تعلق سويسرا أمالها على شيردان شاكيري، ليكون «زئبق» المنتخب في مونديال روسيا، الذي يعود بأهمية بالغة للاعب على الصعيد الشخصي، لاسيما أنه أصبح على الأرجح من دون نادي بعد هبوط فريقه ستوك سيتي الإنجليزي إلى الدرجة الأولى نهاية الموسم الماضي.
ويأمل الجناح البوسني الأصل، في الإستفادة من المونديال الروسي الذي ينطلق في 14 يونيو، لتقديم أفضل ما لديه وتعزيز حظوظه بانتقال إلى فريق كبير، على غرار فريقيه السابقين بايرن ميونيخ الألماني «2012/2015» وإنتر ميلان الإيطالي «2015».
ويطمح إبن السادسة والعشرين الذي يتميز بتسديداته اليسارية الصاروخية وإبداعه هجوميا ودفاعيا، إلى تكرار سيناريو مونديال 2014، على أقل تقدير حين أصبح ثاني لاعب سويسري يسجل ثلاثية في النهائيات ضد هندوراس «3/صفر» في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول، واضعا بذلك بلاده في الدور الثاني.
وأظهر شاكيري موهبته مجددا في صيف 2016، خلال كأس أوروبا في فرنسا، حين سجل هدفا بتسديدة مقصية رائعة ضد بولندا في الدور الثاني دون أن يكون ذلك كافيا لتجنيب بلاده الخروج بركلات الترجيح.
وعلى رغم مكانته في المنتخب كأحد الأعمدة الأساسية منذ أن ضمه إلى تشكيلة مونديال 2010، المدرب الألماني الفذ أوتمار هيتسفيلد، عجز شاكيري عن إظهار قدراته الحقيقية على صعيد الأندية إذ كان في بايرن الذي توج معه بلقب الدوري (مرتان)، والكأس (مرتان) والكأس السوبر، ودوري أبطال أوروبا، والكأس السوبر الأوروبية، وكأس العالم للأندية (كلها في 2013)، أو إنتر ميلان الذي أمضى معه نصف موسم رغم توقيعه عقدا لأربعة أعوام ونصف عام.
ولا تزال الفرصة قائمة أمام اللاعب السابق لبازل، للقيام بالخيار الصحيح وإظهار موهبته، لاسيما أن من يطلق عليه «ميسي الألب» لا يزال في السادسة والعشرين من العمر.
بالنسبة لشاكيري، فإن ما قدمه مع ستوك في الموسم المنصرم كان جيدا على صعيد الأداء الشخصي، على رغم هبوط الفريق الذي كان سيحقق النتائج نفسها «حتى لو كان في صفوفه لاعب من طراز رونالدينيو» بحسب ما قال السويسري لمجلة «شفايتسر ايلوستريتر».
وربما كان مدرب سويسرا السابق هيتسفيلد، أكثر العارفين بقدرات شاكيري: «اللاعب الذي في إمكانه خلق الفارق لأن في استطاعته تقرير وجهة المباريات بمفرده» بحسب ما قال عنه خلال مونديال 2014.
وتعود مقارنة شاكيري بنجم برشلونة الاسباني ومنتخب الأرجنتين ليونيل ميسي، إلى بنيته الجسدية ومداعبته الرائعة للكرة وفنياته المبهرة، وهو يتميز بقراءته الجيدة لمجريات اللعب، وقدرة نادرة على المراوغة وقوة ذهنية، ويضيف حيوية إلى تشكيلة فريقه، إلى جانب قدرته على شغل مراكز عدة.
وستكون الأمال معقودة مجددا على شاكيري في مونديال روسيا، والذي يستهله مسجلا 20 هدفا في 68 مباراة دولية بمواجهة صعبة ضد برازيل نيمار، ضمن المجموعة الخامسة التي تضم صربيا وكوستاريكا.
وسيحاول شاكيري ورفاقه في «لا ناتي» التأكيد بأن المركز السادس في التصنيف العالمي ليس مجرد رقم بالنسبة لبلادهم، بل يعكس مكانتها الحالية في كرة القدم العالمية.