أسامة بن لادن.. أسطورة الإرهاب التاريخية

كتب: اخبار الإثنين 02-05-2011 20:37

 


رغم أن كل من التقى به وصفه بأنه «مهذب، وفى غاية الأدب والكرم مع الغرباء»، إلا أن زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، ظل طوال السنوات الـ10 الأخيرة، الرجل الأخطر وأهم رجل مطارد فى العالم والعدوالأول لأمريكا وشعبها، وهوما يفسر الاحتفالات التى نظمها الأمريكيون بمجرد إعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما مقتله فى عملية خاطفة لقوة خاصة فى باكستان.


ويبقى «بن لادن»، العدواللدود للولايات المتحدة، بطلا بالنسبة لكثيرين فى العالم الاسلامى، لما كان يتمتع به من شخصية مميزة جعلت الكثيرين يلتفون حوله ويقتنعون بآرائه، وكان لصوته الهادئ فى نفوسهم تأثير لا يضاهيه تأثير، وكان يحظى بالاحترام كقائد عسكرى عرف بمهاراته التنظيمية وشجاعته وقدرته على النجاة من الموت.


ولم تكن هجمات 11 سبتمبر 2001 فى الولايات المتحدة، التى أسفرت عن مقتل 2976 شخصا، الوحيدة فى سجلات «بن لادن» ولكنها كانت الأخطر لأنها غيرت الخريطة السياسية للعالم. وطوال سنوات عديدة ظلت طلة «بن لادن» بتسجيل صوتى أو مصور تثير المخاوف لدى الكثير من الدول لأنها لم تكن تخلوأبدا من وعيد، وكان «بن لادن» يقول إن أمريكا تذبح المسلمين فى فلسطين والشيشان وكشمير والعراق، «ويحق للمسلمين الرد بهجوم انتقامى»، وادعى أيضا أن هجمات 11 سبتمبر «لم تكن تستهدف النساء والأطفال، ولكن تستهدف رموز القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية».


وحددت واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار للقبض على «بن لادن» بعد أن اتهمته بتنفيذ الاعتداءين على السفارتين الأمريكيتين فى نيروبى ودار السلام، اللذين أسفرا عن سقوط 244 قتيلا وآلاف الجرحى فى 1998.


ودرس «بن لادن» - الذى ولد فى الرياض عام 1957 لأسرة سعودية ثرية كانت تقيم علاقات وثيقة مع العائلة الحاكمة فى المملكة - فى جامعة الملك عبدالعزيز فى جدة، وحصل على بكالوريوس فى الاقتصاد، فيما تتحدث بعض التقارير أنه نال شهادة فى الهندسة المدنية عام 1979 ليتولى إدارة أعمال شركة والده.


وبدأ «بن لادن» حياته ممولا إسلاميا ومقاتلا ضد الغزوالسوفيتى فى أفغانستان قبل أن يتشدد ويصبح ملهما للعديد من الحركات المتشددة، ثم أصبح «منشقا أصوليا متطرفا» فى السنوات التى شهدت انهيار الاتحاد السوفيتى وأزمة الخليج ونتائجها، بعد أن كان أحد حلفاء واشنطن ضد الاتحاد السوفيتى.


و«بن لادن» أحد عشرات الأبناء لرجل عصامى يدعى محمد عوض بن لادن، انتقل من اليمن إلى السعودية فى عهد الملك عبدالعزيز، ليبدأ العمل فى بناء أسوار بيوت العاهل السعودى قبل أن ينتقل إلى إنشاء مدن الحجاج فى مكة المكرمة والمدينة المنورة والطرق المحيطة بالحرمين الشريفين. وتولت مجموعة الشركات التى أنشأها بعد ذلك إنشاء أكثر من 80% من شبكة الطرق فى المملكة. وأصبح بن لادن وهومن بين عشرات الأبناء لمحمد بن لادن، بعد وفاة أبيه وريثا لثروة كبيرة قدرت بحوالى 300 مليون دولار.


وفى 1979، قرر أسطورة «القاعدة» التاريخية الالتحاق بالمجاهدين فى أفغانستان بعد الغزوالسوفيتى لهذا البلد الإسلامى. وفى سنوات الجهاد هذه، جند «بن لادن» ومساعدوه الآلاف من العرب للقتال فى أفغانستان، عرفوا فيما بعد باسم «الأفغان العرب». كما أسس قبيل انتهاء انسحاب السوفيت تنظيم «القاعدة». وقد أقام فى تلك المرحلة علاقات متينة مع وكالة الاستخبارات المركزية (سى.آى.إيه) والأمريكيين الذين قدموا له وللمجاهدين كل أشكال المساعدة.


وفى بداية التسعينيات، عاد «بن لادن» إلى السعودية قبل أن ينتقل إلى السودان مع قيام حكومة الإنقاذ الإسلامية التى لقيت دعمه، لكن فى 1996 طلبت منه الخرطوم أن يغادر البلاد تحت ضغط الأمريكيين. وفى تلك الفترة أيضا اتهمته مصر بتمويل الأصوليين المتطرفين لديها واتهمه اليمن بتمويل تنظيم الجهاد الإسلامى فى اليمن.


أما السعودية، فقد أسقطت عنه الجنسية فى 1994 بسبب «تصرفات غير مسؤولة تتعارض مع مصلحة المملكة وتسىء إلى علاقاتها مع الدول الشقيقة»، بينما أعلن شقيقه الأكبر بكر باسم أسرته «شجبه وإدانته تصرفات شقيقه». كما أثارت انتقاداته للأسرة الحاكمة خصوصا غضب السلطات السعودية. ومنذ ذلك الحين تطالب السعودية بتسليمه، وتؤكد أنه «لا يمثل الإسلام ولا تعاليمه».


وفى 1998، تلاقت جهود «بن لادن» مع جهود أيمن الظواهرى، الأمين العام لتنظيم الجهاد الإسلامى المصرى المحظور، وأطلق الاثنان فتوى تدعوإلى «قتل الأمريكان وحلفائهم أينما كانوا، وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام».


ولم يملك تنظيم القاعدة دبابات أوغواصات أوطائرات وإنما أحسن توظيف التكنولوجيا الحديثة بما فيها الإنترنت لخدمة أغراض الدعاية والتدريب وتجنيد أنصار جدد.