شدد الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، على أن مصر لا تزال تتبوأ موقع الريادة فيما يتعلق بتنظيم معارض الكتاب، وقال إن الهيئة لا تملك الحق قانوناً فى مصادرة أو مراجعة محتوى كتب «معرض الكتاب» ولا منعها.
وأضاف رئيس الهيئة، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن السياسة الجديدة للهيئة ووزارة الثقافة، تتبنى سياسة التنسيق والتناغم، خاصة منذ تولى الدكتورة إيناس عبدالدايم وزارة الثقافة. وتابع «الحاج»: «تجديد الخطاب الدينى هدف رئيسى بين أهداف الوزارة، ونحن نواجه الأفكار المتطرفة فى مهدها من خلال الاهتمام بثقافة الطفل، لأن مواجهة الفكر المتطرف ليست مواجهة أمنية فقط».. وإلى نص الحوار:
■ فى البداية.. فى سياق الدعوة الملحة فى تجديد الخطاب الدينى.. ما دور الهيئة ومشاركاتها فى هذا السياق؟
- مبدئيا المجلس الأعلى للثقافة يضع الخطط الاستراتيجية للوزارة وهيئة الكتاب هى ذراع الهيئة باتجاه النشر وهيئة قصور الثقافة ذراع الوزارة فى الأقاليم وأكاديمية الفنون هى ذراع الوزارة المكلف بتأهيل الكوادر وهكذا.
والوزارة تعمل ما عليها، وهيئة الكتاب هى المنفذ لخطة الوزارة باتجاه النشر، وهذا مبدئيا والوزارة منذ تولتها الدكتورة إيناس عبدالدايم، أكدت أهمية توحيد وتضافر طاقات وجهود مؤسسات الوزارة وأن نعمل فى تعاون متناغم لتنفيذ رؤيتنا الأساسية دون سياسة الجزر المنعزلة.
وتجديد الخطاب الدينى هدف رئيسى بين أهداف الوزارة، ونحن نطبع الكتب ونقيم معارض الكتب ترويجا لفكرة القراءة وعلى هامش المعارض نقيم الندوات التى تحقق المهمة الأساسية وتتوافق مع فكرة نشر الثقافة التنويرية وكما لاحظت أيضا أنه فى معرض الكتاب أننا ضاعفنا كثيرا من كتب ونشاطات الإبداع للأطفال بغية مواجهة الأفكار الرجعية فى مهدها.
■ هذا يدفعنا للسؤال عن نشر كتب الأطفال للهيئة وحصة اهتمام الهيئة بالأطفال.. وهل نسقت مع كتاب أدب الأطفال ونسقت معهم فى سياق نشر كتب للأطفال فى مكتبة الأسرة؟
- أولا أحيطك علما بأن ضمن كتب مكتبة الأسرة ما يقرب من 30% إلى 40% كتب للأطفال كما أننى أتواصل مع فاطمة المعدول ويعقوب الشارونى وسماح أبو بكر عزت فى حوار دائم وتم ضم «سماح» لمكتبة الأسرة للجنة أدب الطفل هناك عناوين كثيرة فى أدب الطفل مثل ماذا أفعل حيال انشغال والدى وحيال نقص المصروف ونقيم أنشطة للطفل وعندى أمل فى زيادة العناوين الصادرة من مكتبة الأسرة وعندى أمل أن كتب مثل هذه تتعامل معها وتدعمها وزارة التعليم وتعممها على المدارس ولعلنى أنتهز الفرصة للمطالبة بإعادة نظر فى الكتاب المدرسى بما يتوافق مع المستجدات وحتى نستحث الملكات الإبداعية لدى الطفل مع العلم بأن هناك جوانب أخرى يجب الالتفات إليها فى التعليم الابتدائى.
■ قيل إن معرض الكتاب السابق ضم بعض الكتب التى تدعو للتطرف.. ما مدى صحة ذلك وما الذى يتعين أن تقوم به الهيئة فى مواجهة وفرز الكتب المشاركة فى المعرض؟
- بالطبع لم يكن عندى علم بهذا، لكن الأمور لا تسير على هذا النحو فهناك جملة مقتضيات ننطلق منها فمساحة معرض الكتاب 55 ألف متر مربع وهناك رقم مهول للكتب ودور النشر وليس لدينا حق قانونى لمراجعة المحتوى ولا منعه فهناك جناح لشرطة المصنفات الفنية داخل المعرض أخبرها بالأمر وهى تتولى مسؤولية المنع إذا ثبت أن الكتاب يمثل تعدياً على الحقوق الفكرية أو أنها تبث سموماً فكرية وقد يدفعنى الأمر لإغلاق الجناح الذى يبع هذه الكتب وقد حدث هذا مع جناح كان يبيع كتباً مزورة.
■ ما الجديد الذى أضفته على المعرض السابق؟
- مضاعفة الاهتمام بالأطفال وكتب وأنشطة الأطفال مما يعوض غياب معرض كتاب الطفل فخصصنا جناح كامل اشترك فيه ناشرو كتب الأطفال وثلاث أماكن لأنشطة وفاعليات الأطفال ورؤيتى أن يجئ معرض كتاب الطفل فى سياق فاعليات معرض الكتاب لأن هذا يكفل له نسبة تردد عالية عليه، ومن الإضافات أيضا الاحتفاء بالرموز بإطلاق أسمائهم على أجنحة وقاعات وتنظيم ندوات حول مسيرتهم.
■ هناك كتب مهمة صدرت منذ رئاسة سهير القلماوى حتى سمير سرحان مثل قصة الحضارة والموسوعة الجغرافية وسلسلة ثروت عكاشة وكتاب وصف مصر وحوليات شفيق باشا وغير ذلك ونبحث عنها فنجد بعض أجزائها غير موجودة أو جميعها ليس موجوداً؟
- أنا أفكر بمنطق مختلف وطريقة مختلفة فأنا أخطط لنشرها إلكترونيا لأنها كتب كبيرة وستكون نفقة إصدارها عالية جدا وهذا سيكون متاحا بشكل مجانى لأنها لاتحتاج لتكاليف طبع.
■ نشر بعض كتب الهيئة من الكتب القديمة خلال مواقع اليكترونية ألا يمثل جورا على الحقوق الفكرية والمالية للهيئة؟
- ما دامت كتب قديمة ومن التراث القديم أو أمهات الكتب التابعة للهيئة فلا يمثل ذلك جورا بل يمثل نشرا للمعرفة بل أرى تلك المواقع شريكا فى رسالتنا ونحن من جانبنا نقوم بنشر مجلات الهيئة على الموقع الإليكترونى للهيئة وحاليا هناك بروتوكول مع دار الكتب لنشر الدوريات القديمة مرقمنة.
■ لكن ما معيار النشر فى الهيئة.. وما هى الكتب التى تقبل نشرها أو ترفضها؟
- لا يمكننى رفض كاتب يمثل قامة كبيرة واسم كبير فى مجاله مثل الدكاترة جابر عصفور ومحمد عبد المطلب وصلاح فضل أما الكتب المقدمة فى عمومها فأنا أحولها لإدارة نشر حيث المتخصصين فى مجال على حدة ومعيار الجودة هو الفيصل الأول.
■ وماذا عن كتب الفكر الدينى؟
- أى كتب متعلقة بالشأن الدينى نحولها إلى الجهة المختصة وهو الأزهر الشريف خاصة إذا كانت فى الفقه أو التفسير أو الحديث.
ماذا عن إعادة نشر رواد الأدب والفكر أمثال العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم ويحيى حقى وغيرهم؟
- بالطبع هذا لم يفتنى وبدأت بالفعل هذا المشروع فأعدت نشر الكثير من أعمالهم فى مشروع مكتبة الأسرة وأذكر من هذا الفتنة الكبرى لطه حسين وقنديل أم هاشم وغيرهما وكنت مهتما بسلسلة إقرأ التى تصدر عن دار المعارف وأعدنا نشر بعض عناوين سلسلة إقرأ القديمة بسعر زهيد وهذا مشروع ننطلق به لفئة الشباب أيضا وأجهز لمشروع كتاب صغير بثلاث جنيهات لعتبات المعرفة الكبرى تضم تعريفا مبسطا للفلسفة والسياسة والعلمانية والفن بلغة بسيطة.
■ ألا ترى أن الثقافة الجماهيرية فارقت فلسفة تأسيسها والمتلخصة فى أنها ثقافة للجماهير وصارت مهمومة بشأن آخر هو دور مماثل لهيئة الكتاب فى النشر بل إننا نجد فيها سلاسل تراثية فى سلسلة الزخائر؟
- هناك مؤشر على تحول أداء هيئة قصور الثقافة من حيث التعاون ويربطنا تنسيق يجعل أنشطتنا متوافقة وأراه تحولا إيجابيا والمزيد من التنسيق المثمر بيننا باعتبارنا نتبع وزارة واحدة رسالتها معرفية.
■ ما تقييمك لأداء مؤسسات الدولة فى مواجهة الأفكار التكفيرية؟
- لا تورطنى فى تقييمات لمؤسسات فليس ذلك من اختصاصى ولكننى أقول لك وبشكل عام ليس بالضرورة تكون مواجهة التطرف بأفكار مباشرة وإنما أنا مع مواجهة الإرهاب بالإبداع وأى فكرة تحض على الإبداع أو تغرس قيما جمالية هى تجديد للفكر عموما لدى الأطفال والشباب هى فى حد ذاتها مواجهة غير مباشرة لفكرة التطرف لكنها أكثر فاعلية واستمرارية، ونحن مؤمنون أن مواجهة الأفكار المتطرفة لا تكون من خلال المواجهة المباشرة.
■ طرحت فكرة أن تكون شخصية معرض الكتاب فى طنطا أحمد خالد توفيق.
نعم.
■ لكنه لم يتردد ولو مرة واحدة فى أى من دورات معرض الكتاب؟
- كنت قد دعوته ولكنه اعتذر لأسباب صحية.
■ هل ترى الراحل أحمد خالد توفيق كاتبا فذا وعلى ذلك خصصت دورة باسمه فى طنطا؟
- هذا أمر متروك للنقاد لكنه كاتب يستهوى قطاع كبير من الشباب.
■ ولو قيمته نقديا؟
- هذا أمر متروك للنقاد.
■ ألغيت عمل طارق الجمال مدير المعارض وعزلت فاطمة خضير مدير عام الشؤون المالية.. هل ذلك كان اعتراض على أدائهما؟
- السبب الوحيد هو أننى أكون فريق عمل جديد استعدادا لليوبيل الذهبى لمعرض الكتاب.
■ ما الحقيقة وراء كتاب جواسيس الجيل الرابع للكاتبة حنان أبو ماضى والذى قيل إنه يسئ للمرأة الليبية فقد أشيع أنه تم منعه من معرض الكتاب السابق؟
- جاءتنى إفادة من جهة ليبية أنه موجود فى المعرض وبتقصى الأمر لم نجده ويبدو أن دار نشره استشعرت امكانية إحداثه أزمة ولو كنا وجدناه معروضا لدفعنا به لشرطة المصنفات وهى المعنية بمثل هذه الأمور.
■ نريد أن نقف على معايير ودوافع إصدار الأعمال الكاملة وهو تقليد تتبعه الهيئة هل كل من أصدرتم أعمالهم الكاملة يمثلون قامات أدبية؟
- سلسلة الأعمال الكاملة تقليد موجود فى هيئة الكتاب قبل مجيئى رئيسا لها وهناك لجنة مسؤولة عن هذا المشروع وهى اللجنة العليا للنشر أوقفت المشروع بشكل مؤقت لعدة أسباب منها السبب المالى كما أن التوزيع محدود لأن حركة توزيع الكتاب الكبير أصبحت محدودة حتى أننى حين فكرت فى إصدارالأعمال الكاملة للشاعر سيد حجاب أصدرناها فى دواوين صغيرة وكذلك الشاعر المجدد صلاح عبد الصبور وقد بدأنا مشروع الأعمال الكاملة للشاعر محمد عفيفى مطر والأبنودى.
■ ما المكانة العربية والعالمية التى يحتلها معرض القاهرة الدولى للكتاب.. وما صحة ما يتردد عن أن معارض عربية تتفوق عليه؟
- لم تتفوق علينا معارض عربية بعد ويظل معرض القاهرة الدولى للكتاب هو الأكثر زخما والأعرق والأكثر تنوعا والأكثرمن حيث عدد المترددين عليه الذين زادوا عن أربعة ملايين زائر وهذا لم يتحقق لأى معرض فى العالم ولذلك تتزايد العروض علينا للمشاركة فى معارض أخرى والمشاركة العربية والأجنبية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب شرف لها وتدريجيا نعالج أى أوجه نقص أو قصور توجد فى المعرض.
■ المشاركون بالأنشطة يشكون من أسعار إيجارات مواقع العرض العالية وأيضا من أسعار الكتب؟
- من الطبيعى أنهم يشكون لكن أسعارنا ليست عالية قياسا بالمعارض العربية والعالمية.
■ هل تستقبل مصر بنفس الثقل فى المعارض العربية للكتاب؟
- بالتأكيد والدليل على ذلك أن الدعوات للمشاركة كضيف شرف فى المعارض العربية تتزايد يوماً بعد يوم.
■ وماذا عن مشاركة مصر فى معارض الكتاب الدولية فى أوروبا مثلاً؟
- قليل لسبب اقتصادى بالأساس ونرحب بالمشاركة التى تعمد فكرة التبادل نأخذ جناح 18 متر مثلاً نعطى هنا جناح بنفس المساحة والقيمة، لكن المعارض التى لا تعتمد فكرة التبادل ولا نرحب بكثير منها خاصة بسبب التكلفة المالية الباهظة فى التأجير ففى معرض باريس مثلا تكلفة الجناح الـ9 متر 18ألف يورو عن خمسة أيام وهو مبلغ كبير بالنسبة لنا.
■ لكنكم تشاركون فى معرض فرانكفورت؟
نعم نذهب وندفع 12 ألف يورو للجناح الذى يقع فى 18 مترا لسبب أنه يتضمن اجتماعا يضم مديرى معارض الكتاب فى العالم وهذا يضمن الصفة الدولية لمعرض الكتاب فى القاهرة.