غادة عبد الرازق: بقالى كتير مفرحتش وسعيدة بنجاح «ضد مجهول» (حوار)

كتب: علوي أبو العلا الجمعة 01-06-2018 04:41

تبدو للوهلة الأولى أنها فنانة حادة وشرسة إلا أنها فى حقيقة الأمر مجرد إنسانة عادية وطيبة القلب. إنها الفنانة غادة عبدالرازق التى تنافس فى سباق دراما رمضان بمسلسلها الجديد «ضد مجهول» التقتها «المصرى اليوم» فكان معها هذا الحوار الذى أجابت فيه عن العديد من التساؤلات، وكشفت النقاب عن الكثير والكثير من كواليس هذا المسلسل..

■ عودة للغموض وتقديم أعمال الإثارة فى مسلسل «ضد مجهول» ما السبب؟

بدأت أتفاعل مع هذه التيمة منذ عدة سنوات وبالتحديد فى مسلسلات «حكاية حياة» و«مع سبق الإصرار»، والسبب فى ذلك أنه لم يكن أحد يهتم خلال السنوات الماضية بهذا النوع من الأعمال، ومنذ أن قدمت المسلسلين تم تقديم أعمال تنتمى لهذا اللون بشكل مختلف، ولم نر العمل الذى يترك أثراً عند الجمهور فجلسنا مع المؤلف أيمن سلامة وطرح علينا الفكرة التى تم تطويرها بشكل يخاطب الناس، وأن تكون قصة حقيقية تلمس الواقع بشكل أكثر إفادة للجمهور إضافة إلى قصة مثيرة للجدل داخلها لون شعبى، يخاطب جميع الطبقات.

■ معروف أن تيمة البحث عن القاتل والانتقام منه دائما ما تستهوى الجمهور فهل كان مقصوداً؟

- الجمهور مشغول بمشاهدة الأفلام والمسلسلات الأجنبية، وحينما نشاهد هذه الأفلام والمسلسلات ستجد أن الغالبية العظمى منها يدور حول محور واحد أو تنحصر فى 6 تيمات منها الانتقام أو رحلة الصعود ولا أحد يخرج من تلك النوعية، فقررنا أن نختار أكثر تيمات تعجب الناس وهى الانتقام ورحلة البحث، فالناس دائما لديها رغبة فى أخذ الحق، لأن المواطنين دائما عندهم مشاكل، وعندما يشاهدون ذلك فى مسلسل يشعرون بأنهم قد حصلوا على حقه.

■ ولكن المسلسل يتعرض لقضية رئيسية وهى الاغتصاب؟

- هذه القضية ظلت تشغل بالى منذ عدة سنوات وقدمتها بالفعل فى مسلسل «الخانكة»، ولكن بشكل مختلف، أما بالنسبة للمضمون، فمختلف تمام الاختلاف هنا فى مسلسل «ضد مجهول». التعرض لقضية الاغتصاب مركز أكثر بشكل كبير، لأننا نسمع عن هذه الحوادث بشكل كبير، ونتفاجأ أن العقاب الذى يقع على مرتكب تلك الجرائم غير مناسب للجرم فتجد أن المغتصب حصل مثلا على ثلاث سنوات سجنا فى عقوبة أو تم إيداعه مصلحة الأحداث أو تمت معاقبته بالحبس خمس عشرة سنة، ويخرج بعد نصف المدة حسن سير وسلوك، هل أتخيل أن ابنى أو بنتى حدث معهما ذلك وفقدا الحياة، وبعد بضعة سنوات نجد من فعل ذلك يخرج ويمارس حياته بشكل طبيعى، فهل الأم وحرقة قلبها على ابنتها يمكن أن تتقبل ذلك بصدر رحب.. بالطبع لا.

■ ما هو الحل لهذه القضية من وجهة نظرك؟

- أطالب من خلال المسلسل أن يكون الجزاء والعقوبة على قدر الجرم الذى تم ارتكابه ليس فى حق الضحية فقط بل فى حق المجتمع بالكامل فمثلا لو طفلة عندها 5 سنين، وحدث معها ذلك وتجد أن شاب لديه 18 سنة يدخل الأحداث أنا أرفض تعليظ العقوبة عليهم للإعدام لأن عقوبة المؤبد 25 سنة هى حكم رحيم بهم، وهو ما يدعونى للتأييد على عقوبة الإعدام فقط، لأننا لو أعدمنا كل من يرتكب ذلك ستجد كل من يفكر فى ارتكاب نفس الجرم سيتم ردعه ويخاف.

■ هل قصة الاغتصاب التى تقدمينها فى المسلسل مأخوذة من قصة حقيقية؟

- ليست قصة واحدة بل إنها مأخوذة من قصص حقيقية كثيرة جدا وبدأت معنا فى قضية زينة طفلة بورسعيد وبعد ذلك حدثت فى دمنهور عندما أخذ شاب عمره 16 عاماً طفلة ذات الثلاثة أعوام وقام باغتصابها ثم قام بفصل رأسها عن جسدها ووضعها فى دولاب غرفة النوم، هذه القصص تحولت إلى ظاهرة وأصبحت حوادث عادية والناس يفتحون الجرائد وتمر أمامهم هذه الأخبار بشكل عادى ويقولون عادى.. فهل معقول أن نترك هذه الحوادث تمر بشكل طبيعى «إزاى ده يحصل»؟.

■ مشهد غسل البنت هل تمت إضافته من غادة عبدالرازق؟

- نعم أنا صممت وكنت مصرة على وضع هذا المشهد فى المسلسل، وحرصت على هذا المشهد حتى أصل للناس، فغلاوة الضنى والذى يكون جزءا منك فى هذا الموقف وتدخل عليها كى تغسلها وبالذات أنها بنت ولا تريد أن تكشف على أحد، لأنها مغتصبة، فالإحساس هنا أن جسدها كان مشاعا لأحد، فأصبحت هنا الأم لا تريد أن يشاهد أى شخصى جسدها مرة أخرى حتى بعد الموت، ولا يلمسها أحد، وحتى وهى ميتة لن تستأمن أحداً على جسد ابنتها سوى أمها.

■ ما هى رسائلك للأمهات حتى لا يتعرضن لهذا الموقف الصعب؟

- أقول لكل الأمهات «خلوا بالكم من بناتكم كويس» علينا أن نكون أكثر حذرا من سائقى الدليفرى، فأنا اكتشفت أنه عندما يأتى نترك الباب مفتوحا ولا نغلقه ويكون فى الغالب لدينا أطفال فى البيت يلعبون من الممكن جدًا دون إحساس من أحد والبيت زحمة ووارد جدًا أن يأخذ أى طفل منهم، على سبيل المثال فإن بنات روتانا ابنتى دائما يلعبون خلف الباب ودائما أقول لها «اوعى تفتحى الباب» وهذا شىء مهم، ومثل ما قدمنا فى مشهد بالعمل أن تكونى خلف الباب وتقفين وراءه وتعتقدين أنه لا يشاهدك أحد فمن الممكن أن يكون هناك مرآة ويشاهدك فيها فهنا خطر، لأننا لا نعرف كيف يفكر هذا الغريب، ومن الممكن أن يأتى عامل الدليفرى مرة واثنتين وثلاثة ويضع عينه على بنت فى المنزل ويأتى خصيصا لذلك وتجد هنا جريمة قتل أو اغتصاب أو سرقة، لذلك على الأمهات أن تخاف على أولادها حتى من أقرب الناس لأن أقرب الناس، لذلك رسالتى للأمهات أن يمنعوا أولادهم من فتح الباب دون معرفة وألا يفتح الأطفال الباب نهائيًا وعندما تفتح الباب لأخذ طلب تغلقيه على الفور بالمفتاح حتى تخرجى وتعودى مرة أخرى.

■ عدد كبير من الفنانين يقدمون الفن باعتباره ترفيها لكنك دائما تحبين المادة الدسمة والقضايا فى أعمالك فما السبب؟

- الفن قضية وهذه هى تربيتى، فأنا فى رمضان عندما أقدم عملاً درامياً لابد أن يحمل قضية، وأتداولها طول الشهر فى الحلقات، لأننى لو لم أقدم قضية سيكون ظهورى مثل عدمه.

■ وكيف تصفين عودتك للتعاون مع الكاتب أيمن سلامة بعد توقف عدة سنوات؟

- أيمن سلامة كاتب متميز ووشه خير على ووشى خير عليه، هو بيفهمنى وعندما يأتى ورق العمل وأقوم بقراءته أكون عارفة كل تفاصيله فاتحة المشاهد وقفلة العمل، وكل ما يخص الخطوط الدرامية، فقد عملنا سنتين معاً.

■ وماذا عن مشهد دفن ابنتك فى المسلسل؟

- أنا شخصيًا شاهدت كثيرًا من أهلى توفوا من والدى وخليل شقيقى وزيزى شقيقتى ووالدتى فأحسست بالشعور وكان تلقائيا، لأننى تذكرت أهلى فى هذا المشهد، وكانت رسائلى أن الذى يذهب لا يعود وفى بعض الأوقات نحس بأننا لنا يد، لكن ليس لنا يد فى ذلك، لأن الحقيقة لا شفاعة فى الموت، من كتب له الموت سيموت سواء ارتضينا أم لم نرتض.

■ تحقيق النجاح ووجودك فى أهم أعمال رمضان هذا العام سواء عبر السوشيال ميديا أو يوتيوب؟

- مبسوطة جدًا بما حققه المسلسل من ردود فعل ونجاح، وهناك بوادر وبسببها طايرة من الفرح، وأحب أن أختم فى آخر يوم فى رمضان، فالنجاح يظهر من حولك تجد أن هناك من لا يتحدث إليك خلال السنتين الماضيتين ويتحدث معك حاليًا، وحتى أهلى لو كانوا بيجاملونى كان يظهر عليهم وأعرف ذلك، لكن الآن أحس بخروج التهنئة من القلب.

■ عودتك لغالبية فريق عملك من روجينا وحنان مطاوع ما السبب؟ وهل كانت هذه الترشيحات منك؟

- أنا وضعت يدى فى الاختيارات حقيقى، والسبب أننى جاءت على 3 أو 4 سنوات كنت تركت الترشيحات بعيدا عنى ولا أعلم هل هى حالة زهق أو عموما كان هناك شىء تغير فىّ، لكن هذا العام لأن هذا العام كان خطا فاصلا بالنسبة لى، لأننى أحببت الحدوتة ورأيتها منورة.

■ وهل أقلقك التعاون مع المخرج طارق رفعت، خاصة أنه لم يقدم سوى عمل واحد درامى فقط؟

- شاهدت العمل الدرامى الأول له سبع أرواح، وهو كان لديه ظروف إنتاجية خاصة أثرت عليه، لكن لو كان لديه ظروف معينة أعطت له فرصة بأيام أطول وكان سيتحول لأفضل من ذلك بكثير، فدائما أقول بأن المخرج قبل دخولة العمل لو درسه جيدًا قبلها بثلاثة أو أربعة شهور سيفرق معه كثيرًا وهذا ما فعله هنا طارق رفعت، وجاء اختياره منى ومصطفى سرور ودينا كريم وتامر مرسى.

■ ولماذا عادت الضحكة لغادة الآن؟

- أنا فرحانة «وبقالى كتير مفرحتش» والسبب مسلسل «ضد مجهول» وباين على وشى وأبقى كذابة لو نفيت، وباين علىّ فى كل حته أنى فرحانة وسعيدة فى البيت والشارع ومع الناس، أحلى حاجة فى الدنيا النجاح وربنا يبعد عن الناس الفشل، بالذات لو أنك جربت النجاح وحققته من قبل بشكل كبير، فأول ما يحدث اهتزاز تجد أن كل شىء حدث له اهتزاز من نفسية وثقة بالنفس، لذلك من يقول إنه لا يفرق معه شىء كاذب.