أكد دبلوماسى مصري مسؤول، أن الجولة الخليجية التي قام بها الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، مؤخراً، وشملت قطر، والسعودية، والكويت، « لها نتائج ممتازة وجيدة»، وأوضح أنها ساهمت في طمأنة دول الخليج بشأن الأوضاع فى مصر.
وقال السفير محمد قاسم، مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية، في تصريحات صحفية، السبت: لمسنا من المسؤولين في الدول التى زرناها اهتماماً واضحاً باستقرار الأوضاع في مصر، مشيراً إلى أن أنهم متعجلون لعودة الاستقرار في مصر، حتى تتضاعف الاستثمارات الخليجية فيها.
وحول تأثير زيارة شرف إلى قطر على إزالة الغيوم السياسية بين البلدين، قال قاسم، إن هذه الزيارة أحدثت زخماً إيجابياً في علاقات القاهرة والدوحة ،لافتاً إلى أنه من المقرر قيام أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، بزيارة مصر قريباً.
وذكر السفير محمد قاسم، أن ولي العهد القطري، الشيخ تميم بن حمد آل ثان، أشاد خلال لقائه مع الدكتور شرف، بالدور المصري فى إتمام وإنجاح المصالحة الفلسطينية، وقال: استمعنا من المسؤولين القطريين عن رغبتهم القوية في أن تعود مصر لتقود الملفات العربية، كما أكدوا لنا أن غياب مصر عن حل الكثير من المشاكل العربية أدى إلى ما وصلت إليه العلاقات المصرية العربية مؤخراً.
وردا على سؤال حول إمكانية سحب قطر مرشحها لأمانة الجامعة العربية ، اكتفى قاسم بالقول: «من السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع».
وأكد مساعد وزير الخارجية، أن الوفد المصري استمع من الدول التي زارها إلى رسالة واحدة وهى «نعلم أن مصر مشغولة بمشاكلها الداخلية، لكن نرجو ألا تغيبوا علينا كثيراً».
وشدد على أن جولة رئيس الوزراء، الخليجية، أكدت خصوصية العلاقات التي تربط مصر ودول الخليج، منوها إلى أن الهدف من الجولة كان إعطاء تطمينات للمستثمرين الخليجيين بأن الأوضاع في مصر أصبحت مستقرة، وأنه لا توجد أي تخوفات على استمرار استثماراتهم، بالإضافة إلى طمأنة دول الخليج بأن ثورة 25 يناير هى «ثورة مصرية خالصة» ولا تهدف إلى تصدير نفسها إلى دول أخرى، وأن هذه الثورة قامت نتيجة لتراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتهدف إلى إصلاح مصر وإعادتها لدورها الطبيعي فى المنطقة بما يصب فى صالح جميع الدول، مضيفا: «وهي الرسالة التي نجح الدكتور شرف والوفد المرافق له في إيصالها إلى الدول الثلاث التي زارها».
وذكر قاسم أن الثورة المصرية أحدثت نقلة نوعية في شكل مصر الخارجي وعلاقاتها بدول العالم المختلفة.
فى سياق متصل قال أسامة صالح، رئيس الهيئة العامة للاستثمار، إنه تم الاتفاق خلال جولة رئيس الوزراء، على أن تساهم الحكومة الكويتية بـ120 مليون جنيه لدعم صندوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة الذي أسسته الهيئة برأسمال مليار جنيه.
وأضاف صالح في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم» خلال وجوده فى الكويت ضمن الوفد المرافق لشرف، أن المساهمة الكويتية في الصندوق من شأنها تدعيم موارده المالية، مشيراً إلى أنه من الوارد أن تزيد هذه المساهمة من الجانب الكويتي خلال زيارة عدد من مسؤوليها إلى مصر الشهر المقبل.
وأكد أن هذا الصندوق سيعمل بالإضافة إلى الصندوق الآخر للمشروعات الصغيرة والمتوسطة الذي تم الإعلان عنه خلال القمة الاقتصادية في الكويت، والذي يبلغ رأسماله مليار دولار،لافتاً إلى أن الحكومة تضع آمالاً كبيرة على زيادة المشروعات الصغيرة والمتوسطة خلال الفترة المقبلة والتي من شأنها القضاء على مشكلة البطالة.
وذكر رئيس الهيئة العامة للاستثمار، أنه تم خلال الجولة بحث مشاكل بعض الشركات العاملة في مصر، والتي لديها مخاوف من ملاحقات قضائية لها جراء بعض العقود المبرمة معها، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء طمأنهم خلال الزيارة بأن الحكومة المصرية حريصة على استثماراتهم في مصر.
وأكد أن الزيارة حققت نتائج إيجابية فيما يتعلق بدعم الدول الخليجية للاقتصاد المصري من خلال بعض القروض التي سيتم الاتفاق عليها في المرحلة المقبلة، إضافة إلى عرض عدد من المشروعات الكبرى في مجالات البنية التحتية والإنشاءات .