سفارة رواندا بالقاهرة تحيي بمرور ذكرى 24 عاماً على مجازر «الإبادة الجماعية»

كتب: سمر إبراهيم الخميس 19-04-2018 20:05

أحيت سفارة رواندا بالقاهرة، بمرور ذكرى 24 عاماً على مجازر الإبادة الجماعية التي نفذتها ميلشيات من قبائل الهوتو بحق أقلية التوتسي في رواندا، والتي راح ضحيتها نحو 800 ألف شخص، خلال 100 يوم فقط عام 1994، تحت عنوان تأبين شهداء المذبحة الكبرى.

وبدأت الاحتفالية بعرض فيلم وثائقي عن الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في إبريل عام 1994، استعرض الفيلم أحداث العنف في البلاد، مع شهادات عدد من الناجيين من المذبحة، فضلاً عن أراء وشهادات لعدد من أساتذة التاريخ الذين عاصروا تلك المرحلة الصعبة من تاريخ الدولة الرواندية.

السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية سابقاً، وسفيرة جمهورية مصر العربية بجمهورية رواندا إبان الحرب الأهلية، قالت أن حكمة رئيس جمهورية رواندا الحالي، بول كاغامي، وعمله على تطور وتقدم رواندا عقب فوزه في انتخابات رئاسة الجمهورية، منذ عام 2000 وحتى الآن، وجهوده في تحقيق وحدة الصف بين المواطنين الروانديين، ونبذ العنف والتعصب والقبلية ليعيش أفراد الوطن على أرض واحدة، وتحت سماء واحدة، في ظل استقرار أمني وسلام وتعايش مجتمعي.

من جانبه قال صالح هابيمانا، سفير رواندا بالقاهرة، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن رواندا تفتخر بقوة وتطور العلاقات الدبلوماسية مع مصر، خاصة أن العلاقة بين الرئيسين المصري والرواندي تقوم على مبدأ المصارحة أولاً، والتوافق فيما بينهم ثانياً.

وعن ذكرى المذبحة في رواندا، قال أن رواندا استطاعت أن تتخطى تلك المرحلة الصعبة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، بعد قرارنا أن نعيش فقط، وننبذ العنف والتطرف، وتحقيق المصالحة بين كافة طوائف الشعب الرواندي، وتخفيف الآلام النفسية التي أصيب بها الناجيين بعد فرارهم من المذبحة.

حضر الحفل سفير جيبوتي بالقاهرة، محمد ظهر حرسي، سفير إثيوبيا، تاييى أثقلاسيلاسي أمدى، وسفيرة جمهورية الكونغو الديموقراطية، نودوكو بوتو، وعدد أخر من السفراء الأفارقة بالقاهرة، ووفد من مكتب منظمة الاتحاد الإفريقي بالقاهرة، كان على رأس الوفد، عبد الحميد بوزاهر، رئيس الوفد الدائم للاتحاد الإفريقى لدى الجامعة العربية، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، السفرة منى عمر، والقائم بأعمال السفير الأمريكى بالقاهرة، توماس جولدبيرجر، ومندوبين من وزارة الدفاع والخارجية المصرية، وعدد من أعضاء سفارة رواندا بالقاهرة.

الجدير بالذكرأن أحداث «الإبادة الجماعية» في رواندا، إلى السادس من إبريل عام 1994، عندما تم إسقاط الطائرة الرئاسية للرئيس الرواندي آنذاك جوفينال هابياريمانا، ونظيره البوروندي سيبريان نتارياميرا، ووفاة جميع من كانوا على متنها، وحمل المتشددين من «الهوتو» مسؤولية ذلك الحادث لجماعة الجبهة الوطنية المتمردة، لتبدأ على الفور حملة منظمة للقتل، واغتصاب الآلاف من النساء، بعد مضي أقل من ساعة على حادثة سقوط الطائرة، من جانبها قالت الجبهة الوطنية الرواندية، إن «الهوتو» هم من أسقطوا الطائرة الرئاسية كذريعة لتنفيذ إبادة جماعية في البلاد، أما الإذاعة الهوتية RTLM كانت من أبرز عوامل تأجيج العنف الدموي في البلاد، من خلال وصفها التوتسيين بالصراصير، وتبنيها حملة إذاعية للتخلص منهم وقتلهم، في سياق متصل، قامت قوات الأمم المتحدة بالانسحاب من البلاد خلال المجازر، مع استمرار فرنسا في تقديم الأسلحة للهوتو، أدى إلى تأجيج عملية الإبادة الجماعية.

وتعود جذور الصراع بين الهوتو و التوتسيين، تعود لانتماء ما يقرب من 85 %، من الروانديين إلى إثنية الهوتو، بينما يمثل التوتسي أقلية هيمنت على البلاد لفترة طويلة، وبالرغم من ذلك قتل أكثر من 75 % منهم، وفي عام 1959 أطاحت إثنية الهوتو بالحكم الملكي للتوتسي، وفر عشرات الآلاف منهم إلى دولة أوغندا، قاموا بتشكيل جماعة متمردة أطلقوا عليها "الجبهة الوطنية الرواندية".

واستمرت المجازر لثلاثة شهور، وانتهت في يوليو من نفس العام، وذلك بعد نجاح الجبهة الوطنية الرواندية، مدعومة بقوات من الجيش الأوغندي، في التخلص من الرموز المتطرفة الضالعة في التحريض وارتكاب المجازر الدموية ضد الأقلية، ليفروا إلى عبر الحدود إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

عقب انتهاء عمليات الإبادة الجماعية، لم يتبقى من تلك الأحداث سوى الدمار في رواندا، كما تم تدمير البنية التحتية لرواندا، كما تركت صدمات نفسية في نفوس الآلاف من الناجين، لتبدأ الحكومة الرواندية العمل على دفع جهود المصالحة بين طرفي النزاع، ومن ثم إعادة بناء الدولة من جديد، عن طريق إرساء دولة القانون، والعمل على تحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي، وإشراك المرأة في السلطة بعد مراجعات سياسية مكنت المرأة من المساواة، كما أن الدستور الرواندي أقر المساواة بين الجنسين بشكل كامل عام 2003.

وبعد مرور 24 عاماً على مجازر الإبادة الجماعية، الأوضاع في دولة رواندا التي تقع في شرق أفريقيا، حسب تقارير البنك الدولي، النساء يلعبن دور بالغ الأهمية في بناء ونهضة الدولة، إذ إن 64% من أعضاء البرلمان الرواندي من النساء مقارنة بـ22% في معظم دول العالم، أي ما يقرب من ثلثي الأعضاء، كما تمكنت الجبهة الوطنية الرواندية، بقيادة بول كاغامي، من هزيمة ميليشيات التوتسي، وأصبح كاغامي رئيساً لرواندا منذ عام 2000، وأسس حكومة الوفاق ونبذ العنف، ليعود نحو 1.7 ملايين من أصل مليوني رواندي فروا من الدولة أثناء اشتعال الأحداث.

حفل تأبين شهداء رواندا الكبرى

حفل تأبين شهداء رواندا الكبرى

حفل تأبين شهداء رواندا الكبرى

حفل تأبين شهداء رواندا الكبرى

حفل تأبين شهداء رواندا الكبرى

حفل تأبين شهداء رواندا الكبرى

حفل تأبين شهداء رواندا الكبرى