مونديال روسيا 2018: ليمار «جوهرة» جوادالوب في منتخب فرنسا

كتب: أ.ف.ب السبت 02-06-2018 14:34

عندما وصل توماس ليمار في سن السادسة مع والده إلى ملعب نادي «سوليداريتيه سكولير» (التضامن المدرسي) «ليأخذ بطاقة انتسابه»، اعتبر مدرب الفريق في جزيرة جوادالوب الفرنسية ان الأمر «مزحة». إلا انه تحول إلى الجد ما ان أصبحت الكرة بين قدمي الطفل النحيل.

ويقول مدرب النادي كريستيان زيبي «يجب ان ترى توما. كان ولدا صغيرا، نحيلا لا يتمتع بمظهر صاحب موهبة كروية»، لكن في التدريب عند الساعة 15،00، «عندما أصبحت الكرة بين قدمي الصغير، فهمت انه يجب ألا ادعه يرحل».

في سن الثانية والعشرين، سيكون ليمار ضمن تشكيلة منتخب بلاده التي ستخوض غمار مونديال روسيا 2018.

بالعودة إلى الماضي، يتفق عارفوه على موهبة «توتو»، أحد ألقابه في بدايته مع فريق الطفولة في مسقطه مدينة باي-ماهو. ولد صغير لا يلفت الانتباه، وحيد، هادىء وانطوائي. على أرض الملعب، تختلف المعادلة.

ويقول المستشار الفني في المركز الرياضي «كريبس» فرانك لويس «عندما كنت أقوم بزيارات إلى المركز، كنت أصطحبه معي وهو لا يزال في العاشرة من عمره، ليظهر للمتمرنين ما ليهم فهمه في التعامل مع الكرة».

«يجب وقفه»

قام والد ليمار بتدريبه في البداية. في مقابلة صحافية، أقر الأب بأنه «حتى الرابعة أو الخامسة، كان يركل الكرة بقدمه اليمنى، وكذلك باليسرى»، وكانت لديه «قدم يمنى سيئة» أطاحت بأحواض الزهور في حديقة المنزل بسبب الضربات غير المركزة.

هذه كانت إحدى «الأخطاء» النادرة التي ارتكبها ليمار. يصفه المحيطون به بأنه عاقل، منضبط، مثابر ومتفان: «يأتي بمفرده ليتدرب، ويعمل على ضبط التسديد من خلال توجيه الكرة إلى العارضة»، بحسب الرئيس السابق لـ «سوليداريتيه سكولير» كريستيان أجاكس.

يضيف مبتسمًا «عندما كنا نجري اختبارات بركل الكرة، كان يجب وقفه لأنه لا يستطيع التوقف من تلقاء نفسه، ويستمر في ركلها دون كلل».

ومع مرور السنين، حاز الطفل أكثر من مرة لقب أفضل هداف في البطولات المحلية للجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي، أو حتى خارجها. خسارة مباراة أو لقب كانت تتسبب بذرف دموع الفتى الصغير.

ويقول زيبي الذي يعد بمثابة «الأب الروحي» في تنمية المواهب الشابة «كنت آخذه بين ذراعي لأخفف عنه».

«جوهرة»

انضم ليمار إلى فريق الناشئين في مركز «كريبس» في سن الثالثة عشرة.

ويوضح زيبي «تحدثت إلى صديق يشرف على مركز التأهيل في نادي كاين (في فرنسا) وقلت له أعتقد بأن لدي أفضل لاعب أنجبته جوادالوب على الإطلاق، فأعرب عن اهتمامه بالامر لكنه كان مشككا».

يضيف: «بعد أسابيع عدة، زار الجزيرة وأكد ظنوني. لدينا جوهرة ذات مؤهلات فنية لا مثيل لها وذكاء خارق في اللعب».

وقعت «الجوهرة» ليمار مع كاين في 2010 على رغم عروض أخرى من أندية كبيرة. ويرى زيبي «بالنسبة إلى توما، نحن نعتقد بأنه فعل خيرا بأنه بدأ مع ناد صغير له طابع عائلي».

ويرى المقربون من ليمار في جوادالوب، ان ليمار «ملجوم» في موناكو، النادي الذي انضم اليه في العام 2015 مقابل أربعة ملايين يورو فقط.