يحتضن ملعب بارك أوليمبيك بمدينة ليون الفرنسية المباراة النهائية لمسابقة الدوري الأوروبي والتي ستجمع بين أتلتيكو مدريد الأسباني ومارسيليا الفرنسي في مواجهة مرتقبة مساء اليوم.
ويمتلك الفريقان ذكريات سابقة في نهائي هذه البطولة، ذكريات سعيدة لأتلتيكو مدريد الذي حقق لقب المسابقة سابقًا في مناسبتين (2010 و2012)، بينما تمثل المباراة النهائية في هذه المسابقة ذكريات حزينة للفريق الفرنسي الذي خسر نهائي عام 1999 وعام 2004 (البطولة وقتها كانت بالمسمى القديم، كأس الاتحاد الأوروبي).
ولا توجد دولة هيمنت على هذه المسابقة مثلما هيمنت إسبانيا التي تمكنت فرقها من الوصول للنهائي في 15 مناسبة، وتوجوا بلقب المسابقة في 10 منها، 5 في آخر 10 نسخ من المسابقة (إشبيلية «3»، أتلتيكو مدريد «2»)، ويسعى أتلتيكو مدريد للحصول على تتويجه الثالث في هذه المسابقة ليكون ثاني أكثر الفرق تتويجًا بالمسابقة في تاريخها (خلف أشبيلية البطل في 5 مناسبات سابقة).
وسيكون نهائي اليوم هو النهائي السابع للمدرب دييجو سيميوني في 6 سنوات تولى خلالها قيادة أتلتيكو مدريد، وحقق سيميوني مع أتلتيكو مدريد 4 ألقاب (بطل الدوري الأوروبي 2011-2012، بطل السوبر الأوروبي 2012، بطل كأس أسبانيا 2012-2013، وبطل كأس السوبر الأسباني في عام 2014) لكنه كذلك عانى من مرارة الهزيمة في النهائيات الأوروبية عندما خسر مرتين في نهائي دوري الأبطال لنسختي 2014 و2016.
وتمثل بطولة الدوري الأوروبي جائزة للفرق التي لم تتأهل من المسابقة المحلية لدوري الأبطال في الموسم التالي، وهو الحافز الذي لن يشكل فارقًا لأتلتيكو مدريد الذي ضمن بالفعل التأهل لدوري الأبطال في الموسم القادم من خلال احتلاله المركز الثاني في الدوري الأسباني، لكن ذلك سيمثل اغراءً كبيرًا لفريق مارسيليا الذي يتصارع مع ليون وموناكو في الدوري الفرنسي على المراكز المؤهلة لدوري الأبطال، ويجد الفريق الفرنسي حاليًا نفسه في المركز الرابع وهو ما يهدد حظوظه في المشاركة في دوري الأبطال الموسم القادم، وهو الأمر الذي لن يشكل فارقًا في حال حقق مارسيليا لقب الدوري الأوروبي الذي سيكفل له التواجد في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا الموسم القادم بغض النظر عن المركز الذي سينهي به الدوري الفرنسي هذا الموسم.
ويسعى فريق مارسيليا في استعادة امجاد الماضي عندما كان الفريق قوة أوروبية لا يستهان بها في بداية التسعينيات، عندما وصل الفريق لنهائي الكأس الأوروبية (دوري الأبطال حاليًا) وخسر من ريد ستار بركلات الجزاء، قبل ان يعيد المحاولة مجددًا في نسخة عام 1993 (النسخة الثانية من دوري الأبطال) ويحقق اللقب بالفوز على أي سي ميلان العريق.
وتبعد ذكريات المجد للفريق الفرنسي عن مباراة اليوم بـ25 عام، وهي الذكرى الأكبر في تاريخ النادي والتي لن يضاهيها أي لقب آخر، لكن تحقيق اللقب الليلة سيعيد هذه الذكريات الرائعة، وخصوصًا ان الكرة الفرنسية بشكل عام عجزت عن تحقيق أي مجد أوروبي منذ عام 1996، عندما حقق باريس سان جيرمان لقب مسابقة كأس الكؤوس الأوروبية.