بروفايل: مقتدى الصدر.. سياسى دينى حليف المدنيين والشيوعيين

كتب: عنتر فرحات الأربعاء 16-05-2018 06:34

حقق تحالف «سائرون»، الذى يقوده الزعيم الشيعى العراقى، مقتدى الصدر، مفاجأة مدوية فى الانتخابات التشريعية العراقية، إذ حل التحالف فى المرتبة الأولى من حيث عدد مقاعد البرلمان التى فاز بها، فى تأكيد على رفض العراقيين للطبقة السياسية القديمة، التى أثقلها الفساد رغم النجاح الذى حققه رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى فى الحرب على الإرهاب والقضاء على «داعش»، إلا أنه قائمته «النصر» حلت فى المرتبة الثالثة بعد ائتلاف الصدر، وائتلاف الحشد الشعبى الشيعى الموالى لإيران.

وحل تحالف «سائرون»، الذى يتبنى خطاب مكافحة الفساد، فى المرتبة الأولى فى 6 محافظات من أصل 18، وثانيا فى 4 أخرى إثر الانتخابات، وخاض التحالف المكون من حزب «الاستقامة» التابع للتيار الصدرى والحزب الشيوعى، وقوى مدنية ويسارية أخرى الانتخابات بدعم من الصدر الذى يتمتع بنفوذ كبير فى العراق، وبخاصة عقب الغزو الأمريكى للبلاد عام 2003، وتميزت مواقفه بمعارضة الوجود العسكرى الأمريكى، وشكل ما كان يعرف بـ«جيش المهدى»، ثم تحول إلى «سرايا السلام»، الذى خاض معارك ضد القوات الأمريكية فى النجف والكوت ومدن عراقية أخرى، رغم الانتقادات التى وجهت إلى «جيش المهدى» بالخطف والتعذيب فى ذروة المواجهات الطائفية التى شهدها العراق عامى 2006 و2007، وتوارى الصدر فترة عن الأنظار عام 2006، وسافر لإيران إثر صدور مذكرة اعتقال بحقه، وحل الصدر «جيش المهدى» فى 2008 بعد أن قاد رئيس الوزراء السابق، نورى المالكى، حملة عسكرية ضد الميليشيا، ولكن الصدر عاد وتصالح مع المالكى بعد ذلك، وكان له الفضل فى حصول المالكى على ولاية ثانية عام 2010، وشارك تياره فى حكومة المالكى، وبعد خروج مظاهرات فى الأنبار غربى العراق ضد المالكى فى 2013 دعا الصدر أنصاره لتأييد الاحتجاجات السلمية.

ويعد الصدر واحدا من القادة العراقيين الشيعة القلائل الذين أبقوا على مسافة بينهم وبين إيران، ودعا الحكومة العراقية، العام الماضى، إلى تفكيك قوات الحشد الشعبى.

وخلال العام الماضى، زار الصدر الرياض والإمارات، والتقى كبار المسؤولين السعوديين، ثم عرض الوساطة للتقريب بين إيران والمملكة، والصدر الابن الرابع للزعيم الشيعى محمد محمد صادق الصدر، الذى هاجم الرئيس العراقى الراحل صدام حسين وحزب البعث الحاكم.