المصرية الفضائية عبر الكابل فى الولايات المتحدة وكندا، مقابل عمولة حصلوا عليها من الشيخ صالح كامل لتتولى شركة دايناميك التابعة للشيخ توزيع هذه القنوات.

واتهم المهندس وحيد بقطر المسؤولين الثلاثة بالضلوع فى صفقة تتصل بغسل الأموال التى تتورط فيها شركة دايناميك التابعة للملياردير السعودى على حد قوله. كما ذكر تقرير آخر على الصفحة نفسها أن حسن مصطفى، رئيس الاتحادين المصرى والدولى لكرة اليد سابقا، وأحد قيادات الحزب الوطنى المقربين من سوزان ثابت، تورط فى الاستيلاء على مبلغ يصل إلى مليون و600ألف فرنك كانت ممنوحة من الاتحاد الدولى لكرة اليد إلى الاتحاد المصرى.