ثوار التحرير: الإخوان والسلفيون «عبروا فوق دمائنا» إلى كراسى البرلمان

كتب: سماح عبد العاطي الأربعاء 30-11-2011 18:53

أبدى عدد من معتصمى التحرير اعتراضهم على المؤشرات الأولية لنتائج المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب، وقالوا إنها ليست معبرة عن روح الثورة، خاصة الموجة الثانية منها، والتى غاب عنها الإخوان المسلمون، والتيار السلفى، تاركين الثوار الحقيقيين فى الميدان يواجهون الموت، فى حين عبروا هم على دمائهم إلى كراسى البرلمان.

«أنا مش موافق إن حزب الإخوان المسلمين ياخد الأغلبية فى المجلس»، هكذا عبر محمد شحاتة 31 سنة عامل من معتصمى التحرير عن رأيه فى المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات، فكما يرى شحاتة أن الإخوان لهم مصالح خاصة بهم تجعلهم ينافقون السلطة أياً كانت، ويغلفون مصلحة البلد لخدمة اتجاهاتهم التى يسيرون فيها، والتى تتعارض - حسب شحاتة - مع مصلحة الشعب.

وترى رانيا محمد «39 سنة» مهندسة ديكور ومن المعتصمات فى الميدان أن التجاوزات التى حدثت أثناء الانتخابات من قبل حزب «الحرية والعدالة» من دعاية انتخابية أمام اللجان مخالفة لقرارات اللجنة العليا للانتخابات، قد يعطى صورة مصغرة عن البرلمان القادم الذى من المتوقع أن تسيطر عليه أغلبية من ذات الحزب، وهى صورة لن تغيب عنها الانتهازية وتغليب المصالح الخاصة على العامة، الأمر الذى قد يحمل البلاد لموجة ثالثة من الثورة، على البرلمان وعلى المجلس العسكرى.

ويتوقع شريف عبدالمطلب «26 سنة - عامل» برلماناً خالياً من الصلاحيات، لن يقدم شيئاً لا للثورة، ولا لمصر، سواء كانت به أغلبية إخوانية أو ليبرالية، أو ما أوجزه بقوله «كراسى قاعدة على كراسى»، فيصبحون مثلهم مثل عصام شرف سكرتارية للمجلس العسكرى، وهو ما يعنى أن البرلمان لن يكون له دور، وقد يستدعى ذلك أن يعلن البرلمانيون الشرفاء استقالاتهم وينضموا للثورة فى التحرير.

ويقول أشرف شمس الدين 40 سنة موظف إن المؤشرات المبدئية لنتائج الانتخابات لا تعبر عن رأى الشعب كله، لأن حزب الحرية والعدالة الذى تظهر المؤشرات فوزه اعتمد فى الأساس على حاجة الناس للمواد الغذائية التى كان يوزعها كنوع من الرشاوى الانتخابية، ومعظم هؤلاء الناس انتخبوا الإخوان بسبب تلك الرشاوى التى قدموها لهم، أو على أساس دينى وليس على أساس شخصى أو برنامج حزب يستطيع أن يقود البلاد فى المرحلة القادمة. ويتوقع شمس الدين خلافات شديدة داخل البرلمان القادم، وصدامات بين مختلف القوى السياسية التى لن تتجانس بسهولة مع بعضها البعض، وهو ما سيؤثر على قرارات المجلس التى لن تصدر بسهولة، وسوف تواجه معارضات داخلية، مما قد يؤدى لتفتيت الوطن، والرأى الواحد.

«النتايج متوقعة لأن التيار السلفى والإخوان المسلمين استغلوا الدين فى الدعاية الانتخابية»، هكذا عبر فوزى عبد الرحمن 50 سنة موظف على المعاش عن رأيه فى النتائج الأولية لانتخابات المرحلة الأولى من مجلس الشعب، وهى النتيجة التى لا ترضى عبدالرحمن، الذى كان يرغب فى تواجد أكبر لشباب الثورة داخل مجلس الشعب. ويتوقع عبدالرحمن برلماناً مصرياً تسير عليه أغلبية من الإخوان المسلمين والسلفيين قد يؤدى لفشل علاقات الدولة المصرية مع دول أوروبية، مما قد يؤدى بتلك الدول لمحاربة مصر أو لحصارها، كما حدث فى بلاد أخرى مجاورة سيطرت عليها حكومات إسلامية كالسودان والصومال.

وتعبر نوران كمال 26 سنة مصممة جرافيك ومن معتصمات التحرير عن ضيقها من المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات، ليس فقط لأنها كانت ترغب فى فوز أى من شباب ائتلاف الثورة الذين أعطتهم صوتها، ولكن لأن التيار الإسلامى - على حد تعبيرها - ارتكب عدداً من المخالفات قبل وأثناء الانتخابات، واعتمدوا على جهل الناس الذين نزل معظمهم خوفاً من تطبيق غرامة عليهم، ورغم ذلك فإن نوران متفائلة بالبرلمان الجديد، وتحلم بأن يستطيع المجلس أن يصدر قوانين أو يتخذ مواقف فى صالح الثورة.

ويحمل عاصم ممدوح 22 سنة طالب نظرة تشاؤمية تجاه البرلمان القادم، فهو يرى أن ما سماه «انتهازية الإخوان» دفعتهم للتحالف مع المجلس العسكرى قبل الانتخابات، وهى الانتهازية التى يقول عاصم إنها ستجعل الإخوان فصيلاً أليفاً تحت قبة البرلمان، يسعى لعقد تحالفات مع السلطة أياً كانت، كما أن خلافهم مع التيار السلفى قد يعود بالسلب على العملية الديمقراطية برمتها، وهو ما لن يحقق المصلحة لمصر أو للثورة.