مكاسب وخسائر القمة الكروية

ياسر أيوب السبت 28-04-2018 10:59

لا تكتفى كرة القدم فقط بتلك النتيجة التى تحددها أهداف كل مباراة.. وتبقى هناك دائما نتائج أخرى سواء كانت مكاسب أو خسائر.. وفى مباراة القمة الكروية أمس الأول، كانت هناك مكاسب وخسائر كثيرة سواء للأهلى أو للزمالك.. وقبل أى حديث عن ذلك لابد من التوقف أولا لتهنئة الزمالك وجماهيره ولاعبيه ومسؤوليه بعد فوزٍ على الأهلى استحقه الزمالك نتيجة جهد وتنظيم وإصرار وإرادة ورغبة فى تحقيق هذا الفوز.. وإذا كان هذا الفوز هو النتيجة الرقمية المباشرة للقمة.. وستبقى قمة حقيقية بحكم التاريخ والمكانة والشعبية أيا كانت نتيجتها.. فإن المكاسب الأخرى أو خسائر هذه القمة ستبقى تستحق الالتفات إليها والتوقف أمامها.. فخسارة الأهلى لهذه المباراة كانت مكسبا حقيقيا وضروريا، لأن الأهلى كان يحتاج لهذه الصدمة قبل أن يبدأ مشواره الأفريقى.. فالأهلى محليا عاش طيلة الفترة الماضية والجميع يشيدون بنتائجه وتميزه وقوته وقدرته.. وكان الجميع صادقين فى ذلك.. لكن ذلك فى النهاية يؤدى تلقائيا لحالة استرخاء وثقة مبالغ فيها حتى تأتى مواجهة حقيقية صعبة تصبح هى لحظة سداد ثمن هذا الاسترخاء.. وقد كان من الممكن أن تكون مواجهة الترجى فى المشوار الأفريقى هى الثمن.. وبصرف النظر عن جماهير للأهلى قررت أن الحكم وعنف لاعبى الزمالك كانا السبب فى خسارة فريقهم.. فقد كان منتهى الحكمة أن يعترف الأهلى إداريا وفنيا بهذه الخسارة التى كانت خسارة مباراة قمة وليست بطولة أو لقبا.. وأن يعترف الأهلى أيضا بأخطاء لابد من تصحيحها وأوضاع لابد من مراجعتها.. فقد أدركت إدارة الأهلى أنها لو قامت بتعليق الخسارة على شماعة التحكيم وأى شماعة أخرى خارج الأهلى.. فسيعنى ذلك تضييع مكسب الأهلى الحقيقى من خسارة هذه القمة.. لأنه حين تجتهد أى إدارة فى البحث عن مبررات وأسباب خارجية للخسارة تقدمها للاعبيها، فهذه الإدارة بهذا الفكر تمنع لاعبيها من مراجعة أنفسهم والبحث عن أخطائهم ونقاط ضعفهم.. والزمالك أيضا كانت له مكاسبه فى هذه القمة غير المكسب المباشر بحساب الأهداف، منها استعادة الروح والثقة، وإثبات أن كل ما جرى مؤخرا كان عارضا استثنائيا لا يمكن أن يدوم ويبقى.. ومثلما حافظت إدارة الأهلى على مكسبها بالمصارحة وعدم البحث عن أى شماعات ومبررات.. فلابد أن تحافظ إدارة الزمالك على مكسبها أيضا وتتعامل مع ما جرى باعتباره بداية التصحيح وليس النهاية التى لابد معها من الاحتفال.. وسيخسر المنتخب القومى لو لم يستوعب ما جرى فى هذه القمة ويدرك مسؤولوه أنه مع استثناءات قليلة جدا يسهل أن يفقد اللاعب المصرى اتزانه الفنى والنفسى أمام أى توتر أو ضغط.. فالعنف الهائل الذى شهدته هذه القمة لم يكن سببه عداء شخصيا ورغبة فى الضرر والأذى.. لكنه الارتباك عند التعرض لضغوط هائلة يضيع بسببها التركيز أولا.. ثم تضيع أيضا أى قدرات وإمكانات فنية.. وهو أمر يمكن أن يحدث أثناء المونديال إن لم يتم إعداد المنتخب نفسيا لمواجهة أى ضغوط.