هنا مصنع «الرمال السوداء» فى البرلس.. «دقت ساعة العمل»

كتب: مجدي أبو العينين الثلاثاء 29-05-2018 03:49

حلم إنشاء مصنع الرمال السوداء فى برج البرلس بكفرالشيخ، بدأ يتحول إلى واقع، حيث تم الأحد، نقل الرمال لردم البرك والمستنقعات وتعلية التربة لدكها وتسويتها حسب المواصفات الهندسية المطلوبة للإنشاءات المعمارية للشركة المصرية لاستخراج المعادن من الرمال السوداء فى «ملاحة منيسى».

وقال اللواء السيد نصر، محافظ كفرالشيخ لـ«المصرى اليوم»، إنه سيتم الاحتفال قريباً فى «حدث تاريخى مهم» لمصر كلها، بوضع حجر الأساس لمصنع الرمال السوداء على مساحة ٨٠ فدانًا بملاحة منيسى ببرج البرلس، ضمن أراضى أملاك الدولة المستردة، بعد تسويتها وتجهيزها لإقامة المصنع الذى سيستغرق إنشاؤه 30 شهراً، وسيتخصص فى فصل المعادن عن الرمال.

وأضاف المحافظ أن المصنع من المشروعات العملاقة التى ستدر خيراً لمصر كلها وليس المحافظة فقط، خصوصاً أن الرمال تحتوى على 41 عنصراً تقوم عليها 41 صناعة منها صناعة هياكل الطائرات والمفاعلات وغيرهما خصوصاً أن المحافظة تملك كميات هائلة من تلك الرمال.

وأوضح أن المشروع يتم بالتعاون بين جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وهيئة الطاقة النووية وبنك الاستثمار القومى والشركة المصرية للثروات التعدينية، وتم اختيار المحافظة لإقامة المصنع لوجود نحو 300 مليون طن من الرمال السوداء بطول 118 كيلومترا بالساحل الشمالى للمحافظة، ما يؤدى لنهضة فى المحافظة بجميع المجالات، بإقامة مصانع وورش تعتمد على العناصر المستخرجة من الرمال، ما يوفر آلافا من فرص العمل ويساعد على الحد من الهجرة غير الشرعية.

وأكد الدكتور عبد الله علام، أستاذ الجغرافيا، عميد كلية الآداب بجامعة كفر الشيخ، ببحث علمى أن الرمال السوداء تحتوى على تركيز من المعادن يقدر بنسبة 3.5% من العناصر المعدنية الثقيلة، وأنها يمكن أن تحقق عائدا اقتصاديا يقدر بأكثر من 300 مليار جنيه، خصوصاً أن الكميات تحتوى على عناصر مختلفة والتى تدخل فى صناعة المفاعلات النووية والدهانات والأصباغ والبلاستيك والمطاط ومستحضرات التجميل والسيراميك وهياكل الطائرات والمحركات والحديد بجانب صناعات أخرى، يمكن إقامتها قرب مواقع استخلاص المعادن من الرمال السوداء.

وأضاف علام، فى البحث، أن مصدر الرمال السوداء يعود إلى الجبال التى ينحدر منها نهر النيل بالدول الأفريقية حيث حمل النهر هذه العناصر لمنطقة المصب وترسبت على طول السواحل الشمالية، مطالباً بسرعة استخلاص المعادن من هذه الرمال والتى تعرضت للنهب على يد عصابات قامت بتهريب كميات هائلة منها إلى الخارج.

وقال محمد أبوغنيمة، السكرتير العام المساعد للمحافظة، إن المحافظ التقى أهالى المنطقة الذين يمتلكون بعض المساحات بنطاق المشروع لتعويضهم عن ممتلكاتهم بصورة عادلة، حيث أبدوا استجابة كبيرة فى هذا الشأن وأكدوا أنهم لن يقفوا أمام تطوير وتنمية المنطقة، خاصة أن المحافظة عضو مؤسس فى الشركة المصرية للرمال السوداء وسيكون لها نصيب كبير من استثماراتها وسينعكس ذلك على جميع الخدمات المقدمة لمواطنى المحافظة، خصوصاً أن المصنع الذى سيقام بالمنطقة سيوفر حوالى ألف فرصة عمل لأبناء المحافظة.

المهندس صبرى بهوت، من الأهالى، قال إن تلك المنطقة عامرة بكثبان رملية هائلة من الرمال السوداء وهى بمثابة كنز كبير لمصر كلها وليس للمحافظة فقط، مشيراً إلى أن تلك الكثبان موجودة وتتراكم منذ آلاف السنين ووضعها الله كحماية طبيعية لتلك المنطقة من الغرق، كما أنها ممتدة من مدينة برج البرلس حتى مصرف كوتشينر شرقاً بطول 19 كيلومترا، وهى فاصل بين البحر المتوسط وبين المنازل المقامة بالقرى المحيطة بالبحر المتوسط بالمنطقة ومنها قرى الساحل البحرى، الشيخ مبارك، الشهابية، البنايين، وغيرها.

وقال حسن محمد، من أهالى المنطقة، إن المعادن التى سيتم استخراجها تدخل فى العديد من الصناعات، مشيراً إلى أنه كان يتم نقل كميات من الرمال منذ سنوات لاستخدامها فى أغراض تافهة مثل ردم الترع والمصارف وصناعة الطوب وردم أساسات المنازل، مطالباً بضمانات وإقامة قرى سياحية بالمنطقة لأنها لن تصلح بعد ذلك للزراعة بعد تقليب الرمال، كما يجب تعيين أبناء المنطقة فى المشروع وليس كما تم بمحطة كهرباء البرلس بتجاهل أبناء الأهالى.

طلعت عبدالقادر، رئيس مدينة بلطيم، قال إن الجهات المعنية وتنفيذاً لتعليمات اللواء السيد نصر، محافظ كفرالشيخ قامت بتسوية تلك المساحة الهائلة لتسليمها إلى الشركة التى ستقوم بإنشاء مصنع الرمال السوداء وهو الإجراء الذى تم فى وقت قياسى لشعور المسؤولين بأهمية هذا الموضوع، كما أن المحافظ كان يتابع العمل لحظة بلحظة ويسابق الزمن لأنه يريد أن يرى بنفسه المشروع على أرض الواقع لأنه سينقل المحافظة نقلة اقتصادية كبرى وسيعمل على تنميتها.