سناء الديجانى: لم أنسَ منزلنا فى يافا.. وعبدالناصر عاملنا كمصريين

كتب: مروان ماهر الأربعاء 16-05-2018 06:34

يوم 28 إبريل عام 1948 أتذكره جيدا.. كنت فى الـ8 من عمرى، ألهو مع أشقائى البالغ عددهم 6 وأنا أوسطهم فى منزل، فى مدينة يافا، يومها كنا نعلم أن هناك حربا لكن لصغر سننا لم نكن نعلم ما يحدث بالضبط، فجأة سمعنا صوت قنابل على الساحل القريب من منزلنا، بهذه الكلمات بدأت سناء الديجانى زوجة المفكر المؤرخ الكبير أحمد صدقى الديجانى، أحد مؤسسى منظمة التحرير الفلسطينية- حديثها.

وتابعت الديجانى سرد قصتها فى ذكرى النكبة لـ«المصرى اليوم»: «والدى كان فى العمل وعاد لأن الضرب كان قريبا من عمله، وعندما ذهب للمنزل كنا خائفين واختبأنا فى بيارة المنزل حتى سمعت والدى يقول لوالدتى ما العمل؟ أين نذهب؟ وما إن اشتد الضرب حتى أخذنا، وذهب بنا إلى بيت آخر للعائلة شرق يافا، دون أن نحمل أى شىء معنا».

وأضافت: اشتد الضرب على جميع أنحاء يافا حتى افترقت العائلة، منهم من ذهب لغزة ومنهم للضفة ومنهم لشمال فلسطين المحتلة حتى استأجر أبى سيارة، مثل آلاف اللاجئين الفلسطينيين، وفى طريقنا إلى القدس حتى نصل إلى الأردن طارد الصهاينة كل فلسطينى، قبل أن نصل للقدس، وكان معنا مزارع كان يعرف الطريق جيدا وخبأنا بإحدى البيارات التى وجدناها أمامنا.

واستكملت الديجانى قصتها: وصلنا على حدود القدس وكان اليهود لم يصلوا بعد، والرجل الزارع كان يعرف الطريق جيدا من وسط البيارات والجبال، وحين وصلنا استقللنا إحدى الشاحنات الكبيرة كما كان يفعل أغلب اللاجئين من النساء والأطفال وكبار السن متجهين إلى الأردن مودعين فلسطين التى لم نرها بعد ذلك، وأوضحت أن قرارهم كان الخروج من كل فلسطين، لأنهم كانوا يعتقدون أن عصابات الصهاينة سيصلون لكل فلسطين وليس حدود 48 فقط، فرحلوا إلى الأردن.

وقالت إنهم حال وصولهم الأردن ذهبوا إلى المساجد والكنائس، لأنهم لم يجدوا أماكن حتى يجدوا منازل يعيشوا فيها، دون أن يعلموا ما هو مصيرهم المجهول، وبعد أن استأجر والدها منزلا فى مدينة إربد شمال الأردن ومكثوا لفترة به، ذهبوا إلى لبنان وعاشوا فى بيروت بضع سنوات وهناك تزوجها نجل عمها أحمد صدقى الدجانى، وذهبا إلى ليبيا.

وبعد 4 سنوات وصلت القاهرة فى الستينيات، وتسرد الديجانى أن فترة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كانت من أروع فترات حياتها قائلة: كنت أشعر أنى فى بلدى، وكان يعطينا حقوقا كما لو كنا مصريين وقتها.

والمثير فى الأمر أن الديجانى حصلت على الجنسية المصرية والأردنية التى أعطيت لبعض الفلسطينيين بعد النكبة، ولكنها لم تحمل الآن الجنسية الفلسطينية، لأنها كانت من حملة الوثائق الفلسطينية التى تصدر من الدول العربية للاجئين الفلسطينيين والتى تسحب منهم مجرد حصولهم على أى جنسية، واختتمت قولها: أجلس دائما فى مقر اتحاد المرأة الفلسطينية فى رمسيس، حيث عملى حتى أشعر بأننى مازالت فلسطينية.