اللامركزية.. كيف تتحقق؟

نيوتن الجمعة 18-05-2018 06:29

فى رسالة نشرتها بعمودك تحت عنوان «عشرة أيام بعشر سنوات» تفضل القارئ الفاضل باقتراح، مفاده أن تنتقل الحكومة المركزية من القاهرة بالعمل فى كل محافظة من محافظات مصر لمدة عشرة أيام. وهكذا تجوب كل المحافظات حتى يتم الإنجاز بشكل أفضل.

وأعتقد أن القارئ الفاضل تفضل بهذا الاقتراح من باب أحلام اللامركزية، التى ننادى بها منذ عهود. وعدّد مميزات هذا الاقتراح من وجهة نظره.

وفى رأيى المتواضع أنه بدلا من اللف والدوران. ماذا يستطيع أى شخص أن يفعل فى 10 أيام أو شهر أو شهرين حتى؟ الإجابة لا أحد يستطيع أن يفعل شيئا. فالإنسان لابد أن يعيش فى المكان لفترة قد تطول وقد تقصر لاستيعاب المكان بكل أبعاده ودراسة كل مشاكله.

فتلك العشرة أيام طبعا منها الجمعة والسبت وهى عطل رسمية. إذا فعليا تلك العشرة أيام ما هى إلا 8 أيام عمل. فماذا يستطيع الإنسان أن يفعل فى هذا الزمن القياسى؟

لماذا لا نطرق الموضوع بوضوح. أن تكون هناك شبه حكومات مصغرة فى المحافظات مع كل الصلاحيات. ولنضع عشرة خطوط تحت بند كل الصلاحيات.

أى أن الحكومة المصغرة تأخذ قراراتها كيفما ترى دون الرجوع للحكومة المركزية فى كل صغيرة وكبيرة. مع تخصيص ميزانيات لكل محافظة. والحساب دائما يأتى فى نهاية فترات محددة سنوية أو نصف سنوية. حسب الرؤية السياسية العليا لإدارة ملف اللامركزية.

د. طارق محمود ـ هندسة الأزهر)

نيوتن: أبديت رأيك. رأيى يختلف. فلا عشرة أيام ولا حكومة مصغرة فى كل محافظة. لدينا 27 محافظة. فلنر ما هى المحافظات المؤهلة للإدارة اللامركزية. لنبدأ بمحافظة واحدة. يحددها المتخصصون للانطلاق فيها. لتكن الإسكندرية أو الوادى الجديد. نحدد لها نسبة من الضرائب المحصلة هناك. بالإضافة إلى كامل الضريبة على المبيعات. تضاف إليها عائدات الاستثمار والتصرف فى الأراضى. كل هذا يدخل فى موازنة المحافظة.

لنبدأ بمحافظة. نراقب خطوات التنفيذ فيها. الصواب نعظمه والخطأ نتجنبه فى المحافظات التالية.

سننتهى مثل أمريكا. بها حكومة فيدرالية، لكن هناك حكما ذاتيا للولايات. بالتالى أصبح هناك ولايات لديها فائض مالى. وولايات أخرى تعانى أزمات اقتصادية. ولاية مثل بوسطن تتميز بمستوى عال فى التعليم. فيها جامعات مثل هارفارد وبوسطن كوليدج. وجامعة بوسطن. ونورث ايسترن. وماساتشوستس. وتافتس. وسوفلك. ميتشجان تتميز بالصناعة خصوصاً السيارات فى ديترويت. كاليفورنيا تتميز بالزراعة. تكساس تتميز بصناعات البترول وخدماته.

المحافظات لدينا ستتمدد بعد أن نحسن توزيع المياه. محافظة مثل الوادى الجديد بمساحتها التى تزيد على 440 ألف كيلو متر مربع. هل نعلم أن مساحة إسرائيل (20 ألف كيلو متر مربع) وسنغافورة (7 آلاف كيلو متر) وهونج كونج (2700 كيلو متر). لذلك ليس هناك وجه للمقارنة طبعا. هذا ما قد تحققه اللامركزية.

لا يمكن أن نستمر فى الكلام عن اللامركزية ونحن قابعون فى المربع نفسه. أصبحت «اللامركزية» كلمة بلا معنى. مثل الاشتراكية «كفاية وعدل». ولم نر منها عدلاً أو كفاية.

فى عهد رجل أنجز العبور الاقتصادى. عليه أن يحقق لنا العبور إلى اللامركزية أيضاً.