«برهيم» المنوفية.. تبكى «مكامير الفول»

كتب: هند إبراهيم الجمعة 18-05-2018 05:27

قرية «برهيم»، أو عاصمة تجارة الفول فى مصر، كانت تتميز بانتشار «مكامير الفول» وهى حفرة عميقة فى باطن الأرض وفتحتها من أعلى، قطرها متران وتمتد فى الأرض بعمق ثمانية أمتار، وتتسع من وسطها إلى ثمانية أمتار أيضًا، يلجأ إليها الاهالى لتخزين الفول من العام إلى العام، وتحفظ الفول من التسوس كما تساعد طريقة تخزينه هكذا إلى سرعة نضجه، وتتم أعمال التخزين تتم تحت رعاية مؤسسة كمر الفول بالقرية، وبسبب ارتفاع المياه الجوفية بالقرية تسربت المياه إلى المكامير فتلف الفول وانهارت الصناعة بـ«برهيم».

جمال عبيد، من أهالى القرية، يؤكد أنه منذ الستينيات وتشتهر القرية بوجود مكامير الفول، وكانت على مساحة ٩ أفدنة، و«كان التجار يأتون إلينا من كل أنحاء الجمهورية لتخزين الفول بالقرية، فالمكمورة مثل الثلاجة الطبيعية للفول البلدى وذلك لطبيعة الأرض الجافة فى المنطقة، فتحافظ على جودة الفول فلا يصيبه التسوس، والمكمورة تسع حتى 200 إردب، ويعمل بها نحو 15 عاملا لصب الفول ورفعه وتحميله فى سيارات. وقال محمد كيرة، من عمال المكامير سابقًا، «عملت بها أكثر من ٤٥ سنة برفع الفول ووضعه فى السيارات، وكان أول من أدخل المكامير، أحد الإقطاعيين بالقرية، يدعى «محمد زيد»، كان يمتلك٦٠٠ فدان، وجهز أول مكمورة فى قطعة أرض بمنزله.

وأضاف، لا تتكلف المكمورة سوى الحفر ثم تحتاج لبعض التطهير والتوسعة، وكان التاجر يدفع جنيها ونصف الجنيه لكل إردب، وكان يأتينا التجار من كل المحافظات خاصة البحيرة والصعيد، ويذهب التاجر لمؤسسة كمر الفول، وكانت عبارة عن مبنى تابع للشؤون الاجتماعية، له مجلس إدارة، وتنظم العمل بين العمال والتجار من أصحاب المكامير، وكان بالقرية أكثر من ٢٠٠ مكمورة، يعمل بهم ما يزيد على الـ٣٠٠ عامل، قبل أن تغرق المياه الجوفية هذه الصناعة وتتلف المحصول لتنتهى الفكرة للأبد، حتى لجأ أصحاب الأرض لردمها وبناء مبان سكنية، كما تم هدم مبنى مؤسسة كمر الفول، عام 2009، للتحول إلى مدرسة ابتدائية لأطفال القرية.