دفع إبراهيم غندور، منصبه كوزير لخارجية السودان، ثمنا، لشكواه من عدم صرف رجال وزارته رواتبهم منذ عدة شهور بسبب أزمة الدولار.
وأقال الرئيس السودانى عمر البشير، مساء أمس الأول، وزير خارجيته إبراهيم غندور، الذى قال أمام البرلمان، الأربعاء الماضى، إن الدبلوماسيين السودانيين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر نتيجة نقص السيولة لدى الحكومة.
وأضاف: «منذ أشهر لم يتقاض الدبلوماسيون رواتبهم، وهناك تأخير فى سداد إيجارات مقار البعثات الدبلوماسية» دون أن يحددها.
وأكد، فى تصريحات، أنه اتصل بمحافظ البنك المركزى السودانى، لسداد رواتب الدبلوماسيين لكنه فشل فى الحصول على الأموال اللازمة لذلك، موضحا: «ولخطورة الوضع الآن، تحدثت عنه بشكل علنى، وهناك شعور فى أوساط بعض المسؤولين بأن دفع رواتب الدبلوماسيين ليس لها أولوية، وبعض السفراء والدبلوماسيين طلبوا العودة إلى الخرطوم بسبب الصعوبات التى تواجههم».
وتابع أنّ ميزانية وزارته السنوية تبلغ 69 مليون دولار، بينما رواتب الدبلوماسيين وإيجارات مقار البعثات الدبلوماسية التى لم تسدد تبلغ حوالى 30 مليون دولار.
وترأس غندور فى الماضى وفد السودان للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن رفعها عقوبات كانت تفرضها على الخرطوم منذ عقود حتى أكتوبر 2017. وكان من المتوقع أن يتحسن الاقتصاد السودانى، إلا أنّ الأوضاع لم تتغير، بحسب مسؤولين سودانيين، لأنّ البنوك الدولية واصلت امتناعها عن القيام بتحويلات مع المصارف السودانية.
وولد غندور فى ولاية النيل الأبيض السودانية، عام 1952، وتخرج عام 1977 فى كلية طب الأسنان فى جامعة الخرطوم.
وحصل على الماجستير فى طب الأسنان من جامعة لندن عام 1982، وظل يمارس تخصصه فى الجامعات السودانية حتى أصبح عميدا لكلية الرازى لطب الأسنان. والتحق بالعمل السياسى من خلال العمل النقابى.
وفى ديسمبر 2013 عُين فى منصب مساعد رئيس الجمهورية، قبل أن يتولى حقيبة الخارجية فى التعديل الوزارى الذى أجراه «البشير» فى يونيو 2015، خلفاً لعلى كرتى.
ومنذ توليه المنصب، خاض «غندور» فى ملفات شائكة مثل تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة وبريطانيا، ومؤخراً، ترأس اجتماعا مهما بالخرطوم مطلع الشهر الحالى بخصوص سد النهضة الإثيوبى.
وفى يناير الماضى، تحدثت تقارير صحفية عن تقديم «غندور» استقالته قبل أن ينفى بنفسه الخبر، بينما تحدثت صحف معارضة عن أن الوزير شكا مراراً من تداخل المهام الدبلوماسية بين وزارة الخارجية وبعض المناصب الدستورية المقربة من القصر.
وبرز خلال الساعات الماضية عدد من الأسماء لخلافة «غندور» فى حمل حقيبة الخارجية السودانية، وعلى رأسهم، السفير معتز موسى، وزير الرى والموارد المائية والكهرباء السودانى، الذى يعتبر الأوفر حظا فى تولى المنصب، ووزير الخارجية الأسبق مصطفى عثمان إسماعيل، ووزير البترول السابق عوض الجاز.