الهاجس الأمنى يسيطر على الشارع الباكستانى ومحللون يعتبرون عملية بيشاور أول رد انتقامى

كتب: عبدالرحمن الشريف الإثنين 02-05-2011 21:02

هو الإعلان الرابع من نوعه، ففى عام 2002، أكدت القوات الأمريكية وفاة الرجل الأخطر والمطلوب رقم واحد دوليا، أسامة بن لادن، 3 مرات. لكن سرعان ما كان زعيم تنظيم «القاعدة» يعود ليطل فى تسجيلات مصورة انفردت محطة «الجزيرة» ببثها على مدار سنوات.


لهذا لم يصدق الباكستانيون النبأ للوهلة الأولى، خاصة أن الرواية ظلت أمريكية دون تأكيد أو نفى من السلطات الباكستانية حتى صباح الثلاثاء  عندما أصدرت وزارة الخارجية بيانا أكدت فيه صحة النبأ الذى أعلنه الرئيس الأمريكى، مشددة على أن «بن لادن» لقى حتفه فى عملية عسكرية نوعية نفذتها قوة أمريكية خاصة فى مدينة «إبت آباد»، على بعد 120 كيلومترا، شمال العاصمة إسلام آباد.


ورغم بيان الخارجية، يلف الغموض الموقف الباكستانى إذ ليست هناك أى إشارة فى الإعلانين الخارجين عن واشنطن أو إسلام آباد إلى طبيعة دور القوات الباكستانية، سواء على المستوى الميدانى فى المشاركة فى العملية العسكرية، للقضاء على زعيم تنظيم القاعدة، أو دورها الاستخباراتى، رغم ما يؤكده المتابعون فى الوقت نفسه من استحالة تنفيذ القوات الأمريكية وطائراتها «دون طيار» عملية عسكرية داخل المناطق القبلية الباكستانية وحدها، دون مشاطرة المخابرات الباكستانية معلومات أمنية حول تفاصيل العملية.


وعلى مستوى الشارع، وخلافا للفرحة التى عمت الولايات المتحدة وأروقة البيت الأبيض، ازداد القلق والهاجس الأمنيين بين المواطنين فى باكستان، لاسيما إثر تفجير وقع بالقرب من نقطة تفتيش للشرطة فى منطقة «شار سدا» المجاورة لمدينة «بيشاور»، رغم تكرار هذه الحوادث فى باكستان بمعدل شبه يومى.


ويذهب الرأى العام إلى أن البلاد تستعد لموجة من العمليات الانتقامية على يد الجماعات المسلحة، وعلى رأسها، حركة طالبان باكستان. ويشكك الكثيرون فى فاعلية الإجراءات الأمنية التى تتخذها السلطات الأمنية، «التى أثبتت عجزها فى التصدى لهجمات الجماعات المسلحة» طوال السنوات الماضية. ويرى المواطنون أن مقتل زعيم القاعدة «سيجعل هجمات المسلحين أكثر فتكا ونوعية مقارنة بعملياته التفجيرية والانتحارية السابقة».


فى السياق نفسه، اعتبر المحلل العسكرى «ليق رحمن» أن عملية «بيشاور» ربما تكون بداية لسلسة من ردود الفعل العنيفة التى قد تشنها جماعات مسلحة انتقاما لمقتل زعيم القاعدة. وأشار إلى أن الجماعات المسلحة ستتسارع لتنفيذ عمليات انتقامية ضد المقار الحكومية والعسكرية فى باكستان خاصة بعد إشادة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بـ«الدور الباكستانى»، الذى لم يتضح حتى الآن حقيقته.


ورأى رحمن أن الجماعات المسلحة لن تتوانى فى استهداف كل ما يسهل الوصول إليه وتنفيذ عمليات نوعية انتقاما لمقتل بن لادن، وهو ما سيضطر السلطات لزج الشرطة العسكرية من قوات النخبة فى العاصمة إسلام آباد والعديد من المدن الباكستانية للسيطرة على الوضع الأمنى. ولا يستبعد رحمن أن تستعين السلطات الأمنية بقواتها فى الجيش إذا دعت الضرورة.


ورجح الخبير فى شؤون الجماعات المسلحة، سليم شاه زاد، أن تشهد البلاد فى الفترة المقبلة عمليات انتقامية من المتعاطفين مع بن لادن.