نشر الموقع الرسمي لنادي ليفربول الإنجليزي، اليوم الأربعاء، تحليلًا للموسم الاستثنائي الذي يقدمه الدولي المصري محمد صلاح، نجم هجوم الفريق، بعدما تمكن من تسجيل 40 هدفًا حتى الآن.
وقام الكاتب أندرو بيزلي، بتحليل أداء الفرعون المصري، والغوص في أعماق الأرقام التي لن تمحى من سجلات التاريخ، بحسب وصفه.
وخلال تاريخ نادي ليفربول الذي يبلغ 125 عاماً، شاهد أنصاره عدداً لا يحصى من الهدافين المميزين.
بداية من سام رايبولد الذي أحرز 120 هدفاً في الدوري خلال أوائل القرن العشرين، مروراً بهاري تشامبرز وجوردون هودسون ثم بيلي ليدل، قبل الوصول لهانت وكيجان ودالجليش وراش وفاولر وأوين وتوريس وسواريز.
لكن، هل هناك من كان لديه نفس التأثير المباشر الذي يمتلكه محمد صلاح؟
تجيب السجلات على هذا السؤال، بأنه لا يوجد. يمتلك ليفربول 447 هدافاً إلى الآن، وصلاح في أقل من عام احتل موقعه ضمن أفضل 70. هناك 12 لاعباً فقط أحرزوا أهدافاً في الدوري الإنجليزي أكثر منه.
ومنذ المباراة الأولى التي ارتدى فيها محمد صلاح القميص الأحمر، وهو يحقق الإنجازات. محمد صلاح بات اللاعب رقم 17 في الربع الأخير من القرن الماضي الذي يسجل في أول ظهور له مع الفريق وكان أمام واتفورد، قبل أن يسجل في أول مباراة أوروبية له مع الفريق والتي كانت الأولى له أيضاً على ملعب آنفيلد، خلال دور المجموعات بدوري الأبطال.
وفي شهر نوفمبر، شارك صلاح كبديل أمام ستوك سيتي، ليحرز هدفين في الفوز بثلاثية نظيفة، ليصبح خامس بديل يحرز هدفين في مباراة بالدوري عبر تاريخ ليفربول.
وتم اختيار محمد صلاح كأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للمرة الأولى خلال شهر نوفمبر، بفضل أهدافه السبعة في أربع مباريات. ومنذ ذلك الحين فاز مو بالجائزة مرتين ليصبح أول لاعب في تاريخ المسابقة يحصل عليها ثلاث مرات في موسم واحد.
واحدة من المميزات الرائعة في محمد صلاح، هي تماسكه. وسجل اللاعب المصري في 31 مباراة من أصل 45 خاضها مع ليفربول حتى الآن، كما يمتلك صلاح في جعبته «هاتريك» وحيد.
ويعد الإنجاز الفردي الأفضل لصلاح، هو إحرازه أربعة أهداف في مباراة واحدة أمام واتفورد على ملعب آنفيلد، ليصبح رابع لاعب في تاريخ الريدز يحرز رباعية في مباراة واحدة.
وشهدت هذه المباراة معادلة صلاح لرقم توريس بالوصول للهدف رقم 33 في موسم واحد، وكان وصوله لهذا الرقم في مباراته رقم 41 ظاهرة استثنائية.
وقام صلاح تقريباً بتعذيب الجميع في الدوري الإنجليزي، حيث سجل سبعة أهداف في مرمى الستة الأوائل بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، وصنع هدفين.
وتدفقت أهداف محمد صلاح في أوروبا، سواء داخل أو خارج الديار. وأحرز صلاح تسعة أهداف في النسخة الجارية من دوري الأبطال (بما في ذلك جولة التصفيات)، ولا يوجد سوى أربعة لاعبين فقط سجلوا أكثر منه لصالح الريدز منذ إطلاق المسمى الجديد على البطولة.
كيف أصبح محمد صلاح ثالث لاعب في ليفربول يسجل 40 هدفاً خلال موسم واحد؟ من الواضح أن هناك العديد من العوامل، ولكن لا شك أن إبداع رفاقه أهمهم، مثلما اعترف اللاعب نفسه.
12 لاعباً مختلفاً ساعدوا صلاح على إحراز الأهداف هذا الموسم، كان آخرهم ترينت ألكسندر- أرنولد، وأكثرهم الثنائي فيرمينو وماني برصيد ستة أهداف، كما سجل اللاعب 11 هدفاً بمجهود فردي بفضل تمركزه الجيد وقدرته على الضغط والتحرك بشكل سليم.
ويعد صلاح من أكثر وأدق اللاعبين تسديداً على المرمى. هناك 13 لاعباً لديهم 100 تسديدة على الأقل في بطولات الدوري الخمس الكبرى. وسجل أعجوبة ليفربول 40 هدفاً لتصل نسبة تسديداته الناجحة إلى 49.2%، وهو ثاني أفضل معدل حيث لا يتفوق عليه سوى شيرو إيموبيلي مهاجم لاتسيو.
وبالنظر لمسيرة صلاح، يظهر مدى التحسن والتطور الذي يطرأ عليه عاما بعد الآخر. وبلغت نسبة تسديداته الناجحة 35.5% خلال موسميه الأولين في أوروبا، قبل أن ترتفع النسبة مع روما إلى 40% في الموسم الأول ثم 44.7% في الموسم الماضي.
وتجلى الأداء المبهر لصلاح في دوري الأبطال، بإحرازه 50% من تسديداته على المرمى. ولا يمكن لأرقام اللاعب أن تستمر في النمو إلى الأبد، ولكنه في الوقت الحالي بات على مستوى النخبة.
ويحتل محمد صلاح صدارة هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 30 هدفاً، متفوقاً بأربعة أهداف على هاري كين. وفي حال تتويج اللاعب بجائزة الهداف، سيكون اللاعب السادس في تاريخ ليفربول الذي يحصل عليها.
وبات صلاح قريباً من الانضمام للخماسي سام رايبولد وجاك باركنسون وإيان راش وجون ألدريدج ولويس سواريز، ضمن قائمة الفائزة بجائزة هداف الدوري الإنجليزي.
ويعد الموسم الجاري، رابع أكثر موسم تهديفياً في تاريخ ليفربول، وقد لعب محمد صلاح دوراً كبيراً في تحقيق هذا. الرجل بات في طريقه ليصبح أسطورة ليفربول، وجميعنا نتمنى مشاهدة هذه الرحلة تستمر