تتجه أنظار العالم مساء اليوم الأحد صوب ملعب كامب نو، معقل برشلونة، لمشاهدة كلاسيكو الكرة الإسبانية بين برشلونة ريـال مدريد ضمن الجولة 36 من الليجا الإسبانية.
وعلى الرغم من أن سباق الدوري قد حُسم رسميًا لصالح العملاق الكتالوني الذي يتربع حاليًا على قمة الترتيب برصيد 86 نقطة وبفارق 11 نقطة عن أقرب ملاحقيه، إلا أن الطابع الحاد والشرس والعدائية والتنافسية الرهيبة بين الفريقين ستظل هي حالة هذا اللقاء الذي يجمع بين بطل المسابقة وصاحب المركز الثالث (برصيد 71 نقطة).
برشلونة، بطل الثنائية (الدوري وكأس الملك) يسعى لتتويج موسمه المتميز محليًا بتحقيق انتصار على ضيفه وخصمه الأعنف والأبرز في التاريخ، ولن يكون هناك أفضل وأجمل لجماهير العملاق الكتالوني من تحقيق انتصار كبير على خصمه الليلة، والذي خسر كل فرص التتويج المحلي ويجد نفسه بعيدًا بـ15 نقطة عن البطل.
وبالرغم من الإخفاق المحلي إلا أن فريق ريـال مدريد يدخل هذه المباراة وهو مُنتشي بوصوله لنهائي ثالث على التوالي ورابع في آخر 5 مواسم في دوري الأبطال، وهو الرقم المُذهل لفريق في عهد الأبطال، وهي البطولة التي يضع عليها النادي نصب عينيه لإنقاذ موسم مخيب جدًا محليًا شهد خسارة الفريق للقبه في مسابقة الدوري، وخروج مبكر معتاد من مسابقة الكأس على يد فريق صغير (ليجانيس).
ويقترب برشلونة من رقم قياسي مميز، عندما يواجه غريمه الليلة، وهو محاولة التتويج بلقب الدوري دون أي هزيمة (34 مباراة بدون هزيمة حتى الآن)، وهو رقم لم يحدث في تاريخ الدوري الإسباني منذ عام 1932، عندما توج ريـال مدريد باللقب دون هزيمة، وكان وقتها الموسم عبارة عن 18 مباراة فقط.
ويتسلح ريال مدريد في هذه المباراة بسجل مدربه الفرنسي زين الدين زيدان الذي لم يخسر أي مباراة في معقل برشلونة في الدوري (لعب 2، فاز في 1 وتعادل في 1)، ويمتلك برشلونة بشكل عام سجل غير جيد في معقله ضد الملكي المدريد، حيث فاز الفريق في 3 من اخر 11 مباراة بين الفريقين في كامب نو (في مختلف البطولات)، على الرغم من أن برشلونة فاز بلقب الدوري في 7 مناسبات من بين اخر 10 مواسم للمسابقة.
وكعادة الكلاسيكو في العقد الحالي، فستكون المواجهة الأكثر ترقبًا في هذه المباراة بين نجمي كرة القدم، ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. فالأول يحتل صدارة هدافي المسابقة برصيد 32 هدف، ويسير في طريقه للتويج بلقب هداف المسابقة للمرة الخامسة في مسيرته. بينما رونالدو في رصيده 24 هدف، وعلى الرغم من ان البرتغالي لا يعيش افضل مواسمه التهديفية في الليجا هذا الموسم، إلا أنه قد سجل 16 من اهدافه ال24 في اخر 8 مباريات في الدوري، وهو ما يعكس بدايته السيئة للموسم والتي كان لها اثر كبير على مردود ونتائج فريقه المتراجعة على المستوى المحلي.
ميسي هو الهداف التاريخي للكلاسيكو ب25 هدف في 37 مباراة، بينما رونالدو في جعبته 17 هدف في 29 كلاسيكو، اخر 5 منهم سُجلوا في ملعب مباراة اليوم.
ومع تتويج برشلونة بلقب الدوري في الجولة الماضية (بالفوز على ديبورتيفو لاكورونيا)، فكان من المنتظر أن يحظى الفريق بممر شرفي من خصمه التالي في الدوري تكريمًا للفريق على تتويجه بلقب المسابقة، وهو تقليد معتاد ما بين أندية الدوري الإسباني، لكن العلاقة المتوترة بين الناديين جعلت الحديث عن الممر الشرفي هو الأبرز قبل المواجهة، بل من قبل هذه المواجهة بعدة أسابيع عندما أظهرت الحسابات أن برشلونة قد يتوج بلقب الدوري قبل الكلاسيكو (وهو ما تم بالفعل)، وزاد الأمر إثارة بإعلان زين الدين زيدان مدرب ريـال مدريد رفض الفريق عمل ممر شرفي لبطل الدوري، والسبب هو رفض برشلونة عمل ممر شرفي لريـال مدريد في ديسمبر الماضي، بعد أن توج الفريق بلقب كأس العالم للأندية بزعم أن النادي الكتالوني لم يكن مشاركًا في البطولة، وهو ما لم يعجب المدرب الفرنسي الذي قال إن هذا غير صحيح لأن مشاركة ريـال مدريد في البطولة جاء نتيجة فوز الفريق بدوري الأبطال، وهي المسابقة التي يشارك فيها برشلونة أيضًا.
صحيفة آس الإسبانية قالت إنه قد يكون هناك ممر شرفي ولكن لسبب آخر، وهو لمنح التحية والتكريم لنجم برشلونة والكرة الإسبانية، أندريس إنييستا، الذي سيلعب اليوم الكلاسيكو الأخير له بعد إعلانه مغادرة صفوف برشلونة هذا الصيف مع نهاية عقده.
وسيكون ظهور إنييستا اليوم هو الظهور رقم 38 له في الكلاسيكو، وفي رصيده 16 انتصار و3 اهداف، ومن المتوقع أن يكون الممر الشرفي مكون من لاعبي الفريقين.