شهدت الساعات الأولى من اليوم الثاني لانتخابات مجلس الشعب في محافظة الإسكندرية إقبالًا محدودًا من الناخبين بسبب إدلاء الغالبية بأصواتهم في اليوم الأول، الإثنين، منذ فتح باب التصويت، فيما حرر مرشحان بدائرة المنتزه محضرين، اتهما فيهما أنصار حزب «الحرية والعدالة» بتوجيه الناخبين في بعض اللجان للتصويت لصالح مرشحي الحزب في الدائرة.
ففي منطقة البيطاش والهانوفيل، اتسمت العملية الانتخابية بالهدوء ووجود أعداد كبيرة من الناخبين أمام مقار اللجان، بسبب تأجيل كثير من الناخبين إدلائهم بأصواتهم إلى اليوم الثاني، هربًا من الزحام الذي ساد اليوم الأول.
فيما شهدت بعض لجان دائرة الرمل إقبالًا محدودًا، مقارنة باليوم الأول، فيما تأخر التصويت في بعض اللجان لمدة ساعة كاملة، بسبب التأخر في تسلم اللجان من المناوبين، الذين تولوا حماية الصناديق طوال الليل، وفضت اللجان القضائية المشرفة على اللجان الأختام الموجودة على الصناديق لاستئناف التصويت بها مجددًا، ما أثار حفيظة بعض الناخبين، الذين كانوا يتوقعون التصويت في صناديق جديدة، وتواصلت تجاوزات بعض المرشحين الفردي والأحزاب، مثل استمرار أعمال الدعاية أمام اللجان.
وشهد مجمع مدارس السيوف إقبالًا متوسطًا من الناخبين، فيما قام عدد من أنصار حزبي «النور» و«الحرية والعدالة» بتسيير سيارات تحمل مكبرات صوت للدعاية للمرشحين، ومنعت قوات الجيش مندوبي الحزبين من إجراء دعاية داخل اللجان، بعد أن حاول بعضهم توزيع منشورات دعائية على الناخبين.
واستمر توافد سيارات تابعة لشركات طارق طلعت مصطفى، وحزبي «النور» و«الحرية والعدالة»، لليوم الثاني على التوالي، لنقل الناخبين إلى المقار الانتخابية، فيما توافد أنصار طارق طلعت على اللجان قبل فتح الأبواب منذ السابعة صباحا لضمان أسبقية التصويت.
فى دائرة المنتزه، واصلت التيارات الإسلامية حشد الناخبين أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم، وحرر سالم محمد سالم شعوط (29 سنة)، مرشح حزب العدل على المقعد الفردي، محضرا اتهم فيه حزب «الحرية والعدالة» بالدعاية خارج اللجان وتوجيه الناخبين، فيما حرر جابر محمد محمود عثمان (46 سنة)، مرشح مستقل على مقعد الفئات، محضرًا اتهم فيه موظفين باللجنتين رقمي 642 و643 بالتدخل في العملية الانتخابية وتوجيه الناخبين وإرشادهم للإدلاء بأصواتهم لمرشحين بعينهم.
وتواصل إقبال مئات المواطنين على اللجان الانتخابية في الدائرة الثالثة، وتضم مناطق محرم بك وباب شرق والمنشية والجمرك وكرموز والعطارين، وتشمل 886 ألف صوت انتخابي، إلا أنه انخفض نسبيًا عن اليوم الأول، حيث شهدت بعض المدارس اختفاء الطوابير الطويلة أمام المقار الانتخابية، وشهدت الساعات الأولى إقبالًا متوسطًا للسيدات، ومتزايدًا للرجال، وهو ما فسره البعض بأن أغلب السيدات انتهين من عملية التصويت في اليوم الانتخابي الأول، خاصة بعد مدّ التصويت إلى التاسعة مساءً.
وتجمع ممثلو الأحزاب السياسية المختلفة داخل المقار الانتخابية للدائرة، لمتابعة سير العملية الانتخابية، بعد مبيتهم خارج اللجان لحراسة الصناديق الانتخابية، إلى جانب قوات الجيش التي تولت الحراسة خارج وداخل اللجان بعد التأكد من تشميع الصناديق بالشمع الأحمر، مساء الإثنين، لمنع أي عمليات تزوير.
وتطوعت بعض السيدات، اللاتي يقمن في المناطق القريبة من المقار الانتخابية، لتوفير مقاعد ومشروبات وطعام، وتوزيعه على الناخبين من الرجال والنساء، بعدما لاحظن التوافد الكثيف، والانتظار لساعات خارج اللجان.
ووصف محمد حسين أمين، المرشح على قائمة حزب الإصلاح والتنمية، الانتخابات الحالية بأنها «تفوق الخيال»، وقال إن الشعب أثبت أنه يفضل الديمقراطية على لقمة العيش، واختلف دور الشرطة عن دورها السابق، حيث قامت هذه المرة بتأمين الناخبين، «والفائز الأكبر هو الشعب».
وقال مصطفى عبده على «70 عاما»، على المعاش، إنه لم يشارك في أي انتخابات سابقة، ولكنه قرر المشاركة هذه المرة، ليس خوفا من الغرامة ولكن حتى يشعر أنه إنسان، وصوته له قيمة، على حد تعبيره.