أفادت تقارير إخبارية اليوم الثلاثاء، بأن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «خالد مشعل» سيقوم بزيارة إلى القاهرة خلال الأسبوع الجاري، ونقلت صحيفة «الشرق» القطرية عن مصادر مطلعة، لم توضحها، إن الزيارة تهدف بالدرجة الأولى إلى الاعتذار للقاهرة عن حادثة مقتل جندي من حرس الحدود المصري خلال المشاحنات التي واكبت دخول قافلة «شريان الحياة 3» إلى قطاع غزة الأسبوع قبل الماضي.
ومن المنتظر أن يلتقي مشعل كبار المسئولين المصريين، حيث يجري مباحثات تتناول قضيتين أساسيتين هما تطورات ملف الأسرى، والمصالحة المعلقة على توقيع حركة حماس عليها، فيما ترفض القاهرة إجراء أية تعديلات على الورقة التي قدمت لهذا الغرض ووقعتها حركة فتح .
وقالت المصادر إن مشعل سيلتقي وزير الخارجية، ورئيس جهاز المخابرات، حيث سيتم بحث تطورات الموقف الفلسطيني بالدرجة الأساسية، وأهمية سرعة إنهاء الخلافات القائمة لبناء موقف داخلي داعم في أي مفاوضات مقبلة.
على صعيد آخر، نفت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، اليوم الثلاثاء، تلقيها أية مبادرة سعودية معنية بإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وقال «سامي أبو زهري» المتحدث باسم الحركة، ، "إن حركته لم تبلغ بوجود أية مبادرة سعودية جديدةٍ متعلقة بموضوع المصالحة الفلسطينية".
لكن أبو زهري ذكر أن حماس "لمست في الفترة الأخيرة اهتماماً سعودياً كبيراً وحرصاً على وحدة الصف الفلسطيني عن طريق إنهاء الانقسام الداخلي"، وأضاف أنه في حال دخول المملكة العربية السعودية في تحقيق المصالحة الفلسطينية سيكون مسانداً للدور المصري الساعي نحو تحقيق الوفاق الوطني .
كانت مصر قد أجلت الحوار الفلسطيني إلى أجل غير مسمى عقب رفض حركة حماس التوقيع على ورقتها للمصالحة بدعوى وجود تحفظات لديها على عدد من بنود الورقة فيما وقعت حركة فتح على الورقة دون تعديل.
من جانبه رأى «محمد نزال» عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أنّ المصالحة الوطنية الفلسطينية وصلت إلى طريق مسدود بسبب إصرار الراعي المصري على توقيع الورقة التي تقدّم بها من دون الأخذ بملاحظات حماس عليها، واستبعد نزال في حوار مع صحيفة «السفير» اللبنانية نشرته اليوم الثلاثاء، أي انعكاس للمصالحات العربية ـ العربية على الوضع الفلسطيني ما دامت تلك المصالحات لم تشمل مصر.
ووصف نزال الحديث عن وسطاء آخرين في ملف المصالحة بأنه "كلام غير واقعي"، مؤكداً أنّ لا دور إيرانياً في أياً من الملفات الفلسطينية.
وحول سبب رفض الحركة إجراء انتخابات رئاسية أو تشريعية كما طالب رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس»، قال ،"لا أبالغ في القول إنه في حال شاركت حركة حماس في الانتخابات الرئاسية بمرشح منها أو بمرشح تدعمه، فإنّ هذا المرشح سيفوز على مرشح حركة فتح، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على الانتخابات التشريعية. لكن الشرط اللازم لذلك هو أن تكون الانتخابات نزيهة. نحن لا نخشى الانتخابات بل نخشى التزوير".
وثمن نزال موقف عباس المصر على عدم استئناف المفاوضات قبل وقف الاستيطان، لكنه أعرب عن مخاوف الحركة "من أن يكون عباس غير قادر على الاستمرار فيه، لأنّ هناك مواقف أخرى سبق لعباس أن أعلنها ، لكنه عاد وتراجع عنها بفعل الضغوط الأمريكية".
وكشف نزال أن المفاوضات حول صفقة التبادل أحرزت تقدماً نوعياً وجوهريا ً، لكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لإنجازها، "ذلك أنّ الإسرائيليين عودونا على عدم التوصل إلى اتفاقات من هذا النوع إلا تحت الضغط .. نعتقد أن الإسرائيليين سيفاوضون حركة حماس طويلاً، لكنهم في النهاية سيضطرون للتوصل إلى اتفاق.
واعتبر نزال أن العلاقة مع مصر "ليست خياراً وإنما ضرورة تفرضها عوامل الدين والأخوة والجوار والسياسة ، وبالتالي لا مجال أمام مصر وحماس إلا أن تتفاهما، حتى وإن بلغ التوتر مبلغه بين الطرفين".