تحدث معمر القذافي بلهجة تصالحية، فجر السبت، قائلا إنه مستعد لوقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات شريطة أن يوقف حلف شمال الأطلسي طائراته.
وقال القذافي في كلمة على الهواء في التلفزيون الليبي، بدأت في الساعات الأولى من صباح السبت واستمرت 80 دقيقة، إنه لا ينوى التنحي أو مغادرة البلاد وإنه بإمكان الليبيين حل خلافاتهم إذا توقفت غارات حلف الأطلسي.
وقال: «ليبيا ترحب بوقف إطلاق النار وأعلنت موقفها أكثر من مرة ومستعدة في هذه اللحظة لوقف إطلاق النار من طرفها، ولكن لا يمكن وقف إطلاق النار من جانب واحد.. نتحداكم أن يلتزم الإرهابيون بوقف إطلاق النار».
وأضاف: «نحن أول من وافق على وقف إطلاق النار ولكن هل وقف الهجوم الجوي الصليبي ..لم يتوقف».
وتقاتل جماعات الثوار ذات التسليح والتدريب الضعيفين منذ منتصف فبراير لإنهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاماً، وتقول قوات حلف شمال الأطلسي إن قرار الأمم المتحدة يسمح لها بمهاجمة المواقع الحكومية لحماية المدنيين ولكن هذا الدعم لم يؤد إلى السقوط السريع للقذافي مثلما توقع البعض.
وقال القذافي إن غارات حلف شمال الأطلسي والدوريات البحرية تجاوزت تفويض الأمم المتحدة، وحث روسيا والصين والدول الأفريقية واللاتينية الصديقة على حث مجلس الأمن الدولي على تبني نظرة جديدة في القرار.
وأضاف أن الغارات والعقوبات تؤثر على المدنيين وتدمر البنية الأساسية للبلاد.
وفي تناقض ملحوظ مع كلماته السابقة والتي وصف فيها المعارضين بأنهم «جرذان» ووعد بتعقبهم في كل دار، حث القذافي المعارضين على إلقاء سلاحهم وقال إنه يجب ألا يقاتل الليبيون بعضهم.
وأضاف: «بالنسبة لنا نحن الليبيين لا نقاتل بعض نحن عائلة واحدة»، وأنحى باللائمة على مرتزقة وأجانب.
ونفى القذافي شن هجمات شاملة على المدنيين وتحدى حلف شمال الأطلسي أن يجد له الألف شخص الذين قتلوا في الحرب.
وقال القذافي إن ليبيا لم تهاجمهم ولم تعبر البحر فلماذا يهاجمونها، مضيفاً: «تعالوا نتفاوض إحنا وإياكم أنتم معتدون، المشكلة ثنائية بيننا وبينكم لماذا اعتديتم علينا؟».
ولكنه قال إذا لم تكن دول حلف الاطلسي مهتمة بالمحادثات فإن الشعب الليبي لن يستسلم ومستعد للموت وهو يقاوم ما وصفها بالهجمات «الإرهابية»، محذراً حلف شمال الأطلسي من أن قواته ستموت إذا غزا ليبيا برا.
وقال القذافي: «إما حرية أو مجد أو شهادة، لا استسلام»، مؤكداً أن لا أحد يملك الحق في إجباره على الرحيل، وأضاف: «بلادي ما نتركها وبندقيتي في يدي للدفاع عن بلادي.. بلادي ما حد يجبرني على تركها».
وقال التلفزيون إنه بعد انتهاء القذافي من كلمته «تم قصف مبنى مجاور لإذاعة الجماهيرية اثناء بث كلمة قائد الثورة على (القناة الليبية) مباشرة وهذا يدل على نية مبيتة لاستهداف شخص قائد الثورة».