حينما ظهر دكتور محمد البرادعى متحدثاً فى برنامج «العاشرة مساءً» على قناة «دريم 2» فى أول ظهور له بعد إعلانه احتمال ترشحه للرئاسة فى مصر بعد تقاعده من منصبه مديراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى فبراير من العام الماضى، اختلفت الآراء على تقييم الحلقة وأسلوب مقدمة البرنامج منى الشاذلى تجاه الضيف.
كثيرون من المشاهدين قالوا وقتها إن المضيفة لم تكن مرحبة بالبرادعى وأنها أخذت جانب السلطة وقتها، فى إظهار مواطن الضعف لدى ضيفها. وآخرون قالوا إنها لم تفعل شيئا سوى طرح الأسئلة على الرجل الذى لم يمتلك الكاريزما الكافية لإقناع الجماهير بما قال.
وحينما ظهر الدكتور البرادعى، الأحد، متحدثاً فى البرنامج ذاته، ظهر الفرق جلياً، لا على الضيف فقط، ولكن على المذيعة أيضاً.. كلاهما كان أكثر هدوءاً وتركيزاً فى معنى كل كلمة تُقال أو سؤال يُطرح أو إجابة عن سؤال. ولذا جاءت ردود الفعل فى مجملها إيجابية على الحلقة. ويبقى السؤال: ما الفارق بين الحلقتين على مدار عام مضى؟
فى حلقة العام الماضى، كان هناك كثير من التوتر الذى سيطر على طرفى الحوار. دكتور محمد البرادعى والمذيعة منى الشاذلى، فالأول كان يلتقى الجمهور للمرة الأولى، تدفعه فى الحديث رؤية عن التغيير، لم تكن بذلك الوضوح والثبات الذى بات عليه حديثه الأحد، ولكنه كان كمن يملك بصيرة جعلته يرسم خريطة لمستقبل البلاد خلال عام كامل بشكل لم تصدقه نسبة كبيرة من المصريين الذين تابعوا الحلقة وكانوا يرونه حالماً أو داعية تغيير بلا أدوات.
ولكن البرادعى قال فى تلك الحلقة على سبيل المثال: «لو خرج مليون مواطن مصرى يطالبون بإسقاط النظام فى الشوارع سيحدث التغيير»، وقال أيضاً: «أنتِ يا منى تستبعدين التغيير ولكننى أراه قريبا.. قد لا يأخذ الوقت أكثر من عام، لأن أحوال مصر صعبة للغاية، ومعاناة الناس كبيرة».
أما المذيعة منى الشاذلى فكثيرون لا يعرفون أن ما انتهجته من أسلوب فى إدارة الحوار فى تلك الحلقة كان نابعاً من ضغوط مارسها مسؤولون سابقون فى النظام، الذى سقط باندلاع أحداث 25 يناير، لإلغاء الحلقة ومنع ظهوره على شاشة قناة دريم، وهو ما جعلها تحاول إمساك العصا من المنتصف.. قد تكون أخفقت فى إحداث التوازن ولكنها اجتهدت للقيام بما تصورت أنه الأصح.
أما حلقة الأحد من «العاشرة مساءً»، فإن زوال النظام السابق بكل رموزه، لم يكن السبب الوحيد فى ظهور حوار دكتور البرادعى بذلك المستوى المؤثر الذى أقنع الكثيرين بحديث الرجل، ولكن سبقت الحوار تلك المرة جلسة جمعت منى الشاذلى ومعد الحلقة محمد ناصر بدكتور البرادعى فى منزله قبل التصوير بنحو يوم كامل، دار فيها الحديث بهدوء وبعيداً عن الكاميرات وعن تفاصيل الحوار وبعض التساؤلات وكيفية سير الحلقة، ولذا جاء الحوار أكثر هدوءا وتركيزاً.
وليس خافيا على أحد، بعد نشر الخبر فى الأسبوع الماضى، أن دكتور محمد البرادعى اجتمع ببعض الخبراء والمتخصصين للتناقش معهم فى برنامجه الانتخابى ووضع ترتيب لأهم القضايا التى يجب أن يوليها اهتمامه وتركيزه، فى حال ما أقنع المصريين بوجهة نظره.